عائشة سلطان
الفهم الملتبس بين الرجال والنساء!
أكبر إشكال نقع فيه جميعنا رجالاً ونساءً ، أننا نظن بأننا صور كربونية طبق الأصل من بعضنا، لذلك فالرجال يعتقدون بأن النساء بالضرورة مثلهم، يفكرن في الأشياء نفسها التي تشغلهم، وينظرن للحياة بالمقاييس والزوايا نفسها، وأن لهن نفس ردات الفعل ونفس الاحتياجات والرغبات...
ومما لا شك فيه أن معشر النساء يفكرن بالطريقة نفسها، فهن يعتقدن بأنهن إذا عدن مكتئبات حزينات محبطات فعلى الرجل أن يبادر سريعاً لسؤالهن عما يعانين منه، وعندها ستنفتح بوابات الشكوى وتدور رحى الأحاديث، وهذا ما لا يفعله الرجل على الإطلاق، فهو لا يتحدث عند المصاعب والمطبات والمصائب، بل يختار الصمت كهفاً له، ويظن أن المرأة مثله لذلك ستتفهمه!
عند هذا المفصل الحاسم وقعت أولى الكوارث في ميراث ضخم من سوء الفهم المتراكم بين المرأة والرجل منذ جاء الرجال من المريخ وجاءت النساء من الزهرة، بحسب الكاتب الأمريكي جون جراي، للدلالة على اختلاف هذين الكائنين اختلافاً جذرياً في كل شيء يتعلق بالأفعال ورداتها وبالعواطف وتبعاتها ونقاط القوة والضعف ومثالبهما!
الأمر ليس خلافاً في وجهات النظر بين زميل وزميلته في العمل، ولكنه يذهب إلى أبعد من ذلك، إلى النظرة التقييمية العميقة لها، لتصرفاتها وتوقع ردات فعلها وتفسير سلوكها ونظراتها وأحاديثها وحتى اختيار لون ثيابها، وتكبر المشكلة حين تتحول الزميلة إلى زوجة، ويظل الرجل على حاله في نظرته لها، إذا عاد من العمل حزيناً أو غاضباً لأي سبب كان، أراد من زوجته أن تتصرف بالطريقة التي يريدها ويتوقعها، لأنه يظن أنها تفكر مثله وعليها أن تتخذ الموقف الذي يفضله.
إن ما يحدث يدل دلالة لا جدال حولها أنه وبعد تاريخ طويل من العلاقة الممتدة والمتفرعة وبعد ملايين التجارب والأخطاء بين الرجل والمرأة ، لم يستطع أحدهما أن يفهم الآخر على حقيقته، ويعامله ككيان مختلف ومنفصل ومستقل عنه تماماً، وما لم يحدث هذا الفهم الصحيح والدقيق فإنهما لن يتوقفا عن الخلاف والصراخ والاختلاف!
879 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع