السعادة في العراق في يوم السعادة العالمي/١٥

 عبدالرضا حمد جاسم

السعادة في العراق في يوم السعادة العالمي/١٥

يتبع ما قبله

توقفت في السابقة عند : [ ثم كتب البروفيسور قاسم حسين صالح التالي: [هذا يوصلنا الى نتيجة علمية فسلجية سيكولوجية نصوغها بما يشبه النظرية:(ان تعرض الأنسان الى الضغوط النفسية، وتوالي الخيبات لسنوات متتالية، وشعوره بالظلم والغبن والمهانة.. يؤدي الى تنشيط الأنفعالات السلبية، وان ديمومة هذا التنشيط يؤدي الى برمجة الدماغ عليها لتصبح سلوكا ثابتا) انتهى.

*أقــول:

اليكم ما يتناقض مع هذا القول او ما ينفي تلك النتيجة العلمية الفسلجية السيكولوجية التي توصل اليه البروفيسور قاسم وصاغها بما ""يشبه النظرية"" ...اي انه يصوغ نظرية جديدة و هو كان قد نقضها قبل الصياغة..

في مقالته: [انتفاضة تشرين..أحيت الجميل في الشخصية العراقية] بتاريخ 29.09.2022 ورد التالي: [اكثر ما احدثته انتفاضة تشرين /اكتوبر 2019 من دهشة انها فاجأت محلليين سياسيين ومثقفين اشاعوا ثقافة التيئيس كانوا على يقين بان الاحباط قد اوصل العراقيين الى حالة العجز التام. وكان بينهم من راهن على انها (هبّة) وتنتهي، لأن الشخصية العراقية، على رأي الراحل علي الوردي، أشبه بنبات (الحلفه) اليابس..يشتعل بسرعة ويخفت بسرعة. وفاجأت ايضا علماء النفس و الأجتماع بما يدهشهم..بل أنها خطّات نظرية في علم النفس تقول: اذا اصيب الانسان بالأحباط وحاول..وحاول ولم ينجح، فأن تكرار حالات الخذلان والخيبات توصله الى العجز والاستسلام..فأطاح بها جميعها شباب ادهشوا العرب والعالم!..واسقطوها في الخامس والعشرين بيوم جمعة (استعادة وطن)!!!!؟؟؟؟.

و كان البروفيسور قاسم قد تطرق لهذه ال( الشبه النظرية) في مقالته: (الشخصية العراقية وتظاهرات تشرين) التي نشرها بتاريخ
03 تشرين2/نوفمبر 2019 حيث كتب التالي: [(في أول تحليل سيكولوجي) خمسة ايام بدأت بالفاتح من تشرين اول/اكتوبر2019، شهدت تظاهرات هزّت العراق وفاجأت محلليين سياسيين ومثقفين اشاعوا ثقافة التيئيس كانوا على يقين بان الاحباط قد اوصل العراقيين الى حالة العجز التام. وكان بينهم من راهن على انها (هبّة) وتنتهي، لأن الشخصية العراقية، على رأي الراحل علي الوردي، أشبه بنبات (الحلفه) اليابس.. يشتعل بسرعة ويخفت بسرعة. وفاجأت ايضا علماء النفس والأجتماع بما يدهشهم.. بل أنها خطّات نظرية في علم النفس تقول:اذا اصيب الانسان بالأحباط وحاول وحاول ولم ينجح، فأن تكرار حالات الخذلان والخيبات توصله الى العجز والاستسلام.. فأطاح بها جميعها شباب ادهشوا العرب والعالم!.. واسقطوها في الخامس والعشرين بيوم جمعة (استعادة وطن).. متحدين الموت بصدور عارية وملاحم اسطورية ليسقط منهم ثلاثة وستون شهيدا التحقوا بـ(149) شهيدا حنّوا ساحات التحرير بدمائهم] انتهى.

إذن: أطاح شباب تشرين بتلك ""شبه النظرية التي صاغها البروفيسور قاسم حسين صالح وكانت الإطاحة قد تمت قبل نشر البروفيسور قاسم لنظريته العلمية الفسيولوجية السيكولوجية حيث آخر نَشرْ لتلك ""شبه النظرية"" كان بتاريخ 23آذار2023 وتلك الإطاحة قد حصلت بتاريخ الثالث من تشرين ثاني عام 2019 و اكد على تلك الإطاحة بتاريخ 29 أيلول 2022 حسب منشورات البروفيسور قاسم حسين صالح نفسه أي قبل آخر نشر لها بأكثر من أربعة أعوام!!!

كل مقالة البروفيسور قاسم كانت تخص رفضه لموقع العراق في جدول الغضب الذي نشره معهد غالوب لعام 2022 ـ 2023...السؤال هنا: الا يتناقض طرح البروفيسور قاسم أعلاه مع اعتراضه على تقرير معهد غالوب بخصوص الغضب؟؟؟؟ أي ان هذا الطرح يؤيد تصنيف غالوب للعراق في موضوع المشاعر السلبية / الغضب الاعتراض عليه غير صحيح.

ثم يُزيد طين رفضه بلة حين كتب التالي:[ونضيف: ان الإنسان ليس مجبولا على العنف ولا على الغضب، غير أنه يكون أشد ضراوة من الوحش عندما يتعرض الى (الإحباط اليائس)، أعني عندما يعاق أو يحرم من تحقيق أهداف وإشباع حاجات يراها مشروعة، مصحوبة بمشاعر الحرمان النفسي، وبخاصة عندما يدرك أنه أو جماعته يحصل على أقل من استحقاقه، أو أن جماعته تحصل على أقل مما تحصل عليه الجماعات الأخرى.. وهذا ما حصل للعراقيين في السنوات العشرين الأخيرة]انتهى.

ثم اضاف التالي: [وتأكدوا ايها الأخوة الباحثين في معهد غالوب: لو ان ما حصل للعراقيين، حصل لمجتمع آخر.. لكان في حال آخر. فمن عجائب العراقيين أن الطب النفسي يقرّ بوجود حد لطاقة الناس على التحمل اذا ما تجاوزها فأنه ينهار نفسيا أو يصبح مجنونا أو ينتحر.. فيما تحمّل العراقي ثلاثة عقود ونصف من حروب كارثية متصلة، وحصار أكل فيه الخبز الأسود ثلاثة عشر عاما تفضي بالإنسان السوي الى ان يجزع من الحياة أو تزهق روحه.. غير أن العراقيين كانوا، مع كل هذه المصائب، يحمدون الله ويشكرونه، بل أنهم وصلوا الى الحال الذي يذهبون في الصباح الى مجلس فاتحة يعزّون صديقا تطايرت أشلاء أخيه بانفجار، ويذهبون بمساء اليوم ذاته الى حفلة عرس صديق آخر يغنون ويرقصون] انتهى

*أقــول:

لطفاً توقفوا أيها القراء الكرام و تمعنوا بمعاني الكلمات و الجُمَلْ و العبارات و التناقضات العنيفة فيها لتقفوا على حالنا و حال كتاباتنا و هوسنا الغريب في الكتابة المتناقضة و كأننا نكتب عن قطيع من الحيوانات و ليس شعب يجب ان يتوقف الانسان عندما يفكر في الكتابة عنه دفاعاً عنه او هجوماً عليه ليُتْعِبْ نفسه لكي يعطي للكلمة و حروفها و علاقتها بهذا الشعب بعض الاحترام...(..تفضي بالإنسان السوي الى ان يجزع من الحياة و تزهق روحه)...هل هذا يعني ان الانسان العراقي غير سوي أم انه فاق "الأسوياء)؟؟!!

ثم يبدأ البروفيسور قاسم خاتمة مقالته بالعناوين الفرعية التالية:

1 ـ عنوان فرعي هو [أخيراً] حيث سطَّرَ:[ونذَّكر معهد غالوب ان الغضب عند العراقيين ما كان شائعا في عقد سبعينيات القرن الماضي، لأنهم كانوا فيه بحالة اقتصادية جيدة، وكانوا يقصدون الدول الأوربية للسياحة يستمتعون بأجمل ما في الحياة من مسرّات ويعودون حاملين حقائب من الهدايا يشيعون فيها الفرح بين المحبين] انتهى

* أقول أولاً هل هذه خلاصة دراستك للمجتمع العراقي سيكولوجياً لفترة 1400 عام حيث كتبت أعلاه التالي: [[مقولتنا هذه كنا نشرناها من زمن بعيد في صحف عراقية وحوارات تلفزيونية، مستندين في ذلك الى قراءة سيكلوجية تمتد لأكثر من 1400 سنة ](ملاحظة: يقصد ان العراقيين اصعب خلق الله)...اما ثانياً فأسأل البروفيسور قاسم حسين صالح: لطفاً ما علاقة معهد غالوب و تقريره عن المشاعر السلبية لعام 2022 ـ 2023 بما كان عليه العراقيين في السبعينات؟؟؟...معهد غالوب يتكلم عن اليوم الذي سبق الاستقصاء أي الامس (قبل 24 ساعة) وانت تتكلم عن عقد السبعينات من القرن الماضي أي بفارق زمني يمتد لحوالي نصف قرن من اليوم و حتى الحال في ذاك الامس الذي تتكلم عنه انت غير دقيق،فمن قال لك ان ليس هناك عراقيين كانوا يشعرون بالغضب في زمن البعث في سبعينات القرن الماضي؟ هل ان صديقك الراحل الدكتور علي الوردي عندما اُحيل على التقاعد/ طلب التقاعد لم يكن غاضباً اوان ما عاشه من قلق كما تقول انت لم يجعله غاضباً؟؟؟ و من قال لك ان سفر العراقيين للخارج لم يكن للتخلص المؤقت من حالة الغضب و الاكراه و القلق الذي كانوا يعيشونه؟ من قال لك ان حمل الهدايا يعني مسرات و سعادة و ليس واجب انعجن في تفكير العراقيين لليوم؟ ثم كم من العراقيين كان ممنوع من السفر و يخاف حتى من طلب الحصول على جواز سفر؟...انت تتكلم عن نفسك و كيف كنت تعيش بأمان واطمئنان و انبساط و انشراح و فرح و انت تعمل في مؤسسات الدولة...الجامعة و الإذاعة و التلفزيون و الصحافة

أنا شخصياً (عبد الرضا حمد جاسم) مُنعت من عبور الحدود / زاخو و لم يسمحوا لي بمغادرة العراق و كنتُ ممنوع من السفر من عام 1977 الى عام 1996 حيث تمكنت من الحصول على جواز سفر بعد تفشي الرشوة.

ثم كتب البروفيسور قاسم: [وشاهد آخر.. في زمن آخر بين عامي 1958و 1959.. عاشوا فيها العراقيون سنة من الفرح شاعت فيها اغاني الحب الموسيقى واقامة معارض فنية للجمال وندوات ومؤتمرات ثقافية. وكانوا في غاية التسامح مع الاخر، لأن النظام يومها كان يمثلهم، ولأنهم وجدوا بمن يحكمهم بأنه (أنموذج القدوة) في الأخلاص للشعب، لدرجة انه كان يعيش بغرفة في وزارة الدفاع مع انه حاكم العراق الأول!، وانه حين قتل لم يجدوا في جيبه سوى (تفاليس خردة)،] انتهى

اليكم تناقض اخر من تناقضات البروفيسور قاسم حسين صالح حيث كتب في ص17 من كتابه الشخصية العراقية من السومرية الى الطائفية وتحت عنوان فرعي : (شواهد حديثة) عن حال العراق في عام 1959 حيث كتب التالي: [2 . في عام 1959 سحل بالحبال وعلق على المشانق اشخاص في الموصل وكركوك] انتهى

لاحظ عزيزي القارئ حجم عدم الدقة فمن "كانوا في غاية التسامح مع الاخر الى السحل بالحبال و التعليق على المشانق"

(تفضل عزيزي بإعادة الاطلاع على مقالتنا:[ركضة طويريج و البروفيسور قاسم حسين صالح3آب2023]

أسأل البروفيسور قاسم هل كان في جيب عبد الناصر عندما توفي أموال ام هل كان عند عبد السلام عارف عندما سقطت به الطائرة مليارات او عشرة دنانير ام هل كان عبد الرحمن عارف يخزن الذهب و الفضة وحتى نوري السعيد وطاهر يحيى/ أبو فرهود و غيرهم...

ثم اكمل البروفيسور قاسم حسين صالح : [فيما حكام اليوم في العراق الذين يدعون الآسلام يمتلكون القصور الفاخرة بداخل العراق وخارجه وارصدة بالمليارات .. وانهم استبدوا واستهانوا بالملايين واوصلوهم الى ان يكونوا من افقر الشعوب مع ان بلدهم هو الأغنى في المنطقة وواحد من اغنى عشرة بلدان في العالم .. وكلها امور تذكي انفعال الشعور بالظلم والتحقير، وحين يصل هذا الانفعال ذروته فان الفرد يفرغه بمن اضعف منه او يمارس آلية الترحيل بتحويله الى زوجته مثلا] انتهى

أقـــــــول: مع البروفيسور قاسم في موضوع الفاسدين السارقين...لكن اناقشه على العبارة التي كررها كثيراٍ و ربما في كل ما كتب عن العراق و العراقيين وأقصد: (ان بلدهم هو الاغنى في المنطقة وواحد من أغنى عشرة بلدان في العالم).

لا اعرف من اين التقطها و زرعها في تلافيف المقالات و بعض الكتب لكي يتعامل معها بهذه النظرة غير العلمية و الواقعية... يعني هل العراق اغنى من السعودية ام تركيا ام ايران او حتى قطر و الامارات؟ ثم هل العراق من اغنى عشرة بلدان في العالم؟...المعروف ان هناك السبعة الأغنياء و هناك العشرين الغنية و ليس بينها العراق...ثم ما هي مظاهر او ظواهر الغنى في العراق او ماهي الاسانيد التي استند و يستند عليها البروفيسور قاسم حسين صالح بقولته هذه؟؟؟ هل باحتياطي النفط المطمور في باطن الأرض؟ ام النهرين الزاحفين الى الجفاف والتصرف بهذين الامرين خارج سيطرة الدولة و الحكام ان كانوا فاسدين ام غير ذلك. اليكم :

العراق في المرتبة ١١٥ بين أغنى دول العالم/22 نيسان2023

[احتل العراق المرتبة 115 بين اغنى دول العالم من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي المعدل للقوة الشرائية

حسب مجلة ( كَلوبال فينُنس) الامريكية]global Finance

 2 ـ عنوان فرعي هو: رسالة خاطئة حيث ورد: [المأخذ العلمي الكبير على تقرير معهد غالوب هذا انه اوصل رسالة خلاصتها ان هناك شعوبا تمتاز بالغضب واخرى هادئة، ويغفل او يتجاهل ان السبب الرئيس وراء شيوع الغضب في هذا الشعب او ذاك هو طبيعة النظام السياسي، لحقيقة سيكولوجية هي ان النظام السياسي العادل الذي يحترم كرامة الانسان وحقوقه.. تشيع فيه الانفعالات الايجابية مثال ذلك شعب سويسرا، وان النظام السياسي المستبد الذي يستفرد بالسلطة والثروة ويحتقر الشعب ويهدر كرامته.. تشيع فيه الانفعالات السلبية ومنها الغضب الهادف الى رد الأعتبار].

*أقــول:

معهد غالوب لم يرسل رسالة خلاصتها ان هناك شعوب تمتاز بالغضب و أخرى هادئة... معهد غالوب في استقصائه او تقريره او دراسته فقط وجه سؤال للشخص هو: هل غَضِبْتَ أمس أوهل كنت غاضباً امس؟ و لا يسأل لماذا غضبت او كيف تصرفت او كيف عبرت عن ذلك الغضب حيث لا يعنيه ""نوع أو تأثير او نتيجته او شكل"" ذلك الغضب.

ومع ذلك و حسب قول البروفيسور قاسم ان النظام السياسي في العراق يعّج بالفساد و الفاسدين فهذا يعني ان الغضب في العراق "عالي المستوى" بالقياس للشعوب الأخرى و هذا ما طرحه تقرير معهد غالوب و اعترض عليه البروفيسور قاسم حسين صالح بشدة. (...ملاحظة يرجى العودة الى الجزء العاشر من هذه السلسة)...ثم لو كان المقياس الشعب السويسري لماذا لم يتصدر جدول معهد غالوب في المشاعر الإيجابية و تركها الى فنلندا و الدول الاسكندنافية؟

3 ـ عنوان فرعي آخر هو: (وكلمة أخيرة لمعهد غالوب) كتب البروفيسور قاسم حسين صالح التالي: [ثابت بدراسات اجنبية ان العراقيين هم اذكى شعوب المنطقة، والذكي لا (يمتاز) بالغضب. ومعروف ان العراقيين محبون للطرب والمرح والفكاهة والنكتة و العشق.. ومن يمتلك هذه الصفات لا (يمتاز) بالغضب.وستتأكدون يوم ندعوكم لحضور مهرجان الفرح يطاح بمن اشاع الغضب.. يومها أعدكم بأن العراقيين سيجعلونكم معهم ترقصون!]

*أقـــول: في أجزاء سابقة ( الجزء 9)اشرتُ الى موضوع الذكاء و يبدو هناك ضرورة للعودة اليه وتوجيه سؤال للبروفيسور قاسم عن تلك الدراسات الأجنبية؟ و هل يحق لأحد دون دليل علمي ان يقول ان هذا الشعب هو اذكى شعوب المنطقة؟ أتمنى على البروفيسور قاسم نشر إحدى تلك الدراسات ليطلع الباحث و القارئ العراقي عليها ثم ما علاقة الذكاء(اذكى شعوب المنطقة) بما(معروف عن العراقيين) انهم محبون للطرب و المرح و الفكاهة و النكتة و العشق؟ و لا اعرف هل وصلت دعوة البروفيسور قاسم الى خبراء معهد غالوب ليشاهدوا و يتوقفوا عند مرح و لهو و رقص و فرح و سعادة العراقيين؟؟؟

...............................

الى من قرأ هذه السلسة شكري و تقديري...و للجميع الرجاء بمتابعة القادمات و التي ستكون رحلةُ خوضٍ في كتاب البروفيسور قاسم حسين صالح: [الشخصية العراقية من السومرية الى الطائفية] طبعة دار العرب الأولى عام 2016 .

عبد الرضا حمد جاسم

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1345 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع