د.طلعت الخضيري
ألقاضي والوالي
أقدم للقارىء روايه شعبيه كانت رائجه عند أهالي البصره في بداية القرن الماضي وقد تحصل في الحقيقه في كل مكان وفي كل زمان ولا أقصد بسردها حدثا معينا أو شخص معين ففي صفحات التأريخ الكثير من أحداث حقيقيه مشابهه.
لنسرد القصه كما كانت ترويها لنا ألسيده العجوز ألتي كانت تروي لنا القصص ليلا عندما كنا ننام على سطح الدار في ليالي الصيف واذا انتهت القصه ولم نشأ أن ننام فهناك تهددنا الراويه ( اذا متنامون تجي السعلوه تاكلكم أو راح يجي الطنطل) فنخاف ونخفي رؤوسنا تحت اللحاف ونغط في نوم عميق بالرغم من ارتفاع درجه الحراره ورطوبه الهواء وننتظر الليله القادمه لنسمع حجايه أي قصه مماثله وأقدم للقارىء احدى قصصها:
عاش في مدينه اسطمبول في قديم الزمان صبيان قادمان اليها من بغداد . لقد اتصفا بأعمال الشقاوه والمشاكل اليوميه والسرقات المختلفه . بعد سنين افترقا ولم يعلم أحدهما ما حصل للآخر.
شاء القدر أن يفعل ما يريده فأصبح أحدهما قاضي البصره يحكم عباد الله . في أحد الأيام صدر فرمان السلطان العثماني بتعيين والي جديد لولايه البصره.
في سالف الزمان لم تكن هناك طائرات تحمل المسافرين بين أسطمبول والبصره وانما كانت البواخر تصل الى ميناء البصره ألوحيد ، ويسمى بالسنيه ، يقع بجنب مطلع نهر العشار حيث كانت ترسوا عليه البواخر القادمه من أنحاء العالم.
أعلن موعد وصول الباخره التي ستحمل الوالي الجديد وخرج موظفي الدوله العثمانيه ووجهاء المدينه يستقبلون الوالي ويقفون على سنيه المدينه .
عندما وصلت الباخره قادمه من أسطمبول ،كان على رأس المستقبلين قاضي البصره ولم يكن هو الا أحد الاثنين اللذان تم ذكرهما . عندما تبين للقاضي أن الوالي الجديد هو زميله في الشقاوه في أسطمبول تناول منديله وأخذ يجهش بالبكاء ولاحظ ذلك الوالي ألقادم بأمر السلطان العثماني ولكنه لم يقل شيأ أمام ذلك الجمع.
بعد أيام قليله استدعى الوالي الجديد زميله في الشقاوه القديم أي القاضي وانفرد به وأخذ يعاتبه:
- ولك ليش بجيت من شفتني. مو الله وفقنه وآني هسه والي وءانته قاضي ؟ .
فرد عليه القاضي:
- والله أبجي عله الرعيه الي انته واليهم وآني قاضيهم.
ألنهايه
832 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع