حسام عبد الحسين
هل إسرائيل تتمنى هذه الحرب؟
بعد الإخفاق العسكري الإستخباري للاحتلال الإسرائيلي المجرم أثر هجمة عسكرية منظمة ودقيقة لحركة حماس في يوم السبت ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ أدت إلى إذلال القوة العسكرية والتكنولوجية والإعلامية لإسرائيل.
إن الخسائر التي تعرضت لها إسرائيل نتيجة هذه الحرب لا تعني إنها لا تريدها فهي تتمنى أي حجة لإعادة مكانتها من الداخل وفي الشرق الأوسط والعالم بعد المتغيرات الدولية والإقليمية التي عزلت إسرائيل في زاوية خطرة عرضتها للضعف.
أولا/ المشاكل الداخلية لإسرائيل: أن مفهوم “الدولة” الحامية للفرد “اليهودي” كفكر والحماية الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين قد تصدعت وخرجت المئات في عدة مظاهرات مختلفة التوقيت ضد سياسات “الدولة” ونتنياهو، لذا هي بحاجة لهذه الحرب لتكون دعاية إعلامية بأنها الحامية الوحيدة للفرد اليهودي في العالم والتغطية على الفشل الاقتصادي للمدنيين.
ثانيا/ المتغيرات في الشرق الأوسط: أن العزلة التي تعرضت لها إسرائيل في الشرق الأوسط نتيجة مصالحة السعودية مع إيران برعاية الصين، ثم مصالحة إيران مع مصر، ثم دفعت أمريكا (سند إسرائيل) مليارات الدولارات المجمدة لإيران والاقتراب من حسم الاتفاقية النووية بين الغرب وإيران. كذلك عادت سوريا إلى الجامعة العربية، وتركيا تعيد علاقتها مع السعودية ومصر والإمارات، وتصدير الغاز الروسي إلى أوربا، بينما بقت إسرائيل مهمشة في ظل هذه المتغيرات، لذا حين اشتعلت الحرب من حماس جاء تصريح نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي: (أن حرب إسرائيل ستعيد صياغة الشرق الأوسط من الجديد).
ثالثا/ المتغيرات الدولية: أن الفشل الذي تعرض له الغرب في أوكرانيا يجد متنفس له في فلسطين حيث وجود فرصة لإعادة كرامة بايدن أمريكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وايطاليا لدعم إسرائيل بحربها في فلسطين، ولان إسرائيل تعيش تحت خيمة أمريكا والأخيرة تفقد القيادة العالمية بعد الحرب في أوكرانيا والتحالفات الدولية الجديدة على أثرها، وتأسيس دول مجموعة بريكس المناهض لأمريكا وإسرائيل رغم تناقض مبادئ هذا التحالف بعد الحرب في فلسطين بدليل دول جنوب أفريقيا تؤيد حماس، والهند تؤيد إسرائيل، والإمارات تدين حماس، والسعودية تدعو لضبط النفس، إضافة إلى روسيا والصين تقفان على الحياد في الظاهر، لذا هذه الحرب فرصة من ذهب لإسرائيل والغرب لإعادة مكانتهم العالمية أو بأقل تقدير الحفاظ على ما تبقى من مصالحهم.
وعليه إسرائيل تتمنى هذه الحرب وجاءت لها بطبق من ذهب وفق الأدلة أعلاه ولا خيار لها إلا بتوسعة الحرب على مستوى الشرق الأوسط لأن الدول العربية التي أرست على التطبيع معها فقدت الثقة بها باتضاح ضعف آلة الدولة، ولأسباب أخرى أعلاه.
871 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع