د. حسن الزيدي
وجهة نظر(البرلمان الفرنسي يقر قانون هجرة متشدد يتناقض مع شعارات الحرية والإخاء والمساواةوحقوق الانسان والمواطن )
اولا- من هو وزير الداخلية والشؤون الدينية الذي قدم مشروعالقانون ؟ هو (جيرالد ) ابن الجزائرية (اني واكيد موسى )جائت الى فرنسا بعد استقلال الجزائر عام 1962 لان اهلها كانوا من العملاء الذين يطلق عليهم (الحركيين) الذين قاتلوا مع الجيش الفرنسي ضد شعبهم وعملت عاملة تنظيف في البنك المركزي في باريس وتزوجت (درمانان) ابن روكو الذي ولد عام 1902 في تونس من اصول مالطية -ارمنية .ودرمانان كان يدير مطعما صغيرا وتزوجها فأنجبت في عام 1982جيرار وعمدته والدته (مسيحيا كاثوليكا) وحصل على اجازة حقوق.وانظم بين 1998/2017 الى الحزب الديغولي الذي لم يبق من قيمه غير الاسم .في عام 2017 التحق بالحزب الذي شكله عمانوئيل ماكرون الذي فاز برأسة الجمهورية منذ عام 2017 فصار جيرار وزيرمالية ثم وزير داخلية منذ عام 2020 ونائبا منذ عام 2022 .اي انه من اصول مهاجرة من الابوين.
ثانيا- قدم مشروع قانون جديد للهجرة متشدد جدا ضد المهاجرين المسلمين دون ان يسميهم بالاسم وكأنه احد برامجه الانتخابية للانتخابات الرأسية القادمة 2025 ليكسب تعاطف جماهير يمينية تساند (السيدة ملري لوبين) على حساب المسلمين والإسلام الذي يحاول الاعلام الفرنسي الذي يسيطرعلى غالبيتهم صهاينة ومتصهينين على انهم انه (رديفا للإرهاب )ويتناسوا ويتجاهلون عمدا الخوارزمي وابن سينا وابن خلدون وابن النفيس وابن رشد وغيرهم من مبدعي علوم وثقافات العرب والمسلمين .
ثالثا- ما هي مخاطر القانون الجديد.يتضمن بشكل أساس.
- يشمل المهاجرين المسلمين حصرا (دون ان يسميهم) لأنه لايوجد مهاجر ياباني ولا صيني ولا يهودي اواميركي وإذا جاء احد من هؤلاء ليدرس الفن والتاريخ والسياحة فمرحبا به.
- اكد على ابلاغ السفارات والدوائر الفرنسية المعنية في الدول العربية والإسلامية دون ان تسميها ان تتشدد الى اقصى حد ممكن في عدم منح فيز الدخول الى فرنسا الا لأسباب تجارية وسياسية ولجمعيات ثقافية وشخصيات معروفة وموثوق منها وبها.
-على من يريد ان يدرس في فرنسا ان يكتب تعهدا للدوائر الفرنسية في بلده بانه سوف يعود لبلاده بعيد تخرجه وألا فانه يتعرض لغرامة مالية وربما للطرد
- في حالات عرض العمل والسكن والخدمات التعليمية والصحية فتكون الاولوية للفرنسي والاوربي قبل العامل الاجنبي حتى لو كان هذا الاخير افضل في التحصيل الدراسي او الخبرة
- لا يستحق العامل الاجنبي في فرنسا على افضلية السكن ودراسة اطفاله وخدماتهم الصحية الا بعد سنتين من مشروعية اقامته. اي عليه ان يدفع تكاليف تدريس ابناءه وتكاليف صحتهم
- على المهاجر الى فرنسا ان يتعلم لغتها وبعضا من تاريخها . وهذا طلب مشروع
- لا تمنح الجنسية لمن يلد من ابناء المهاجرين في فرنسا الا بعد بلوغه العام السادس عشر وتقديمه طلبا يؤكد على اعترافه بمساواة المرأة والرجل في الحقوق لان القرأن يؤكد على ان للرجل ضعف ميراث المرأة وهذا ايضا جيدا وأسانده علما بان كثير من المسلمين العلمانيين يطبقونه مع العلم بأن المرأة الفرنسية راتبها لا يساوي الرجل وتفقد اسم عائلتها لصالح اسم عائلة زوجها
-يحق للسلطات الفرنسية سحب الجنسية وتسفير المهاجر اذا ارتكب جريمة. اي يتم معاملته مواطنا من الدرجة الثانية علما بان هناك عشرات من الفرنسيين البيض يرتكبون جرائما بشعة من اغتصاب واختطاف.
رابعا-في 2023.12.19 تم قبول القانون من الجمعية الوطنية البالغ عددها 577 نائبا ب349 نائبا من حزب سلطة الرئيس ماكرون الذين لا يملكون الاغلبية ومن اليمين المتطرف واليمين الوسط واعتراض (186) نائبا هم نواب احزاب فرنسا الابية والشيوعيين والاشتراكين وجماعات الخضر وغياب (52) ( نائبا ) اغلبهم من حزب الحكومة الحاكم وبعض الجمهوريين ممن يطلق عليهم (الديغوليين) .
خامسا- حتى الان اي بعد ثلاثة ايام من حصوله على الاغلبية من البرلمان استقال عددا من وزراء الحكومة منهم وزير الصحة الطبيب (برنارد ايمي) الذي يعلم بان العاملين الاجانب في وزارة الصحة في مختلف الخدمات ( الخدمات الاولية والطبية يزيدون عن /15.كما استقالت وزيرة التعليم العالي (سيلفي ريتايي) التي تعلم هي ايضا بأن طلبة الدراسات العليا من الدول العربية ال 23 والدول ذات الغالبية الاسلامية ال 34 يزيدون عن /20 في مختلف المعاهد والكليات الفرنسية وهم جسور ثقافية بين فرنسا وبلدانهم كما ان رئيس الجمهورية السابق الاشتراكي فرانسوا هولاند اشار الى خطورة القانون الذي يتعارض مع كثيرا مع القيم الفرنسية المعتمدة منذ عام 243 عاما وهي الحرية والإخاء والمساواة وإعلان حقوق الانسان والمواطن ودستورالجمهورية الخامسة منذ عام 1958 الذي صادق عليه الرئيس ديغول رمز فرنسا المعاصرة
سادسا- خلفيات القانون عديدة منها..الاصرار على اصدار هذا القانون المتعسف والعنصري ضد المهاجرين المسلمين حصرا دون تسميتهم يدل على عمق الصراع الحضاري القديم والجديد والمركب بين العرب من جهة وبين فرنسا من جهة اخرى ومن امثلته
- فرنسا ارسلت في عام 797 م وفدا من قبل الملك الجرماني (شارلمان) الى هارون الرشيد لتقسيم النفوذ فيما بينما .فهو يعمل على مشاغلة الامويين والرشيد يشاغل الروم البيزنطينيين الاورذودوكس
- فرنسا قادت في عام 1096 اولى الحملات الصليبية وشاركت بمعظمها لاحقا.
- فرنسا انتفعت منذ عام 1525 بحق (رعاية مسيحي الشرق ) الذي منحه السلطان العثماني للملك( فرانسوا الاول) لأنهما كانا في صراع مع الإمبراطور الروماني الجرماني (شارل الخامس) وانتفعت فرنسا منه في نشرمبشرينها وقناصلها وتجارها ومستشرقينها فصارت اللغة العربية في عهد فرانسوا الاول تدرس في (مدرسة اللغات الشرقية ) بينما صارت بالتدريج مهمشة في فرنسا على الرغم من انها رابع ستة لغات في الامم المتحدة وتأتي بعد المندرانية والانكليزية والاسبانية وقبل الروسية التي تأتي بعدها الفرنسية .
-فرنسا منذ القرن السابع عشر تمارس نفوذا مركبا ثقافيا وعسكريا واقتصاديا في اكثر من عشرين دولة افريقية وأسيوية ذات غالية اسلامية وفرضت عليهن اللغة الفرنسية مع استمرار تمتع مدارسها الفرنسية في هذه الدول بأفضلية ويتزاحم عليها الفرنسيون المقيمون في هذه الدول وأبناء المتفرنسين من اهل البلاد في انها لا زالت تخنق تعلم اللغة العربية .
- فرنسا تراجعت نسبة استثماراتها في دول افريقية الاسلامية على الرغم من ان اغلبها استهلاكية فيما لا زالت شركاتها تنهب نفوط ويورانيوم واخشاب وجلود واقطان هذه الدول .ولا يزال لها اكثر من ربع مليون فرنسي يعملون بصفة (خبراء ومستشاريين) في دول افريقيا الفرنسية ذات الغالبية الاسلامية مما اثقل كاهل شعوب هذه البلدان التي بدأت تقلل من النفوذ الفرنسي العنصري الثقيل ومعظمها طردت وجودها العسكري الذي يدعي بأنه يحارب الارهاب الاسلامي فيما هو يحمي مصالح الشركات الفرنسية والإسرائيلية
- فرنسا منحت في عام 1870 اكثر من 30 الف جزائري يهودي الجنسية الفرنسية واستخدمتهم كطابور خامس بعد ان خانوا وطنهم في اداراتها في الجزائر في التجارة التعليم والصحة والمخابرات ثم نقلتهم الى فرنسا بعيد استقلال الجزائر عام 1962 بينما بقيت الامية بين الجزائريين حتى عام 1962 تصل /97 بعد استعمار استيطاني اجرامي جغرافي ولغوي دام 132 عاما
- فرنسا ساهمت في عام 1915 من خلال ممثلها (بيكو) مع ممثل بريطانيا (سايكس) بتوقيع اتفاق سري لتقسيم بلاد الشام والعراق فيما اذا انتصروا في الحرب العالمية الاولى
-فرنسا ساهمت في عام 1947 قرار تقسيم فلسطين وساهمت في عام 1948 في ولادة دولة اسرائيل ورعتها رعاية خاصة من خلال المال والرجال والأسلحة بما فيها (السلاح النووي) ولا زالت تسمح لجنودها الخدمة في الجيش الاسرائيلي ولصناعييها وتجارها دفع ضريبتهم في اسرائيل.
-فرنسا كانت ولا زالت تساند الحكام العرب والمسلمين الرجعيين وتحارب الاصلاحيين فقد شاركت في عام 1956 مع اسرائيل في غزو مصر لان عبد الناصر الذي اطلقوا عليه هتلر الجديد ) لأنه مارس حقا وطنيا في تأميم شركة قناة السويس الاجنبية التي كانت دولة داخل دولة. مثلما لا زالت تضيق على الجزائر لكيلا تتقدم حيث تمنع عنها اي نوع من المساعدات والتسهيلات التقنية مما يسمى (مشاريع خارج الوطن ) فيما تقيم علاقات ممتازة مع السعودية الوهابية ومع ايران الصفوية رغم الغزل السياسي المنافق. ومنذ متى صارت مشايخ الامارات والقطر في نظر فرنسا اهم من بلاد ألرافدين انها المصالح الضيقة والسياسة المتصهينة التي ظهرت بعد اسقاط ديغول عام 1969
-فرنسا ساندت ولا زالت الحركات الانفصالية في الدول العربية والإسلامية وخاصة الحركات المسلحة الكردية في العراق والبربر الجزائر والمغرب بينما لم تعترف باستقلال جمهورية الصحراء
-فرنسا لم تحمي مسلمي البوسنة والهرسك الذين تعرض ألاف منهم بين 1992/1995 للقتل والاغتصاب من قبل الصربيين الذين لم يوقفهم الا تدخل الجيش الاميركي في عهد الرئيس كلنتن
-فرنسا باعتبارها احد الاعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الامن وعضوا في حلف الاطلسي ودول الاتحاد الاوربي ساهمت بشكل مباشر وغير مباشر بخلق عصابات الشباب في الصومال والقاعدة في نجد والحجاز وبوكو حرام في نيجريا والدواعش في سوريا والعراق ومن يماثلهن..فعصابات داعش مثلا حطمت جزاءا من حضارات سوريا والعراق التي تؤرق وتزعج الاميركان والأوربيين وان اغتصاب اخواتنا الأيزيديات العراقيات من قبل الدواعش تم بوجود اكثرمن مائة الف من البيشمركة والقوات الاميركية التي (حررت العراق من صدام وسلمته الى خونة وطائفيين ) ففي زيارة للرئيس ماكرون لمدينة الموصل سأله احد الرهابنة بقوله (سيادة الرئيس هل يعقل بأنكم والاميركان وبقدراتكم العسكرية الجوية والبرية غير قادرين على مجموعة عصابات ؟) .وحتى الان توجد قوات ايرانية وتركية وروسية واميركية وفرنسية في سوريا ومع ذلك لا زالت توجد عناصر داعشية فيها ألا يستدعي هذا تساؤلا ؟
- فرنسا التي تعرضت لاحتلالين المانيين بين 1870 /1871 وبين 1940/1944 ويفاخر بعض رجالها بالمقاومة ومع ذلك لا زالت تسمي الحركات التي تقاوم الاحتلال الاسرائيلي بأنها منظمات ارهابية مثلما كانت تعتبر جبهة تحرير فيتنام ومنظمة تحرير الجزائر منظمات ارهابية ولربما نسيت بان الجيش الاسرائيلي تكون من عصابات الهجانة والاراغون وستيرن.
- فرنسا وخلافا للمنطق اللغوي تحاول ان تحصر معني (السامية باليهود) بينما هو وطبقا للقواميس الفرنسية والأوربية يعني ( معاداة الشعوب الشرق اوسطية وهي السريانية والكلدانية والآرامية والفينيقية والعربية والجزعية والعبرية)
سابعا- فرنسا بحكم نفوذها الاستعماري الطويل والبغيض في افريقيا الذي بدا في نهاية القرن الثامن عشر جاءتها عدة اجيال مهاجرة من الدول الاسلامية اوذات غالبية اسلامية ومنها خاصة السنغال ومالي وتشاد وبوركينا فاسو وموريتانيا والجزائر وتونس والمغرب ولبنان والمحيط الهندي وغيرها. اي ان المهاجرين اليها هم من البلدان التي استعمرتها هي وصاروا بحدود عشرة ملايين ومع ذلك فان نصف مسلمي فرنسا يعملون في خدمات متدنية وبسيطة ومتواضعة وفي الفنون وقليل منهم في التعليم والأقلية في الطب وليس بينهم نائبا من اصل 577 نائبا في حين ان رئيسة الوزراء الحالية يهودية من اصل بولوني ورئيسة البرلمان يهودية من اصل بولوني ورئيس مجلس السيادة يهودي ورئيسة بلدية باريس من اصل اسباني وكثير من النواب والوزراء ورؤساء مجالس المقاطعات والمحافظات والبلديات وكبار الصناعيين والتجار من اليهود الذين لا يتجاوز عددهم في احسن الاحوال عن 350 الفا ولا يوجد بينهم لا اميا ولا عاطلا عن العمل. بينما تصل لبطالة بين مسلمي فرنسا في بعض المناطق الى /40 والأمية تصل بينهم حوالي /10
-نعم يوجد في فرنسا مسلمين رجعيين ومتخلفين ومحافظين لكنهم اقل سوءة وخطرا على المجتمع من المتحللين اخلاقيا . ف (الزواج المثلي رجل برجل وامرأة بامرأة ) هي حالات مخالفة للطبيعة والأخلاق وليست مظهرا حضاريا ولا تعني حرية بل انحطاط كما ان تشريع الاجهاض هو تقنين للزنا واللواط والانفلات الاخلاقي. كما ان (الحشمة للنساء اجمل من البنطلونات الممزقات التي صارت بديلا من اللباس الداخلي لقصرها بحيث تشوه جمال وأنوثة المرأة. علما بأنني وضد لبس (الجلدور الافغاني والإيراني ) وضد لبس الحجاب الذي يخفي وجه المرأة وأؤمن بمساواة النساء في كل الحقوق بما فيها الميراث وفي السلطات العليا بما فيها رأس الدولة كما صارت السيدة مكاواتي بنت احمد سوكارنوا رئيسة جمهورية في اكبردولة مسلمة من حيث العدد ومثلها رئيسة وزراء مسلمة في بنغلادش وفي باكستان وفي تركيا وفي كوسوفو وغيرها
-نعم ارتكب ويرتكب بعض المسلمين جرائما فردية مدانة ومستهجنة لكنها لا يجب ان تنعكس على كل مسلمي فرنسا لان الجرائم الفردية في القانون الدولي الخاص هي جرائم فردية ولا ترقى الى جرائم الدول ومنها فرنسا من خلال جنودها المنتشرين في افريقيا و يقاتلون الان مع القوات الصهيونية ضد شعب فلسطين الكنعاني السامي الفلسطيني الذي هو ليس لبنانيا ولا سوريا ولا اردنيا ولا مصريا ولا سعوديا ولا عراقيا بل هو ( شعب فلسطيني).
ثامنا بصفتي مواطن عراقي وفرنسي وعلماني اعلن تضامني وتأييدي للنواب الفرنسيين الشجعان الذين صوتوا ضد قانون الهجرة والذين لم يصوتوا له لما يحمله من توجهات عنصرية ورجعية تتناقض مع القيم الانسانية لوطننا فرنسا لذلك أطالب المجلس الدستوري الفرنسي بالا يصادق عليه لانه سوف يخلق مشاكلا اجتماعية واقتصادية وسياسية لبلدنا فرنسا التي لا زالت تحتاج نفوط وخامات الدول العربية والاسلامية التي تشتري من فرنسا عطورا وسيارات وأسلحة
866 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع