فارس الجواري*
سيادة الاجواء العراقية من مسؤوليات سلطة الطيران المدني
مبدأ سيادة الدولة على اجوائها حق أقرته المواثيق والاتفاقيات الدولية ولعل اتفاقية شيكاغو عام 1944 هي من اهم الاتفاقيات الدولية التي اجمعت عليها كل دول العالم في التي تناولت سيادة الدولة على إقليمها الجوي ونظمت مرور الطائرات الاجنبية فوق أقاليم الدول الاخر بهدف وترصين مبدأ السيادة الكاملة للدولة على اجوائها التي تعلوا اقليمها وهو ما وضع مسؤولية الاشراف والمتابعة والتدقيق لاعمال الحركة الجوية على سلطة الطيران المدني العراقي قانونيا بغض النظر عن من يقوم بهذا العمل من شركات محلية أو اجنبيىة تنظم اعمال هذه الادارة لمسار الطائرات فوق سماء العراق ففي وقت ماقبل عام 2003 تدار الاجواء حكوميا أصبحت مابعد هذا التاريخ تدار من قبل جهات عدة أبرزها قوات الاحتلال الامريكي في بدايات عام 2003 عندما أشرفوا على إدارة اجواء العراق بعد ايقاف عمل سلطة الطيران المدني العراقي وعهدوا بإدارة الاجواء الى الشركة الامريكية Washington Group وبإشراف مستشار النقل والطيران في السفارة الامريكية في بغداد وكانت جميع أذونات دخول الأجواء العراقية تصدر من قاعدة امريكية خارج العراق الى أن تعاقدت وزارة النقل العراقية مع شركة بريطانية تدعى شركة سيركو لتكون البديل للشركة الامريكية عام 2011 بصيغة عقد خدمة سنوي لإدارة الأجواء وتدريب المراقبين الجويين العراقيين لقاء مبالغ مالية تصل قيمتها الى 20% من واردات المستحصلة من عبور الطائرات فوق سماء العراق والبالغة قيمتها الكلية بحدود 65 مليون دولار سنويا اي 13 مليون دولار مما يؤشر على باب استنزاف لاموال الحكومة العراقية استمر لسنوات عدة بعدها وتحديدا عام 2017 استطاعت الكوادر العراقية التي تتمتع بالخبرة الكافية والتخويل اللازم لإدارة الأجواء العراقية من تأسيس شركة الملاحة الجوية العراقية قاموا بادارة الاجواء بحرفية لكن تحت اشراف موظفوا الشركة الاجنبية الذين يقومون بالاشراف على عمل العراقيين فقط حسب العقد المبرم معهم وكانوا هؤلاء يتقاضون رواتب عالية جدا تصل الى 17 الف دولار في حين الموظف العراقي الذي يتحمل كامل المسؤولية لايتقاضى سوى مليون الى أثنان دينار عراقي وهو ما تم الانتباه عليه من قبل المسؤولين علما ان هذا المبلغ الممنوح للشركة الاجنبية يمكن من خلاله تحسين الظروف المعاشية للمراقبين الجويين وباقي كوادر شركة الملاحة الجوية العراقية لتشجيعهم بالعمل على تطوير اليات عملهم المتمثلة في تنظيم الممرات الجوية والفصل الافقي والعامودي اي بين الطائرات ببعضها وبين الطائرات والمطارات ومستويات الارتفاع بالاستفادة من هذه الشركة اوغيرها .
تعتبرعملية أدارة الاجواء عملية تسويقية حيث ان تفعيل الأجواء وتنظيم الحركة الجوية يؤدي الى زيادة الإيرادات المالية والاقتصادية للبلد فالخطط لادارة الاجواء تهدف الى الوصولفي عام 2020 الى 10,000 رحلة مرور في الاجواء العراقية يوميا , علما انها حاليا تصل الى حوالي 420 رحلة مما يعني ان الناتج سيكون مليون دولار يوميا بدل من 185 الف دولار حاليا وهذه المبالغ تساعد في دعم ميزانية العراق من خلال الكوادر العراقية التي تعمل بمعايير الكفاءة ضمن شركة عراقية تتميز باعمال رقابة جوية كفؤة وصيانة الرادارات واجهزة الاتصالات التي تمتلكها الادارة الحالية لشركة الملاحة الجوية ناهيك عن السيطرة التامة لاجواء العراق من قبل العراقيين أنفسهم وهو ماكان مطلب اساسي خصوصا بعد حادثة المطار الشهيرة في 3 كانون الثاني 2020 عندما شنت الولايات المتحدة غارة بطائرة مسيرة بدون طيار أودت باستشهاد احد أبرز المسؤولين العراقيين في حينها حيث كانت هذه الشركة البريطانية هي المسؤولة عن ادارة الاجواء العراقية في مطار بغداد الدولي واتجهت اصابع الاتهام لها في التحقيقات الأولية عندما اثبتت تورط الشركة بعملية المطارمع جهاز الاستخبارات الأمريكي حسب قول اكثر من مسؤول برلماني في حينها .
*باحث واستشاري طيران
009647711674086
529 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع