عبد يونس لافي
من رسائل البلاط الملكي الماري
الرسالةُ الثالثة
بلاغٌ عن العثورِعلى أسدٍ عالقٍ في بيت
نحن عند رسالةٍ كان قد بعث بها
أحدُ المسؤولينَ اسْمُهُ
ياكيم – أدو (Yakim-Addu)
الى الملك بشأنِ العُثورِ على أسدٍ عالقٍ
في الدَّوْرِ العُلْويِّ لأحدِ بيوتِ عكاكا (Akkaka).
يبدو أنَّ هناك تبعاتٍ تترتَّبُ
على وجودِ أسدٍ في مكانٍ ما
دونَ إعلامِ الملك.
لذا راح هذا المسؤولُ يستشيرُ الملكَ
فيما اذا كان عليه
أن يتركَ الاسدَ على حاله في هذا المكان
ريثما يحضُرُ الملكُ،
او أن يُحْضِرَهُ إليه.
كان الرجلُ مُحتارًا
في اتِّخاذِ القرارِ المناسبِ لِسَبَبيْن:
الاولُ، تأخُّرُ وصولِ الكتبِ الرسميةِ
الصادرةِ عن الملك،
والثاني، هو أنَّ الاسدَ
كان قد مضت عليه خمسةُ ايامٍ
دون ان يأكلَ، على الرغم من أنَّهم
قدَّموا له كلبًا وخنزيرًا
لكي يأكلَهما إلّا أنَّهُ أبى.
ولِذا خَشِيَ ان يُصابَ الأسدُ
بالهُزال والنُّحول.
لقد أخبر الرجلُ الملكَ
بأنهُ بدأ يخشى على ما تؤول اليه حالُ الأسد،
فتمكَّن من إحضارِ قفصٍ خشبيٍّ
ووضع الأسدَ فيه، وحمَّلهُ احدَ القواربِ
لإيصالِهِ الى الملك،
تفادِيًا لأيَّةِ مسؤولية.
إليك عزيزي القارئ نصَّ الرسالة:
أخبر سيدي:
خادمُكَ ياكيم – أدو (Yakim-Addu)
يُرسِلُ الرسالةَ التالية:
منذ وقتٍ قصيرٍ،
كتبت إلى سيدي ما يلي:
أسدٌ رُصِدَ عالقًا في الدَّوْرِ العُلْويِّ
لبيتٍ في عَكّاكا !(Akkaka)
لِسيدي أن يكتبَ لي
فيما إذا كان ينبغي أن يبقى الأسدُ
في نفسِ هذا الدَّوْرِ
حتى قدومِ سيدي،
أو عليَّ أن أحضرَهُ إليه؟
بَيْدَ أنَّ الرسائلَ من سيدي،
عادةً ما تكون بطيئةً في الوصول،
والأسدُ باقٍ في مكانه هذا
منذ خمسةِ أيام.
وعلى الرغم أنهم
ألْقَوْا إليه كلبًا وخنزيرًا،
إلّا أنه رفض أن يأكلَهما!
كنتُ قلقًا: " أن يهزُلَ
هذا الأسدُ لا سمحَ القَدَر "!
أصبحتُ خائفًا،
لكنَّني في نهايةِ المَطاف،
تمكنتُ من وضعِ الأسدِ في قفصٍ خشبيٍّ
وحمَّلْتُه على قاربٍ يجلبُهُ إلى سيدي.
1349 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع