مكارم إبراهيم
ترحيل اليهود قرانا العديد عنه وشاهدنا افلام كثيرة عن معاناتهم كاقلية دينية في دولهم ,
ولكنا للاسف لم نقرا الى الان روايات ولم نشاهد افلام لمخرجين عراقيين عن ترحيل ومعاناة تهجير عوائل الاكراد الفيلية من العراق في بداية الثمانيات مع بداية صوت طبول الحرب العراقية الايرانية على الرغم من ترجيديا قصص الترحيل القسري للاكراد الفيلية وفيها قصص تراجيدية ماساوية لاتقل قسوة عن ترحيل عرب الاندلس من الاندلس على يد محاكم التفتيش المقدسة ,وحتى قصص هروب الشباب العراقي من ماكنة الحرب العراقية الايرانية ولجوئهم الى اوروبا , امريكا واستراليا رحلة مؤلمة وفيها محطات عديدة ابتداءا من سوريا والاردن ولبنان كمحطة اولية في رحلة اللجوء الى المنفى وتجربة معاناة الغربة والعنصرية والوحدة لدرجة ان بعضهم انتهى في الانتحار او الامراض النفسية او الادمان على الكحول والمخدرات وحبوب الهلوسة دون ان نقرا عنهم وربما لم يفكر احدنا ببناء بيت يرمز الى وطنه الام الذي اجبرنا على فراقه والعيش في المنفى الى اجل مسمى, ولكن الروائي العملاق المبدع واسيني الاعرج استطاع ان يوثق تاريخ عرب الاندلس .والجدير بالاشارة ان الروائي العالمي واسيني الاعرج حاليا يدرس في السوربون في باريس ويدرس ايضا في جامعة الجزائر وقد تناول في روايته البيت الاندلسي هجرة وترحيل عرب الاندلس الذين تعرضوا الى التعذيب والدمار والابادة على يد الملكة ايزابيلا والملك فيليب في محاكم التفتيش التي كانت تقضي على المسلمين واليهود كالاقليات المضطهدة في اسبانيا او الاندلس حيث فتحها طارق بن زياد لتكون منفى المسلمين لاحقا ويضطرون للهرب من الاندلس هربا من الابادات على يد محاكم التفتيس المقدسة هكذا يرى الروائي العملاق واسيني الاعرج في روايته البيت الاندلسي والجدير بالذكر لولاالاستاذة جون ضاحي في جامعة كوبنهاكن للعلوم الانسانية لما اسعدنا في لقاء ومصافحة هذا الروائي العملاق في الدنمارك في اللويشيانا فقد ترجمت رواية البيت الاندلسي الى الدنماركية ليتعرف الشعب الدنماركي على الروائي العالمي واسيني الاعرج. وهذا الجانب التاريخي الذي تم تجاهله
تعرفنا في البيت الاندلسي الذي يحاول ابطال الرواية الابقاء على هذا البيت وعدم هدمه من قبل الحكومة ويعرفنا بداية عن ابادة وهجرة وترحيل عرب الاندلس مسلمو ويهود الاندلس الذين تعرضوا للتعذيب بشتى اشكاله على يد محاكم التفتيش المقدسة في الاندلس هجرة وترحيل الموريسكيين الى ميناء وهران في الجزائرتحمل الكثير في طياتها من تاريخ تم تجاهله ومعاناة المهجرين في محاولة يائسة في بناء بيت يذكرهم بالارض الاولى الاندلس ومحاولاتهم في الحفاظ عليه وعدم ردمه من قبل الحكومة لبناء سوق تجارية
في الصفحة 152 يطرح الروائي سؤال على طارق بن زياد بعد 800 عام اي بعد ثماني قرون" لماذا حولتنا ياطارق الى ثغريين ( Tagarins)
اذا كانت الارض الاولى لعرب الاندلس هي الاندلس والارض الثانية هي الجزائر فالسؤال الذي يؤرقنا ونحن نقرا الرواية: اي منهما هي المنفى وربما هذا سؤال يطرح علينا جميعا نحن الذين فرضت علينا عمليات ترحيل قسرية من الارض الاولى التي ولدنا فيها ثم لجؤنا الى دول بعيدة ونعتبرها الوطن الثاني لانها منحتنا الامان والجنسية وهنا الازمة عندما نزور الوطن الاول ؟ اي منهم المنفى؟
الاكراد الفيلية رغم العديد منهم الغالبية ولدوا في العراق ويعتبرون انفسهم عراقيون الا ان النظام البعثي المقبور اعتبرهم ايرانيين وغير عراقيين وقام بترحيلهم قسرا رماهم مثل الكلاب على الحدود العراقية الايرانية حيث يمشون على ارض ملغمة في القنابل وهم يمشون يتطايرون تحت انفجار القنابل كما تتطاير فتيتات الورق واذا لم يموتوا في الرحلة بين العراق وايران فقد اعدموا في سجون ابو غريب والمئات من بناتهم تعرضن
للاغتصاب سواء في السجون قبل الترحال القسري او في اثناء الهجرة على الحدود العراقية الايرانية ومنهن من انتحرت بعد اغتصابها على يد العصابات اما من بقي على قيد الحياة ليبدا رحلة المنفى في ايران التي لم تعتبره يوما ايرانيا بل اعتبرته عراقي رغم بقئه في ايران لسنوات طويلة ورغم ان النظام العراقي البعثي اعتبرته ايراني فاين الوطن واين المنفى لهؤلاء الاكراد الفيلية؟
مكارم ابراهيم
873 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع