عبد القادر ابو عيسى
منذ بداية الاحتلال والى اليوم تشن على شعب العراق حرب بشعة ضروس غير متكافئة تستخدم فيها كل فنون الارهاب المنظم تحت حماية الدولة وقواتها المسلحة ضد شعب اعزل وأبادة جماعية لكل من يعارض سياسة الحكومة ومنهجها الطائفي .
تشن هذه الحرب دول اقليمية وغير اقليمية متمثلة بدول مثل ايران والكويت واميركا واسرائيل . اميركا المجرمة هي المسؤول الاول كونها احتلت العراق وغيرت نظامه السياسي والعسكري والاداري والاجتماعي وجعلته في اسؤ حال , وايران مسؤولة والكويت ايضاً والعرب لهم حصة كبيرة في هذه المسؤولية الكل مجرمين ويتحملون مسؤولية جرمهم المُرَكّب , ايران تقول نحن مسلمون وتقتل بالمسلمين , مغالطة كبرى هدفهم الانتقام من كل من يخالف مشروعهم الصفوي بغض النظر عن انتمائهم الديني او القومي او الاثني او الطائفي . والدول العربية في سبات عميق ولا يهمهم ما يجري في العراق وكأنه ليس بلداً عربياً أو مسلماً , كان عليهم مساعدة الشعب العراقي والعمل بجد من اجل الوقوف بوجه النظام العراقي الحالي والضغط على ايران بكل الوسائل وحملهم على تغيير منهجهم في استهداف العراقين بشكل عام والمكون السني بشكل خاص .عندما اشتدت المقاومة على الاميركان في العراق . هب وزير خارجية ايران متشدقاً ومتفاخراً ضاحكاً ويقول في مؤتمر صحفي أثرَ لقائه بوزير الخارجية الاميركي على الارض العراقية ( نحن نستطيع ان نساعد اميركا ونحد من الهجمات عليها شرط ان لا تسئلنا كيف ) ويدعون بأنهم مسلمين ويحاربون الشيطان الاكبر . كان عليهم الوقوف الى جانب البلد المسلم لا ضده لكننا نعرف ان هذا لايكون لأنهم يتاجرون بالدين ولو كانوا مسلمين حقاً كنظام لما كانت القادسية الثانية اصلاً ولا استمرت ثمان سنوات حرب . اميركا انسحبت من شوارع ومدن العراق وزرعت محلها قوات المرتزقة العراقية وميليشيات تأتمر بأمرها تقاتل الشعب العراقي الاعزل بالوكالة ( عراقي يقتل عراقي ) وبتمويل عراقي وحكام العرب عموماً ودول الخليج خصوصاً فرحين بتدمير العراق شعباً ووطن تدفعهم لذلك اسباب عديدة وخاصة دويلة الكويت التي تتمنى ان لايبقى عراقي واحد على وجه الارض حتى لا احد يذكر او يتذكر بأن الكويت كانت في يوم ما جزء من العراق .والسبب الآخر الروح الوطنية والقومية العالية للشعب العراقي ودفاع شعب العراق عن مصالح الامة العربية والاسلامية منذ بداية الاحتلال الصهيوني لفلسطين مروراً بالعدوان الثلاثي على مصر وحروب 67 و73 وكذلك الدعم المالي والاقتصادي لهذه الدول وأيظاً نجاح العراق غير المتوقع في الدفاع عن نفسه ضد أطماع ملالي ايرن , وقدرته المذهلة في البناء والتطور والتنمية قبل واثناء الحرب مما عزز الثقة في نفس الجماهير العربية على قدرتها بمقارعة اعدائها والانتصار عليهم , وبالمقابل احراج الانظمة العربية المتخاذلة امام شعوبها ورغبة الشعب العراقي الجادة في الوحدة كل ذلك حفز الاعداء للنيل من العراق وشعبه . العراق ساعد تركيا بدعمها في حربها مع اليونان بغية تحييد موقفها لصالح العرب وكذلك ساعد ايران في الكوارث الزلزالية التي وقعت عليها وفتح لها ابوابه لزيارة العتبات المقدسة معززين مكرمين في احسن حال وقبل ذلك ضيافة خميني واصحابه لمدة 14 عام يسرح ويمرح معزز مكرّم . وكان جزاء كل ذلك من ايران وغيرها جزاء شر تعرفونه . كانت الطائرات السمتية المدرعة الايرانية ترمي شباكها على افراد شرطة المخافرالحدودية العراقية وترفعهم الى الاعلى وترميهم على الارض هذا قبل الحرب وشعارهم متمثلاً بمثلهم ( أذبح عدوك بالقطنة ) .اتفقوا مجتمعين اميركا وايران واسرائيل والكويت وبصمت عربي وعالمي على تدمير المكون السني ليسهل عليهم ابتلاع العراق . فَنُفذَ برنامج الابادة الجماعية من بداية الاحتلال الى اليوم من تهجير وقتل واغتيالات ومفخخات وعبوات ناسفة واعتقالات عشوائية وتفجير مساجد بمصليها ومقاهي واسواق شعبية بروادها ومجالس عزاء بشاعة ما بعدهابشاعة وجرم ما بعده جرم والجاني معروف من قبل الجميع وحكومة المالكي اول العارفين . والادهى والامر من كل هذا تدعي هذه الاطراف بأن الفاعل هي ( القاعدة ) ويدعون ويصرون على ان اهل السنة والجماعة هم حاضنة القاعدة , تناقض يجعلك تضرب رأسك بالصخر . آخر المتحدثين في هذا الحال ( جواد البزوني ) النائب عن محافظة البصرة تحدث في حوار من على قناة الفضائية الشرقية وكان مصراً على ذلك وكأنه يخاطب مغفلين او ناس من كواكب أخرى لاندري من هو الغبي والمغفل أو كما يقول المثل الشعبي العراقي ( القارئ هندي واليسمعون من اهل الجريبات ) المالكي اصر وبألحاح على توقيع وثيقة الشرف وهذه الوثيقة الرابعة او الخامسة وكأن الذين يقودون العراق لايعملون بشرف الا اذا وقعوا على الوثيقة . وكأني ارى واسمع المالكي سيخرج علينا قائلاً بعد فترة وجيزة من توقيع الوثيقة ( لقد حاولنا جمع كلمتنا ألا ان هناك من يصر على تخريب العملية السياسية هناك من يصر على تخريب العراق ومنع تطوره نأتيهم بالحق ويأتوننا بالباطل ليعلموا بأننا لسنا ضعفاء ومادموا هم يريدون ذلك فهم الخاسرون وسنذيقهم الويل حتى يعرفوا قدر انفسهم ) نفس مضمون ما قاله المرحوم القذافي ( قاتلوهم زنكه زنكه ودار دار ) هذه هي التمثيلية من وثيقة الشرف وبعدها تفعل فعلها ( مجازر الشرف ) على المجتمعين ان يتفقوا على امور عدة اولها اعادة صياغة الدستور وبأرادة عراقية والعمل على اصلاح كل الاخطاء ومحاربة العنف بكل اشكاله واعتبار الانسان العراقي غاية عالية سامية لايمكن المساس بها باطلا واعتباره الهدف والوسيلة في ذلك وعلينا ان نحقق علاقاتنا بدول العالم على هذا الاساس ولا نحترم من لا يحترمنا كائن من كان وقبل كل ذلك نصارح شعبنا صادقين عندها سنكون من القوة بمكان وقادرين على تجاوز كل المحن والمصائب نتعاون ونتعاضد في مواجهتها لا ان نكون من صُنّاعها .نحن الآن لا نعرف من سياسيينا غير الكلام المنمق الفاضي والكذب المفضوح والخراب الممنهج ولا نرتجي من هؤلاء الساسة خيراً . عندما استلم الملالي الحكم في ايران أبقوا على كل مؤسسات الدولة الايرانية فقط قاموا بأستبدال القيادات الرأسية اما عندنا في العراق تم تهديم البيت العراقي بالكامل على رأس ساكنيه وتناخوا المناضلين الجدد في حملة عمل شعبي لامثيل لها في العالم بذبح كل ما هو مخالف لشرعهم وعلى هواهم . كان الصهاينة يحلمون بهذا العرس الجهنمي لم يذكر في ايديولوجياتهم الخبيثة لا ولا حتى في توراتهم المزورة , محرقة ومجزرة حقيقية لا كمحرقتهم الكاذبة والمخادعة . هنيئاً لكم ومبروك عليكم مجتمعين ذبح العراق والعراقين ياعرب ويا مسلمين ويا اجانب متحضرين . على المالكي ان يوقع وثيقة شرف مع دول العالم لا مع ساسة العراق على اسس ذكرناها آنفاً . أضحى قتل العراقيين مثل ارقام السيارات وسيرها في شوارع بغداد على اساس الارقام الزوجية والفردية فالقتل في العراق صار يوم للشيعة ويوم للسنة وبات الكل يعرف ذلك ويحسبون حساباً مهماً لهُ . أحكام عرفية غير معلنة ( ممنوع التجمع لأكثر من شخص واحد ) والا فكل الاسلحة بانتضاركم ولكم بالمرصاد . أعرفوا ذلك ايها العراقيين ومن لايعرف ذلك ( فالقانون لايحمي المغفلين ) حسب فلسفة نظام دولة القانون – لا نناشد احداً بل نسأل الله العزيز القدير الجبار المنتقم جلّة قدرته ان يجعل لنا مخرجاً من هذا الحال البائس لقد مسّنا الضر يا الله والكل اوصدت ابوبها في وجوهنا لم تبقى الا بابك ياكريم ونحن نطرقها بقوة أللهم استجب نحن نلوذ بقدرتك ورحمتك يا ارحم الراحمين من سيرحمنا سواك اللهم استجب آمين يا ربَ العالمين . شكراً لتفضلكم بقرائة المقال .
853 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع