فلاح ميرزا محمود
كثيرون هم الذين ينظرون باستغراب الى اطالة سنوات عمل رئيس دولة ما مسالة غير شرعيةاو غير مقبولة وانها سمة من سمات الاستبداد والديكتاتورية على الرغم انه استمراره بهذا المكان كان بطرق اصولية ودستورية ويقصد بذلك ان الانتخابات هي التي اتت به الى هذا المنصب وان دساتير بلدانهم تقول بذلك وليس بوسائل اخرى( الثورات او الانقلابات) التي وبواسطها يتم خلعهم عن سدة الرئاسة او المرض والموت وتلك امور كانت الشعوب والدولة لاتنظر اليها بعين الغرابة ؟
ولو رجعنا الى التاريخ الاقرب وهو القرن العشرون لوجدنا كثير من الرؤساء استمروا في تبوءهم كرسي الرئاسة دون ان يكون هناك اعتراضا لا شعبيا ولا دوليا وبالاخص في اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية والاقل القارة الاوروبية, فاين يكمن الخلل في قبول هذا المعيار ربما يكون بالشعب او بالسلطة او باسلوب ادارة الحكم كاستخدام القوة او الترضية لفصائل المعارصة ولكن سرعان تغيرة الامورمن حال الى حال فاظهرت الدول الكبرى واهمها الولايات المتحدة الامريكية عن عدم قبولها باستمرار هذه السياسة وطالبت بالتغير تحت غطاء الديمقراطية وحقوق الانسان وحرية الشعوب وتحت شعار الربيع العربي اعلنت الشعوب عن انتفاضتها على حكامها بليلة وضحاها وبتاييد قوي من امريكا وحلفائها مسخرة بذلك كل الوسائل لتحقيق هدفها في رسم خارطة جديدة للمنطقة باسم الشرق الاوسط الجديد اي انها اعدت كل الوسائل التي تمكنها من تحقيق هذا المشروع والذي وضعت له مقومات نجاحه واهمها تقسيم البلدان العربية الى دويلات صفيرة تساوى مساحة اسرائيل تعاني من ضعف في الموارد والجيش وتسودها الفرقة والصراع والانقسام العنصري والطائفي واعدت لذلك كل مستلزمات تجاحها من اموال وجيش وبشر كي يكونوا بدلاء لما هو عليه الان عند الدول المشمولة بالمشروع وقد نجحت مبدئيا بالعراق وتونس واليمن وليبيا ومصر وحاليا سوريا واذا ماتحقق مرادها هذا بالنجاح فسوف تنتقل به الى بقية البلدان في القارات الاخرى وسواء شئنااو ابينا فان الذي ارادته الدولة العبرية اسرائيل وبقناع امريكي قد تحقق الجزء المهم منه والباقي سيكون مثل ما ارادت لسبب مهم وهو ان دور الامم المتحدة التي كنا نراه في ثمانينيات القرن الماضي هي ليست كما نراها اليوم من حيث القوة والارادة والانها ومن الضعف بحيث لاتسطتيع فرض اي قرار بدون موافقة الولايات المتحدة على الرغم من وجود روسيا والصين ولو عدنا قليلاالى الوراء لكان امامنا ماحصل في لبنان في عام 1975 وماتبعه من صراعات وتشرذم النسيج الاجتماعي اللبناني الى ععد من الانتمااءت والاحزاب استمر الى الان ولافائدة مما عمل وسوف يعمل بشانه مستقبلا ان سيطرة ايدلوجية الارهاب على عمليات المقاومة الوطنية قد اعطى الفرصة الى الولايات المتحدة ودول حلف الناتو الى التدخل بقوة لاسقاط انظمة وحكومات والتلويح مجددا لاسقاط النظام في سوريا وهذا مايغشى منه مستقبلا الا اذا كان للروس موقف اخر يقضي بخلاف ذلك...
662 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع