علاء کامل شبيب
طوال أکثر من ثلاثة عقود من المتاجرة و المزايدة على شعارات براقة و رنانة تنادي بالموت لأمريکا من جانب نظام ولاية الفقيه، يبدو أن النظام قد بات على أتم إستعداد لکي يلفلفها و يلقي بها الى أقرب سلة مهملات شريطة ان يلتفت إليه(شيطانه الاکبر)، ويسمح له بالبقاء على دست الحکم لإشعار آخر.
شعارات الموت لأمريکا التي سبقت الموت لإسرائيل، قد رکز عليها النظام الايراني بصورة غير عادية و صور للعالم کله بأن واشنطن العدو رقم واحد بالنسبة له، وانه غير مستعد إطلاقا على التصالح و المساومة مع أمريکا مهما حدث و جرى، وحتى ان خميني قد أکد بأن اليد التي تمتد لمصافحة الامريکيين من طهران ستقطع، هذه الشعارات وهذه النبرة العدائية يبدو انها قد باتت قاب قوسين او أدنى من تتعرض لذوبان سريع کما الثلج أمام شعاع الشمس، وان روحاني الذي ذهب الى نيويورك من أجل حضور إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة قد سبق ذهابه بحزمة تصريحات(تراجعية)و(تملصية) من مواقف نظامه(العنترية) الکاذبة من اساسها، بل والمثير للسخرية أنه قد إصطحب معه(وزيادة في التملق و الرياء و الانبطاح أمام الامريکيين)برلماني يهودي!
المواقف المتطرفة و الشعارات المتشددة مضافا إليها شعارات اخرى ذات طابع ديني و مذهبي تمشدق بها نظام الملالي طوال ثلاثة عقود من تأسيسه، والتي کانت جميعها تؤسس لإمبراطورية دينية تشيد على حساب سلام و أمن و إستقرار المنطقة و العالم و تخدم في خطها العام مصالح ضيقة لحفنة الملالي الحاکمين، أثبتت بأنها کومة من الاکاذيب و الاراجيف و التعابير الباطلة و الضالة وانها قد تم إطلاقها من جانب الملالي من أجل أهدافهم الخاصة و ليس من أجل الشعب او الوطن او الدين و المذهب کما صوروا و زينوا للعالم کله، لکن من المهم جدا أن نتساءل لماذا حدث هذا التغيير الفجائي على النظام و ماهو السر من وراء ذلك؟!
السبب الاساسي و الجوهري و الاهم من کل الاسباب الاخرى، يتجسد في ذلك الکفاح المرير الذي خاضته منظمة مجاهدي خلق ضد هذا النظام و المقاومة العنيفة التي أبدته بوجه هجمته الشرسة من أجل جعل الاستبداد الديني أمرا واقعا و مصادرة الحرية و الديمقراطية الى الابد، غير أن هذه المنظمة التي دفعت أکثر من 120 ألف شهيدا في
سبيل بقاء شعلة الحرية و عدم إنطفائها، دأبت في أدبياتها و نشرياتها و وسائل الاعلام المتاحة لديها على فضح هذا النظام و ممارساته و الترکيز على کذب و دجل و نفاق شعاراته الواهية التي تخفي خلفها حقائق أمر و أدهى، والمثير للضحك و الاستهزاء أن هذا النظام الذي کان ينادي بالموت لأمريکا هو بنفسه قد قام بالتنسيق و التعاون و التهيأة لإدراج منظمة مجاهدي خلق ضمن قائمة الارهاب زيفا و بهتانا، وقد حاول الى الرمق الاخير الحيلولة دون صدور قرار إخراج المنظمة من القائمة و أبدى إستعداده للقيام بأي شئ شريطة أن توافق واشنطن على إبقاء المنظمة ضمن قائمة الارهاب!
المثير أيضا للسخرية أن هذا النظام الذي تاجر لعقود ثلاثة بشعار الموت لأمريکا و إتهم معظم دول المنطقة بالعمالة لأمريکا، هاهو يلهث و يسعى بکل الطرق و الاساليب الممکنة من أجل إستجداء(عطف و حنان)أمريکا، وکل ذلك لأنه بات يعلم بأن الخطر الجدي محدق به و يريد بذل کل مابوسعه لکي يتلافى ذلك المصير الاسود الذي لن ينجو منه أبدا، لأن شعب إيران و مقاومته الوطنية قد صمما على الحياة الحرة الکريمة من دون قمع او إستبداد وان فجر حرية إيران باتت قريبة جدا!
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
717 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع