د علوان العبوسي
6 / 11 / 2024
لنكن واقعيين ومنصفين هل نحن راضين مايجري لاهلنا في فلسطين
نظرة تاريخية عامة
ينتقد البعض لدعم المقاومة الفلسطينية في مقالاتي المنشورة تحت عنوان ( غزة تنتصر)في موقع الكاردينا الثقافي، المطلعين لها (ولكي اكون دقيقاً، من خارج المعلقين في الموقع) هؤلاء الناقدين بعيدين كل البعد ما يجري للشعب الفلسطيني صاحب الارض، من قتل وتجويع وهدم مساكنهم وتهجيرهم ومنعهم من العلاج بقصف المستشفيات ومنع وصول المساعدات الانسانية من هنا وهناك في غزة والضفة بحجج واهية وغير منطقية لبعدهم عن الواقع وعدم تفهمهم للطبيعة السياسية والانسانية والتاريخية والاخلاقية لهذا الشعب الذي يعاني من الاحتلال الصهيوني ومنذ فرض هذا الاحتلال في عام 1948 وقيام دولة إسرائيل على جزء كبير من الأراضي الفلسطينية،حيث تم تنفيذ خطة التقسيم التي اقترحتها الأمم المتحدة في عام 1947 (القرار 181) لتقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية.
بعد إعلان قيام دولة إسرائيل في 14 مايس /مايو 1948، بدأت الحرب العربية الإسرائيلية الأولى، خلال هذه الحرب سيطر اليهود على مساحات كبيرة من الأراضي التي كانت مخصصة للدولة العربية بموجب خطة التقسيم، بالإضافة إلى أراضٍ إضافية، أدت هذه الأحداث إلى نزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين من قراهم ومدنهم، حيث أصبحوا لاجئين في دول مجاورة ،منذ ذلك الحين، وحتى الان استمر الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين اكثر من 75 عاماً من الظلم بحق الفلسطينيين وهم يعانون الامرين من الكيان الصهيوني والعربي اخرها كان (طوفان الاقصى) قامت به قوى فلسطينية شجاعة من حماس في قطاع غزة ضد الكيان الصهيوني بغرض انهاء هذا الاحتلال ، استمر هذا الصراع اكثر من عام حتى الان .
مغزى هذا الانتقاد هو دعمي باضعف الايمان لفلسطين لمجرد ما اكتبه مايجري لهذا الشعب مبررين انتقادهم بدعمي للمقاومة الفلسطينية حماس التي لجأت في دعمها ماديا ومعنويا وعسكريا الى ايران عدوة العرب والمسلمين ، في هذا المنحى اود شرح ذلك وفق اجتهادي ما يجري لهذا الشعب العربي.
تاريخ الصراع الفلسطيني مع الكيان الصهيوني
الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بعد احتلال 1948 مرّ بمراحل تاريخية متعددة، تميزت بالحروب والمقاومة الفلسطينية والمفاوضات، مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي وتوسع المستوطنات. فيما يلي تسلسل زمني لأبرز الأحداث والمحطات المهمة:
• النكبة 1948. بعد إعلان قيام دولة إسرائيل في 14 مايس /مايو 1948، اندلعت الحرب العربية الإسرائيلية الأولى، القوات الصهيونية سيطرت على حوالي 78% من فلسطين التاريخية، بينما خضعت الضفة الغربية للإدارة الأردنية وقطاع غزة للإدارة المصرية، نتيجة للحرب، تم تهجير حوالي 750,000 فلسطيني من ديارهم، وأصبحوا لاجئين في الدول المجاورة.
• النكسة 1967 في حرب حزيران /يونيو 1967، احتلت إسرائيل ما تبقى من فلسطين التاريخية، الضفة الغربية، وقطاع غزة، بالإضافة إلى أراضٍ عربية أخرى، مثل شبه جزيرة سيناء المصرية ومرتفعات الجولان السورية، أدى هذا إلى نزوح فلسطينيين إضافيين، وبداية مرحلة جديدة من الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة.
• المقاومة الفلسطينية .تم تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية في عام 1964 بهدف توحيد الفصائل الفلسطينية المختلفة والمطالبة بتحرير فلسطين، في أواخر الستينيات وبداية السبعينيات، بدأت الفصائل الفلسطينية، مثل حركة (فتح)، بتنفيذ عمليات مسلحة ضد الأهداف الإسرائيلية في الداخل والخارج.
• انتفاضة الحجارة (1987-1993). في كانون الاول /ديسمبر 1987، اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الأولى في الأراضي المحتلة، وهي انتفاضة شعبية ضد الاحتلال الإسرائيلي، حيث استخدم الفلسطينيون الحجارة لمواجهة الجنود الإسرائيليين. انتهت الانتفاضة بعد توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993.
• اتفاقية أوسلو (1993). تعتبر اتفاقية أوسلو خطوة كبيرة نحو مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. تم توقيع الاتفاقية في ايلول /سبتمبر 1993 بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، والتي أسفرت عن إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية وإعطاء الفلسطينيين حكمًا ذاتيًا محدودًا في أجزاء من الضفة الغربية وقطاع غزة. لكن الاتفاقية لم تؤدِ إلى حل نهائي، وتفاقم الصراع في السنوات التالية.
• الانتفاضة الثانية (2000-2005). اندلعت الانتفاضة الثانية أو (انتفاضة الأقصى) في ايلول /سبتمبر 2000 بعد زيارة أرييل شارون، زعيم المعارضة الإسرائيلية حينها، إلى المسجد الأقصى، مما أثار غضب الفلسطينيين. هذه الانتفاضة كانت أكثر عنفًا من الأولى، وشملت عمليات استشهادية فلسطينية وهجمات إسرائيلية واسعة، خصوصًا في الضفة الغربية وقطاع غزة.
• انسحاب إسرائيل من غزة (2005) .في عام 2005، قررت إسرائيل تحت قيادة رئيس الوزراء أرييل شارون سحب قواتها وتفكيك المستوطنات الإسرائيلية من قطاع غزة، فيما سُمي بالانسحاب الأحادي الجانب. لكن إسرائيل بقيت تسيطر على الحدود والمجال الجوي والمائي للقطاع، ولم يتحقق الاستقلال الكامل لغزة.
• انقسام فلسطيني داخلي (2007) .في عام 2007، اندلعت اشتباكات بين حركة فتح وحركة حماس، مما أدى إلى سيطرة حماس على قطاع غزة، بينما بقيت الضفة الغربية تحت سيطرة فتح والسلطة الفلسطينية. أدى هذا الانقسام إلى تعقيد الأوضاع السياسية وزيادة الضغوط على الشعب الفلسطيني.
• الحروب على غزة (2008، 2012، 2014، 2021).خاضت إسرائيل وحماس عدة حروب على قطاع غزة، بدأت في عام 2008 ثم في 2012 و2014 و2021. هذه الحروب خلفت آلاف الضحايا من الفلسطينيين، ودمرت البنية التحتية في القطاع، وزادت من معاناة سكان غزة.
• التوسع الاستيطاني والمفاوضات الفاشلة. استمرت إسرائيل في توسيع المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية بدون وجه قانوني ، مما زاد من تعقيد الامور وأضعاف فرص التوصل إلى حل الدولتين. رغم بعض المحاولات لتحقيق السلام، مثل مفاوضات كامب ديفيد (2000) والمبادرة العربية للسلام، لم يتم التوصل إلى اتفاق دائم.
• صفقة القرن (2020) .في كانون الثاني /يناير 2020، قدم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خطته للسلام، والمعروفة بـ (صفقة القرن)، التي رفضها الفلسطينيون باعتبارها منحازة لإسرائيل، الصفقة اقترحت حلًا بجعل القدس عاصمة كاملة وغير مقسمة لإسرائيل، ويضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية لإسرائيل.
• الوضع الحالي. حتى اليوم، يستمر الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وليس هناك دور للسلطة الفلسطينية ، واستمرار الحصار على قطاع غزة، إلى جانب زيادة التوسع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة،مع استمرار حماس في ادوارها القتالية الناجحة ضد القوات المسلحة الاسرائيلية ومعها قوات الدعم الامريكي والاوربي وبريطانيا.
مستوى الدعم العربي لحماس بعد طوفان الاقصى
بعد عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها حماس في 7 أكتوبر 2023، تلقّت الحركة دعمًا سياسيًا وشعبيًا في بعض الدول العربية، لكنها لم تحظَ بدعم عسكري رسمي من الحكومات العربية، كانت في الواقع، الردود العربية تتراوح بين دعم شعبي قوي عبر مسيرات ومظاهرات تضامن مع الفلسطينيين، ودعوات من بعض الحكومات لوقف إطلاق النار وتهدئة الأوضاع.
إيران واصلت تقديم دعم كبير لحماس، خصوصًا في المجالين المالي والعسكري، في إطار تحالفاتها الإقليمية مع محور المقاومة الذي يضم حزب الله وفصائل فلسطينية أخرى، كما تزايدت التوترات بين إسرائيل وحزب الله على الحدود اللبنانية في نهج الرد لتخفيف الضغط عن غزة.
الدول العربية، خاصة تلك التي طبّعت علاقاتها مع إسرائيل حديثاً، (مثل الإمارات والبحرين والمغرب)، تجنبت تقديم دعم مادي مباشر لحماس، وركزت على الدعوة للتهدئة، ومع ذلك، هناك تعاطف شعبي كبير في العديد من الدول العربية مع الفلسطينيين، انعكس في مظاهرات تضامنية واسعة.
بالمجمل، الدعم العربي الرسمي لحماس ظل محدودًا، بينما استمر الدعم الإيراني بشكل كبير ومباشرة.
من الذي دفع حماس والسنوار اللجوء الى دعم ايران ...صرح خالد مشعل (احد القادة الفلسطينيين في حماس)في لقاء فيديوي بانه زار الحكومات العربية وطلب مساعدتها ، لكنها كلها اعطته ظهرها ، فلما وجدت من ايران دعماً رحبنا به ، والكل يعرف ان الحكومات العربية موقفها سلبي من القضية الفلسطينية بل ان الكثير منها مع اسرائيل علنا او سراً.
استنتاج
مما تقدم اني اجد في حركة حماس ومن يدعمها الحق في المواجهة من اجل التحريربعد قضاء 75 سنة من العيش المذل تحت راية الاحتلال دون ردود فعل عربية واسلامية وحتى العالمية ،انا اسميها ايجابية مثلا (طرد السفراء الاسرائيليين لدول التطبيع ، الجوانب الاقتصادية ، النفط والطاقة..الخ) ، وليست مواجهة عسكرية ، وانما اقتصرت على الشجب والتنديد بما تقوم به اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وقد كتبت ذلك في احدى كتاباتي (غزة تنتصر) موضحا الحيف الذي يصيب شعبنا الفلسطيني سواء في الضفة او القطاع ،في تعامل سلطة المحتل معهم ، فما هو الضير في الدعم الايراني لحماس اذا توقف الدعم العربي والاسلامي ضد الاحتلال ،لست مع ايران في استراتيجيتها السياسية والتوسعية عموما ، لكني وجدت ان العالمين العربي والاسلامي بمثابت ذلك يشجعوها بدعم حماس ولو بشكل ضمني اذا لم يبادروا هم بالدعم المادي والمعنوي ،حماس بامكانياتها المحدودة تقاتل العدو الصهيوني بدلا عنهم في ظروف قاسية وصعبة، حريا بها ان تُدَرس في كلياتنا العسكرية وكيف استطاعت ان تصغر من حجم وقدرات ألمحتل ،واستطاعت معادلة ميزان القوى مع عدو يملك اقوى الاسلحة العسكرية وذلك باساليب وقدرات (مضاعفات القوة) ، بصالح الامن القومي العربي ، اذن التقارب العربي الغير مسبوق مع العدو الاسرائيلي هو الخلل الكبير ليس بصالح الامن القومي العربي ،شجع الكيان باعماله العدوانية على شعبنا الفلسطيني، دون ان تدرك اهداف اسرائيل التوسعية التي تنادي بها دائما .
771 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع