سعاد عزيز
لماذا خشية نظام الملالي من مسألة خلافة خامنئي؟
من جديد، عاد موضوع خلافة الملا خامنئي الى الواجهة ولکن بصورة أقوى بکثير من المرات السابقة، حيث إنه عاد بعد إجتماع عقده خامنئي مع أعضاء مجلس خبراء القيادة وکل المٶشرات أکدت بأن الهدف الرئيسي لهذا الاجتماع كان مناقشة اختيار المرشد الأعلى القادم.
أهمية عودة هذا الموضوع وجذبه للأضواء والترکيز عليه بشدة، إنه يأتي في وقت يواجه نظام الملالي فيه أسوأ أيامه ويعاني من کم هائل من الازمات والمشاکل ويشهد تراجعا واضحا في المنطقة وضعفا وإرتخاءا غير مسبوقا على الصعيد الدولي، ناهيك عن إنه يلجأ في هذا الوقت تحديدا الى مضاعفة ممارساته القمعية وتصعيد عمليات تنفيذ أحکام الاعدامات، لکن الملاحظة المهمة جدا والتي يجب أن نأخذها بعين الاعتبار والاهمية هي توسع مساحة الرفض الشعبي للنظام من خلال تزايد التحرکات الاحتجاجية وتزايد غير عادي في نشاطات وحدات الانتفاضة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق خصوصا وإن هذه النشاطات ذات الطابع الثوري باتت تشمل المراکز والمقار الامنية واللوجستية للنظام.
طرح موضوع خلافة الملا خامنئي بحضوره في الوقت الذي أشارت فيه الانباء لأکثر من مرة عن أوضاعه الصحية المقلقة وإحتمال قرب موته کما تمت الإشارة أيضا الى إحتمال تصفيته کما حدث مع قاسم سليماني واسماعيل هنية وحسن نصرالله وغيرهم، ولذلك فإن النظام يتخوف کثيرا من المستقبل وإحتمال أن يلاقي خامنئي حتفه في أية لحظة وشغور منصب الولي الفقيه وما يعنيه ذلك من حالة أمنية خطيرة وحساسة، ولذلك فإنه يسعى من أجل تلافي هکذا حالة.
لکن، لايبدو إن الموضوع بتلك البساطة لأنه وبغض النظر عمن سيحل محل خامنئي، فإنه سيکون وبالضرورة القهرية أسوأ منه بکثير ذلك إن من الشروط الاساسية التي وضعها خامنئي في الاجتماع المذکور أعلاه هو أن يسير خليفته على نهجه القمعي الاستبدادي، ومع إن نظام ولاية الفقيه أساسا نظام دکتاتوري قمعي، فإن خامنئي يدعو للمزيد والمزيد من القمع والاستبداد، وبطبيعة الحال فإن الشعب الايراني الذي وصل به الحال الى أسوأ ما يکون فإن زيادة القمع والتنکيل مع شعب يکاد أن يکون فقد کل شئ لاتعني له شيئا جديدا ولاسيما وإن للشعب ثلاثة تجارب نوعية في مواجهة هذا النظام وهي إنتفاضات ديسمبر2017 ونوفمبر2019 وسبتمبر2022، حيث رسخ في ذهنه وروحه مواصلة الصراع والمواجهة من أجل الحرية وإسقاط النظام ووجود بديل قوي للنظام، يتمثل في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المدعوم من منظمة مجاهدي خلق وشبكة خلايا المقاومة داخل إيران، وکل هذا يٶکد بأن الخليفة المرتقب لن يکون أبدا بأفضل من الملا خامنئي الذي يعيش أسوأ أيامه وينتظر نهايته الحتمية في کل الاحوال.
283 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع