بسام شكري
نتائج ابتزاز الدول الصناعية للدول المنتجة للبترول
بحجة حقوق الانسان اخذت الدول الصناعية الكبرى ومنذ عشرين عاما عمليات ابتزاز للدول المنتجة للبترول من اجل الحصول على أسعار تفضيلية وشروط تصب في صالحها في تصدير البترول وسداد الديون وقد اتبع سياسة الابتزاز بشكل علني واضح كل من بريطانيا وألمانيا وكندا حيث تم تجنيد مواطنين من دول الخليج العربي للعمل ضد بلدانهم وتوفير الحماية القانونية واللجوء لهم مقابل تشويه صورة دول الخليج العربي امام العالم لابتزازها بحجة عدم مراعاة حقوق الانسان, وقد كانت اللعبة مكشوفة لكن معظم دول الخليج ترفعت عن الرد على تلك الاعمال العدائية وهذا خطأ جسيم تتحمل نتائجه الان وفي المستقبل , وقد شهدنا خلال السنوات الماضية هروب اعداد من الفتيات الخليجيات الى كندا وألمانيا وبريطانيا بحجة المطالبة بحقوق المرأة وقد تدخل رئيس وزراء كندا شخصيا وقاد حملة هجومية ضد المملكة العربية السعودية.
خلال السنوات الماضية سمعنا الكثير من قصص هروب فتيات خليجيات الى بريطانيا وألمانيا وكندا وقد اثارت تلك القصص الاستغراب لان مواطني تلك الدول اثرياء ولهم كامل الحرية فلماذا تهرب الفتيات الى دول اقل من بلدانهم رفاهية وحرية؟ اخر واغرب تلك القصص هي العملية الاجرامية التي قام بها المواطن السعودي طالب عبد الجواد الأسبوع الماضي عندما قاد سيارته الشخصية بسرعة كبيرة لقتل أكبر عدد من المواطنين الالمان في سوق الكريسمس في مدينة ماغدا بورغ التي تقع في شرق المانيا، فما هي خلفيات تلك العملية؟
طالب عبد الجواد طبيب سعودي اختصاص طب نفسي يبلغ الخمسين سنة قد لجا الى المانيا سنة 2006 بحجة انه ملحد وحصل على لجوء سياسي تحت بند الاضطهاد الديني لأنه ملحد , وقد قام خلال العشرين سنة الماضية بتأسيس منصات على مواقع التواصل الاجتماعي لجذب الفتيات القاصرات للهروب من عوائلهن خلال اصطحابهم الى المانيا خلال الاجازات او اذا كانوا مرافقين لعوائلهم لإجراء عمليات جراحية في المانيا او الفتيات السعوديات في الجامعات الألمانية وقد مارس تطرفا علنيا وتحريضا على الكراهية والقتل بشكل علني على منصة اكس وبقية مواقع التواصل الاجتماعي ضد المملكة العربية السعودية و ذكرت مجلة ديرشبيغل الألمانية قبل يومين ان الحكومة السعودية قد حذرت السلطات الألمانية منه ثلاث مرات وذكرت مصادر إعلامية ان سيدة سعودية قدمت شكوى ضده الى الشرطة الألمانية السنة الماضية لكن الشرطة رفضت البث في الشكوى وانه يتمتع بحرية الرأي وله الحق في ان يقول ما يراه مناسبا والغريب ان هناك سيدة المانية قدمت شكوى مشابهة ضده قبل فترة قصيرة وكانت الإجابة نفسها : انه يتمتع بحرية الراي.
ان تلك الجريمة البشعة التي راح ضحيتها خمسة قتلى وجرح 200 اخرين قد احرجت السلطات الألمانية حيث أصرت على ان العملية فردية وان الطبيب السعودية يكره الإسلام، ولأنهم قد منحوه اللجوء السياسي وساعدوه على التحريض على المملكة العربية السعودية فانهم يقولون بان العملية فردية خوفا من قيام السعودية بتوجيه الاتهامات لهم امام محكمة الجنايات الدولية بدعمهم للإرهاب، والتناقض الثاني في تصريح وزارة الداخلية الألمانية ان الطبيب يكره الإسلام , سؤالي لهم هو : لماذا يقوم بقتل المسيحيين في سوق الكريسمس وهو يكره الإسلام؟
حسب القانون الدولي فان طالب عبد الجواد ما يزال مواطنا سعوديا لان المانيا لم تمنحه الجنسية الألمانية ومنحته إقامة دائميه فقط بناء على بياناته وجنسيته السعودية، وحتى لو قامت السعودية بتجريده من الجنسية السعودية فانه سوف يبقى مواطن سعودي.
الان وقد اثمرت جهود بريطانيا وألمانيا وكندا في تربية ذئاب إرهابية بشرية فقد حان الوقت لفتح ملف الابتزاز دوليا ويجب على مجلس التعاون الخليجي اصدار بيان شديد اللهجة لإدانة تصرف الدول الثلاثة بريطانيا وألمانيا وكندا في تبني إرهابيين على أراضيهم وتقديم شكوى الى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة المانيا والمطالبة بتعويضات كبيرة تدفعها الحكومة الألمانية الى ضحايا جريمة الطبيب النفسي طالب عبد الجواد الذي لم تعرف دوافعه الحقيقية لتلك الجريمة لغاية الان وبالتأكيد سوف لن تنشر الحقيقة هذا إذا بقي على قيد الحياة.
وحسن القوانين الدولية يجب مشاركة المملكة العربية السعودية في التحقيقات مع المتهم من الان لغاية اصدار الحكم القضائي عليه في المانيا وبعد ذلك اعادته الى بلده الأصلي لإعادة محاكمته وفق القوانين السعودية.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
1041 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع