المنطقة الى اين بعد سقوط الاسد؟

الاستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي

المنطقة الى اين بعد سقوط الاسد؟

منذ ان سقط العالَم بين مخالب أمريكا والغرب، واداتهما المصطنعة ضد العرب والمسلمين ملالي طهران والكيان الصهيونيّ وبرزت إستراتيجيتهم التي استهدفت شعوبنا وأوطاننا بالتفتيت أولاً، وبالسيطرة والاحتلال، ومَنْعِ أية محاولة للنهوضٍ الحقيقي لأمّة العرب والإسلام!وعملت الامبريالية العالمية المتصهينة استغلال (اسرائيل والملالي) بأعتبارهما أدواةٍ فعّالةٍ لتحقّق اهدافهم وحماية مصالحهم...سيما بعد جاؤا بعميلهم الخميني ليؤسس نظاما يشوه الاسلام ويفتت المسلمين ويغرس مخالبه بدول العرب ويبرر للصهاينة كل اعمالهم الاجرامية ضدنا عبر نظام طائفي عرقي بما يسمى دولة ايران التي اساءت للاسلام حينما وضعته شعارا لها.

ماذا عن الملالي ومن كانوا حلفائهم
احدث سقوط الأسد سلسلة من النكسات الكبرى التي يتعرض لها ملالي طهران. فقد أمضت إيران الفارسية العقود الأربعة الماضية في تطوير شركاء ووكلاء عرب في المنطقة، والمعروفين مجتمعين كذبا باسم "محور المقاومة". ولكنهم قوتهم بدأت تتهاوى مثل أحجار الدومينو حيث كان ملالي إيران عنصراً حاسماً بالنسبة للأسد في معركته للبقاء في السلطة خلال الثورة التي اندلعت في البلاد في عام 2011. وحافظ الحرس الثوري الإيراني على وجود قوي في سوريا حتى انسحابه مهزوم ا بعد سيطرة الثوار على سوريا، كما استخدمت إيران سوريا كجسر لشحن الأسلحة إلى حزب الله في لبنان.
حزب الله اصبح ضعيفا جدا بعد رحيل الأسد، إلى حد كبير بسبب حربه مع إسرائيل لإن خسارة سوريا وجهت ضربة قوية لإيران وعملائها في المنطقة. ولهذا السبب فأن ملالي طهران يشعرون بالقلق الشديد بعدما تعرضت فيها استراتيجيتهم الإقليمية لضربة قوية، وفي وقت حيث أصبح وضع النظام في الداخل موضع شكوك ورفض واضح من قبل غالبية القوميات (العرب والاذريون والكرد والبلوش والاتراك وغيرهم) المحكومة بالقوة من قبل الفرس ، كما تطالب ادارة ترامب من الملالي تفكيك وانهاء برنمجهم النووي وانهاء وجود المليشيات سيما في العراق وان تنكفئ ايران على شؤونها الداخلية وتوقيع اتفاقية سلام مع اسرائيل ضمن شروط يتم التفاوض عليها خلال مدة أقصاها شهر...وبعكس ذلك سيتم إسقاط نظام الملالي عن طريق تفجير الداخل الإيراني بمساعده خارجية أو بسباق الحرب المفتوحة....لذا حط الرئيس الإيراني رحاله في القاهرة لتتوسط لدى اميركا ترامب واسرائيل نتينياهو وبعد القاهره الرياض ثم للامارات.... وبخلاف ذلك سيتم استهدافها بكل الوسائل والسبل بما في ذلك العمل العسكري الموسع والفعال. الفرصة هذه المرة للملالي لن تتكرر في التاريخ ، ومواقف الملالي لانعاش نظامهم بشكل يعطيه اوكسجين الحياة لابعاد الحبل عن العنق .لكن ذلك يتم بعد تطويعه سياسيا ، وهذا هو منطق التاريخ وسيرورة الاحداث.
فجر تركيا اشرق
واضح ان تحرك تركيا في هذه الفترة لم يكن مفاجئ اقلها لمن يعرف ماذا يعني العام 2024 بالنسبة للاتراك حيث تنتهي صلاحية الاتفاقية التي وقعتها تركيا قبل مائة عام (اتفاقية لوزان) والتي يعتقد اردوغان انها كانت مجحفه بحقوق تركيا؟!!
يبدو ان المتغيرات التي تخدم الغرب في المنطقة جاءت مع ما كانت تنتظره تركيا اردوغان التي سارعت الى استغلال ماقام به الصهاينة من خلع مخالب حزب الله والسيطرة على مخرجات العدوان على غزة نفذ اردوغان الخطة التي سبق وان وضعت منذ سنين للاستفادة القصوى مما حدث ويحدث والتي من اول نتائج نجاح هذه الخطة اسقاط نظام عائلة الاسد الطائفي العنصري المجرم وتحجيم دور الاكراد في سوريا ثم التحول الى شمال العراق بمحاولة ليس لانهاء وجود حزب العمال الكردي بل وربما البقاء طويلا في تلك المنطقة التي تعتبرها تركيا ملاذا امنا لخصومها علما ان التقارير والمعلومات تشير الى ان ملالي طهران وبقايا ذيول نظام الاسد يستغلون تلك المناطق سيما جبال قنديل العراقية للملمة فلولهم والقيام باعمال ضد النظام الجديد في سوريا وهذا ربما سيولد صراع ومواجهة بين تركيا وملالي طهران ان لم تحدث متغيرات على الاوضاع الحالية في المنطقة.

الكيان الصهيوني اكثر المستفيدين
يعتقد قادة اسرائيل المتشددين ومنهم المجرم نتينياهو ان ماقامت به حماس من عمل عسكري في نهاية عام 2023 جاء فرصة لا تعوض لتنفيذ كل ما في جعبتهم من مخططات ونوايا لتوسيع حدود الكيان الصهيوني على حساب غزة والضفة الغربية وجنوب سوريا وجنوب لبنان واية مساحة اخرى تعتقد حكومة نتنياهو انها مفيدة لامنها المزعزم ؟! في وقت لا تمانع فيه ادارة ترامب هذا التوسع بل تؤيده حيث نعتقد ان اهم اسباب اعادة ترامب للبيت الابيض هو تهيئة المناخ الدولي لقبول توسع الكيان الصهيوني افقيا وفرضه على الجميع اضافة الى جهود ترامب لزيادة حجم الاموال التي سيجمعها من الاصدقاء والحلفاء وغيرهم.

العراق
أن الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003 كان بوابة لتمدد النفوذ الإيراني في المنطقة كما ان تغيير النظام في العراق فتح المجال أمام إيران للسيطرة عليه سياسيًا واقتصاديا وعسكريًا و هناك فجوة بين نظام الحكم والوضع الشعبي لاسيما بعد انتهت فترة تجاوزت العقدين من الزمن ولم ينتج عنها اي مشروع سياسي او تحسن او تغيير في عقلية ثلة الحكم بعدما اثبتوا انهم مجرد لصوص ومجرمين ولاؤهم لايران والامريكان.
ربما يكون الوضع الكارثي الذي يعيشه العراق مختلف عن بقية دول الاقليم بسبب ان النظام المفروض على العراقيين تم صناعته بالكامل من قبل الاحتلال الامريكي البريطاني بالتوافق مع ملالي طهران،لذلك لاحظنا (اقلها لحد الان) ان اسرائيل رغم اطلاق يدها على جميع من تعتقدهم معادين لها بالغارات والاغتيالات ووو الا انها لحد الان لم تقوم بأي عمل ضد المليشيات الايرانية في العراق رغم ما تقوم به هذه المليشيات من اعمال عدائية احيانا ضدها،وربما تفسير ذلك ان امريكا لا تسمح لاسرائيل ان تستهدف اي شيئ بالعراق لانه خاضع لها بالمطلق رغم ان الامريكيين يضغطون على ما يسمى برئيس الوزراء وهو شخصية ضعيفة ومسلوبة الارادة وهو نتاج ومرشح هذه المليشيات العميلة لتفكيكها وتسليم سلاحها للدولة!!! ناهيك عن ان امريكا ترتبط باتفاقية الاطار الستراتيجي التي تتعهد بموجبها حماية هذا النظام الهزيل الهجين الذي اسسته لخدمتها في العراق المحتل؟!! علما امريكا على مايبدو تؤكد على قرار حل الحشد الشعبي سيئ الصيت والمحتوى وافراغ مقرات الاحزاب التابعة لايران وابعادها عن نشاطاتها الاقتصادية التي اضرت بالاقتصاد العراقي، واعادة ترتيب وتنظيم العلاقات مع ملالي طهران بشكل ينهي تبعية العراق اقتصاديا وسياسيا وامنيا لنظام الملالي ..اضافة الى عدم تدخل العراق بالشؤون السورية لاي سبب او مبرر
تعلم الثلة الفاسدة العميلة الطائفية في العراق أنَ ألتغيير الذي حصل في سوريا سيؤثر بشكل مباشر على وجودهم في السلطة علما ان من استلموا الحكم في سوريا يناقضون العملاء في العراق في كل توجهاتهم ، حيث تحول النظام في سوريا من وصفه نظاما علويا طائفيا واداة استراتيجية لإيران، الى نظام يناهض السياسة الايرانية الطائفية وهذا يعني ان النظام الجديد سيعيد صياغة مواقفه وسياساته وتحالفاته الإقليمية، لان ماحدث في سوريا شكلا ومضمونا جاء في اطار عملية تشارك فيها قوى دولية واقليمية لتحجيم دور ملالي طهران في اقليميا ودوليا واعادة وضع هذا النظام المزعج المستفز لجيرانه الى وضعه وحجمه الطبيعي وتأسيسا على ذلك اصبحت ثلة العبيد في المنطقة الخضراء تنظر إلى التغيير الايجابي في سوريا على انه تهديدا بكل المقاييس لوجودهم واستمرارهم بأغتصاب السلطة والحكم في العراق، وهم يعلمون اكثر من غيرهم رغبة العراقيين الملحة للتخلص منهم...... ومع ذلك فأنا شخصيا لا اتوقع من الامريكيين والبريطانيين انهم يحدثون التغيير الذي يشفي غليل العراقيين ويضمد جراحاتهم التي جاءت جميعها نتيجة سياسات الدول التي احتلت العراق وكانت السبب الرئيسي لتمكين هذه الثلة من المرتزقة والحثالات التي نفذت كل مخططات الاحتلال وعادت بالعراق الى عصر ماقبل الصناعة.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

396 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع