من ألأدب ألعالمي - ألشيخ ألمتفائل

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 12 شباط/فبراير 2025 16:10

كتب بواسطة: د.طلعت الخضيري

د.طلعت الخضيري

من ألأدب ألعالمي - ألشيخ ألمتفائل

عاش في قديم ألزمن في مزرعة صغيره تقع على أعالي ألجبال وقرب ءاحدى ألقرى رجل طاعن ألسن بصحبة ءابنه ألشاب يعملون بها بجهد وتعب.
كان ألشيخ ودودا مع جميع أهالي ألقريه وهم يبادلونه هذا ألشعور ويشعرون بالعطف نحوه بسبب وحدته وعمله ألقاسي ولم يكن ألشيخ يشكو أبدا ويعمل بصبر وجهد ليضمن عيشه هو وولده.
في أحد ألأيام ترك ألأبن والده ليعيش في مدينة بعيده فشعر أهالي ألقريه بالعطف على محنة الشيخ ودهشوا عندما كانوا يأتون لمواساته أنه كان دوما يجيبهم عندما يبادروه ألقول
( متى سيعود ءابنك ؟ ءانه من سوء حظك أن تعيش وحيدا وبعيدا عنه) فيرد دوما ( قد يكون أيضا ما يجرى لي هو من حسن ألحظ وليس من سوءه).
عاد ألأبن بعد مده من ألزمن ءالى دار والده وشعر أهالي ألقريه بالسعاده فأتوا لتهنأة ألأب قائلين له ( لقد عاد ءابنك وهذا من حسن حظك) وكانت ءاجابته ( من يدري فقد يكون ذلك لحسن ألحظ أو لسوئه) ولم يفهم أحد معنى ذلك القول .
كان ألشيخ يملك حصان يساعده في ألحرث ونقل حاصل ألمزرعه ءالى ألسوق ألبعيده لبيع ألحاصل وحدث أن هرب ألحصان عندما نسي ءابنه غلق باب ألحظيره فأتى ألناس يواسونه ويرددون ما حصل من سوء حظ ألشيخ ولكنه كان يبتسم ويردد ( من يدري فقد يكون ماحدث هو من حسن حظي) ويتعجب ألناس دوما من تلك ألأجابه.
بعد مدة قصيره عثر ءابنه على ألحصان وهو يرعى يصاحبه حصان وحشي آخر واستطاع جلب ألحصانين معا ءالى حضيرة ألمزرعه فوفد أهالي ألقريه يهنأون ألشيخ
لأنه يمتلك أليوم حصانين سيعملان في ألحقل وسيزداد ءانتاج مزرعته فكان جوابه دوما ( من يدري قد يكون ما حصل هو من حسن ألحظ أو من سوء ه).
بعد أيام قليله وبينما كان ألأبن يحاول ألسيطره وتدريب ألحصان ألوحشي سقط من على ظهره وانكسرت ساقه فأتى ألناس يواسون ألأب ألشيخ على ما حدث فكانت ءاجابته ألمعتاده ( من يدري فقد يكون ما حصل هو لحسن ألحظ) ولا يفهم أحد معنى ذلك فأين هو حسن ألحظ فيما قد حصل للشيخ ألمسكين ومن هو ألذي سيساعده في عمله ألشاق؟
بعد فترة وجيزه بدأت حرب طاحنه في ألبلاد وتم تجنيد شباب ألقريه وبدأ ألكثير منهم يموتون في ألمعارك بينما ترك ءابن ألشيخ حيا في مزرعته لما كان قد أصابه من عوق في ساقه ونجى من ألموت فتذكر أهالي ألقريه ما كان يردده ألشيخ ( ما يصيبنا قد يكون من حسن ألحظ أو من سوءه.)

ألنهايه