أحمد العبداللّه
الشهيد عثمان العبيدي..وجماعة(يتلفّت حسباله نزوره)!!
الشهيد عثمان العبيدي؛ شاب سُنّي عراقي من أهل مدينة الأعظمية في بغداد, وكان في يرَعان شبابه وعلى أعتاب العشرين من عمره، يوم قضى نحبه غرقا في ذلك اليوم المشؤوم؛31 آب 2005. إذ كان نائمًا في بيته عندما سمع نداء إمام جامع الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان وهو يدعو أهل الأعظمية لإنقاذ الزوار الشيعة الذين ألقوا بأنفسهم في نهر دجلة نتيجة الفوضى والتدافع الذي حصل فوق جسر الأئمة خلال(زيارة الكاظم). فهرع مع شباب كثيرين من الأعظمية إلى النهر, وتمكن من إنقاذ ستة أشخاص. ولكن أدركه الموت غرقا وهو يحاول انتشال سابعهم.
ويقول الشيخ عامر العبيدي، وهو من أقارب الشهيد عثمان؛(إن عثمان ضحّى بنفسه من أجل إنقاذ إخوة له يقاسمونه الوطن...ولكن رد الدَيْن كان قاسيًا على أهالي الأعظمية من قبل الزوار الشيعة)!!. ومع إن أهل الأعظمية معروفون بتسامحهم وبعدهم عن الطائفية, ويبادرون لتقديم الطعام والماء للزوار الشيعة والترحيب بهم خلال مرورهم بمنطقتهم لغرض الزيارة، ولكن جزاءهم من أولئك الأوباش السفلة الطائفيين يكون بالضدِّ تمامًا، ويحمل حقدًا وبغضًا تنوء عن حمله الجبال لأهل الأعظمية, ولأهل السُنّة بشكل عام, رغم محاولات بعضهم إخفاء ذلك بـ(التقيّة). ولكن الطبع يغلب التطبّع!!.
فبشعارت طائفية مقززة, مثل؛(يتلفّت حسباله نزوره)!!, و(عدنا طلابة وياهم)!!, وفي كل زيارة من زياراتهم الكثيرة لقبر موسى الكاظم, تجتاح القطعان الهمجية القادمة من منطقة الصدر بشكل خاص, شوارع مدينة الأعظمية السُنّية وجامع الإمام الأعظم(أبو حنيفة النعمان). ولا تكتفي بإطلاق تلك(الهوسات), بل تتعداها بشنِّ اعتداءات على الممتلكات العامة والخاصة من حرق وسلب وقتل. يقابله صمت مشين للسلطة الشيعية, والتي لا تمارس دور(الشيطان الأخرس)فقط, بل هي تشجع من طرف خفي تلك الأفعال القبيحة بتجاهلها ووقوفها موقف المتفرج وعدم اتخاذها أي إجراء لوضع حد لهذه المهازل. والتي لا تتطلب سوى تغيير مسار مواكب الزائرين لطرق بديلة وبعيدا عن المرور بالأعظمية واستفزاز أهلها. ولكن الغاية من تلك(الطقوس)التي تجري وفق خطة ممنهجة, هي ممارسة الضغوط والتضييق على أهل السنّة في بغداد ودفعهم للهجرة, كنقطة شروع للانتقال للمناطق السُنّية الأخرى, لإفراغها من أهلها الأصليين وتغيير(ديموغرافيتها)*.
https://www.youtube.com/watch?v=5j3uRL_LIcg&t=21s
ويقول أحمد إبراهيم، أحد سكنة الأعظمية لـ(الخليج أونلاين)،والذي كان شاهد عيان على ما وقع؛إن(القوات الأمنية)كانت ترى وتسمع ما يقوم به الزوار الشيعة من اعتداءات وحرق لممتلكات المواطنين وسبّ وشتم لأهالي الأعظمية ولعنهم. وتوجيه السباب واللعن إلى الإمام أبي حنيفة النعمان، ولم تتحرك تلك القوات لاعتقالهم, أو حتى منعهم؛(ما يدلُّ أن هناك أوامر من جهات عليا، بشن أعمال تخريبية وإثارة الفتن)!!. ويتساءل إبراهيم, قائلًا؛(أهكذا يُردّ دَيَن عثمان العبيدي)؟!!.
وكانت الأعظمية قد شهدت في 14-5-2015, توترًا أمنيًا كبيرًا وغليانًا شعبيا، بعد مهاجمة القطعان الشيعية مبنىً تابعًا للوقف السُنّي وعبثوا به, ثم قاموا بحرقه قبل مغادرته. كما أحرقوا(11)منزلًا على الأقل باستخدام مواد سريعة الاشتعال, وعشرات السيارات, ما دفع المجمع الفقهي العراقي للمطالبة بغلق المدينة، محذرًا من تأزم الموقف وفقدان السيطرة. وصرّح مصدر أمني في مركز شرطة الأعظمية لـ(الخليج أونلاين):إن بعض الزوار الشيعة أطلقوا النار على المواطنين أثناء محاولاتهم إخماد النار،ما أدى لسقوط أربعة قتلى وعشرات الجرحى. وأوضح المصدر؛(إن المهاجمين هتفوا بشعارات طائفية تهدد أهالي الأعظمية بالقتل والطرد من المدينة, فضلاً عن توجيه السباب والشتائم للإمام أبي حنيفة النعمان)!!.
ونقلت الأنباء؛ إن المجرمين الطائفيين لم يكتفوا بحرق المبنى, بل قاموا بأعمال(الفرهود)التي اعتادوا عليها, فكسروا أبواب المحلات التجارية في المدينة وسرقوا محتوياتها ثم قاموا بحرقها، دون أي تدخّل من(القوات الأمنية)المنتشرة في المنطقة!!. وأظهرت صور بثها ناشطون على مواقع التواصل, مشاركة أعداد غفيرة بالاعتداءات ويقودهم معمّمون شيعة يركبون سيارات(هامر)عسكرية!!. كما أظهرت الصور ترديد المعتدين شعارات طائفية تدعو للاقتصاص من سكنة المدينة ووصفهم بأنهم(دواعش)!!. وفي 25 كانون الثاني 2025, كررت قطعان الهمج الرعاع فعلتها, وقامت بحرق مركز شرطة الأعظمية, لأن ضابط المركز وأفراده احتجزوا عددًا منهم بالمركز, لترديدهم شعارات طائفية!!.
وبالعودة لقضية الشهيد عثمان العبيدي, فحتى راتب الشهداء التقاعدي قد حرموا أمّه وأباه منه, ولم يصدر الأمر الوزاري بصرفه(على الورق فقط)حتى سنة 2011!!. ثم جرى التسويف والمماطلة في تنفيذه, وكلما اتصل أهله بالجهات الرسمية يتم إبلاغهم بأن؛(الإجراءات الإدارية والقانونية ما زالت غير مكتملة)!!. أما الشقة السكنية التي وعدوهم بها, فقد ظلت الحكومات الشيعية الطائفية المتعاقبة تماطل في منحها لوالده حتى مات كمدًا حسيرًا مريضًا بالقلب في سنة 2020, وهو يحلم بالحصول عليها. علمًا إن(شهداء الشيعة)قد تم صرف مستحقاتهم من رواتب وقطع أراضي ومنح مالية مجزية لتشييد بيوتهم عليها, بشكل فوري!!. وخلال الإعداد لهذا المقال, وجدتُ قرارًا لمجلس الوزراء في 12 أيلول 2023،بـ(التنازل)!!عن شقة سكنية لعائلة الشهيد عثمان العبيدي. ولا أدري هل حصل ذلك(التنازل)فعلًا,أم هي حلقة(فضائية)أخرى من مسلسل المماطلة والتسويف الذي لا ينتهي, والذي اعتادت على ممارسته السلطة الشيعية, عندما يتعلق الأمر بحقوق أهل السُنّة؟!.
وتوقّفوا عند هذه الكلمة المهينة؛(تنازل)!!, للإقرار بأبسط حقوق عائلة سُنّية ضحّت بفلذة كبدها الوحيد ومعيلها لإنقاذ أشخاص شيعة, رغم إنهم في عقيدتهم الفاسدة المنحرفة يعتبرونهم(كفّارًا)!!. ولكن ذلك لم يمنع(عثمان)من نجدتهم عندما استغاثوا به. فقد تصرّف بأخلاق قومه وتعاليم دينه, وهم تصرّفوا بما تعلّموه في عقيدتهم من غلٍّ وحقد على(النواصب)!!. ولو كانت تلك التضحية قد حصلت مع أخبث الخلق, لحفظوا لأهل الأعظمية جميل صنيعهم, ولكن مع هؤلاء القوم فالأمر مختلف تمامًا!!. فهكذا تتعامل السلطة الشيعية الطائفية مع أهل السُنّة, وتحجب حقوقهم بالتسويف والمماطلة والمساومات والابتزاز والإذلال والإهانات. فكيف يمكننا التعايش في وطن واحد مع هذه الحثالات التي لا تمت لبني البشر بِصِلة؟!!.
.....................................................
* ما يفعلونه في الأعظمية, كرّروه في تكريت بعد 2014, خلال الزيارة السنوية لما يُسمّى بـ(مجزرة سبايكر). فتقوم قطعانهم بالاعتداء على محلات أهالي تكريت ونهب محتوياتها, وقطع الشوارع وتحطيم السيارات التي تحمل لوحات(صلاح الدين). وفي الزيارة الأخيرة في حزيران 2024, دخل الهمج الأوغاد المدينة ناهقين؛(العار..العار, يا تكريت)!!!. خسئوا وخاب ما يأفكون. العار الذي تجلّلوا به إلى قيام الساعة, بجعل أنفسهم مطايا للاحتلال الأمريكي الذي جاء على ظهورهم, ثم انقلبوا عليه, ليكونوا خدمًا أذلّاء للفرس المجوس. وغدًا سيأتون معتذرين(تقيّةً), قائلين؛إنما فعل ذلك بعض سفائهم!!.
1262 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع