بقلم :أحمد الحاج جود الخير
تصميم البطاقات : قبس العاني
بطاقات رمضانية ردا على "المتهورين والمزورين الجدد" !!
بداية أقول كل عام وانتم وأهليكم جميعا بألف خير،وتقبل الله تعالى صيامنا وصيامكم، وقيامنا وقيامكم،وأعاننا في هذا الشهر الفضيل على ترك المعاصي والمنكرات،والإقبال على صالح الأعمال والطاعات إنه كريم جواد مجيب الدعوات " الْلَّھُم أَهِلَهُ عَليْنَا بِالْأمْنِ وَالإِيْمَانِ وَالْسَّلامَةِ وَالْإِسْلَامِ وَالْعَوْنٓ عَلَى الْصَّلاةِ وَالصِّيَامِ وَتِلَاوَةِ الْقُرْآَنِ" .
وأضيف بعد هذه المقدمة وذلكم الاستهلال بأن "أبا شيالات"الشعوبي الإستشراقي ابراهيم عيسى،وزمرته من"المتهورين الجدد"ممن يحلو لهم نعت أنفسهم زورا وبهتانا بـ" المتنورين الجدد" وما هم كذلك بالمرة لأنهم وفي واقع الأمر عبارة عن ثلة من "المتهورين والمزورين الجدد"،يروج كل واحد منهم وكما في كل رمضان بين شريحة الشباب ليحول بينهم وبين صيام الشهر الفضيل،بأن الصيام مضر بصحتهم،هذه الشلة المشؤومة التي ما حذرت الشباب يوما من مخاطر تعاطي وإدمان المخدرات الصناعية والطبيعية، ولا من آفات معاقرة الخمور التي لا تحصى، وما نبهوا طيلة مسيرتهم الإعلامية والفكرية كلها من مخاطر التدخين والنرجيلة والسجائر الالكترونية، ولا من مخاطر العلاقات الجنسية المحرمة والأمراض الانتقالية الفتاكة المترتبة عليها، ولا من مظاهر عقوق الوالدين والتنمر والابتزاز الالكتروني والانتحار ولعب القمار والرشوة والسحر والتنجيم وأصدقاء السوء والتحرش الجنسي والبطالة الاختيارية والتسرب المدرسي ، ولا من الأميتين الأبجدية والتقنية ، ومثلها الكسل والجحود و الإلحاد واللادينية واللا أدرية والإجهاض والحمل خارج إطار الزوجية وغيرها من الفواحش والرذائل والآثام التي تنوء بحملها المجتمعات قاطبة، إلا أنه وبمجرد أن يحل شهر رمضان الكريم ضيفا عزيزا على بلادنا العربية والاسلامية حتى يطل "أبو شيالات" بوجهه الكالح ، وبلسانه الجارح ، وبمنطقه الفاضح ، وبحقده الطافح ، وبصوته النابح ليشكك الشباب بركن من أركان دينهم الحنيف زاعما حرصه على صحتهم وعلى سلامتهم.
وانطلاقا من شهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، شهر الصيام والقيام والقرآن، شهر الخيرات والفضائل والطاعات فقد أطلقنا وبتصميم من الأخ الفاضل قبس العاني ،بطاقات مقتبسة عن أحدث الدراسات الطبية العالمية ومن مظانها المعتبرة للرد على "المتهورين والمزورين الجدد " طمعا بالأجر والثواب من جهة، وللرد على كل إمعة مرتاب من جهة أخرى ومن الله التوفيق ،ولله در القائل :
لا تَسْتَغِيب فَتُسْتَغابُ، وَرُبّمَا ...مَنْ قَال شَيْئًا، قِيْلَ فِيْه بِمِثْلِهِ
وَتَجَنَّبِ الفَحْشَاءَ لا تَنْطِقْ بِهَا...مَا دُمْتَ فِي جِدّ الكَلامِ وَهَزْلِهِ
البَحْرُ تَعْلُو فَوْقَهُ جِيَفُ الفَلا ...وَالدُّرّ مَطْمُوْرٌ بِأَسْفَلِ رَمْلِهِ
وَاعْجَبْ لِعُصْفُوْرٍ يُزَاحِمُ بَاشِقًا ..إلاّ لِطَيْشَتِهِ أوَلخِفّةِ، عَقْلِهِ
والآن دعونا نحلق وبما تيسر لنا جمعه عن فوائد الصيام الصحية تحديدا ، فبحسب المجلة الأمريكية للتغذية السريرية ،والمعهد الوطني للشيخوخة، ووفقا للدراسة التي أشرف عليها الدكتور (مارك ماتسون)مفيد للقلب والأوعية الدموية ويقلل من خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بهما اضافة الى تقليله من مخاطر الإصابة بالشلل الرعاش -الباركنسون - والزهايمر .
بدورها تصدرت جامعة الملك سعود ،قبل أسابيع قائمة أبرز البحوث المقدمة في مجال صيام رمضان والصحة، وذلك من خلال دراسة بحثية ببليومترية نُشرت في مجلة "Journal of Religion and Health" لأستاذ أمراض الصدر وطب النوم بكلية الطب البروفيسور السعودي أحمد باهمام ،لفهم العلاقة بين الممارسات الدينية وفي صدارتها صيام رمضان، والنتائج الصحية .
وتضيف مديرة معهد PHURI كلوديا لانجنبرغ ،بالقول"لأول مرة، نستطيع رؤية ما يحدث على المستوى الجزيئي في الجسم أثناء الصيام حيث أظهرت نتائجنا بأن الفوائد الصحية للصيام تتجاوز فقدان الوزن، لكنها تبدأ فقط بعد ثلاثة أيام من التوقف التام عن الطعام".
الى ذلك عقب رئيس بيانات الصحة في PHURI، الدكتور مايك بيتزنر،على الدراسة التي أجراها باحثون في"جامعة كوين ماري" البريطانية بالتنسيق مع معهد العلوم الرياضية في النرويج حول الفوائد الصحية للصيام بالقول" نأمل أن تسهم هذه النتائج في تطوير علاجات بديلة مستوحاة من فوائد الصيام".
ليكشف لنا خبير الطب التكاملي الألماني (غوستاف دوبوس ) بأن هناك إمكانية للعلاج بتغيير نمط التغذية ولذلك فهو ينصح بـ"الصوم المتقطع"لمدة 16 ساعة في اليوم ( = صيام نهار كامل بين موعد الإمساك فجرا والفطور بعيد غروب قرص الشمس )،وبعدها أكل وجبتين صحيتين خلال الثماني ساعات المتبقية ( =وجبة فطور +سحور ) لأن الصوم يريح المعدة ويعطي فرصة لحرق الدهون في الجسم وفقا لصحيفة "بيلد" الألمانية .
فيما نشرت مجلة (بلوس وان) العلمية الشهيرة دراسة تفيد بأن الصيام يسهم في خفض الوزن وضغط الدم مع تعديل نسبة الدهون والجلوكوز في الدم وفقا لدويتشه فيله .
ومن فوائد الصيام تحييد البكتيريا الضارة في المعدة مقابل زيادة البكتيريا النافعة بحسب دراسة للدكتور (بروس فالانس) نشرت نتائجها مجلة (PLOS Pathogens) عام 2021 ، لتضيف مجلة (نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين) بأن جوهر الصوم المتقطع يكمن في الحد جزئيا من تناول الطعام لمدة تتراوح بين 8 – 14 ساعة ما من شأنه تحسين القدرات الفكرية ورفع حساسية الأنسولين وبما يمنع تطور مرض السكري وخطر أمراض القلب ،مع تحسين نظام المناعة بحسب الدكتور (مارك ماتسون) من جامعة (جون هوبكنز) .
وفي دراسة طيبة نشرت في صحيفة (ديلي ميل) البريطانية في نيسان 2021 كشف (الدكتور أندراس مايفيلد) عن أن الأشخاص الذين اعتمدوا الصيام قبل بدء النظام الغذائي الصحيح تمكن 43 % منهم من خفض اعتمادهم على الأدوية لتنظيم ضغط الدم مقارنة بغيرهم .
فيما تركز اختصاصية التغذية بمركز الطب المتكامل في لندن الدكتورة (ويندي دينغ) على إدراج الصيام الطبي في البرنامج العلاجي لمن يعانون من وطأة الشوائب والسموم ، ومن الجدير ذكره أن الدكتور الألماني (أتو. اف. بوجنكر) كان قد أكد في كتابه (الصيام والصحة) بأن "الصيام يعد بمثابة وصفة طبية للشفاء" ، أما البروفيسور الروسي نيكولاييف ، فيعالج مرضى الفصام عن طريق الصوم ، كما أن الصيام لمدة طويلة ولأيام متتالية مع إتباع نظام غذائي صحي يساعد مرضى المفاصل وارتفاع ضغط الدم بحسب مجلة “فام أكتويل” الفرنسية .
الى ذلك تقول الاديبة والشاعرة العراقية المغتربة مي العيسى ،وهي رئيسة تحرير مجلة “همس الحوار” الصادرة في لندن والمعتمدة في المكتبة البريطانية ،أن ” الغرب يتجه نحو الصيام المتقطع كما يسمونه intermittent fasting من أجل صحة أفضل" .
وتضيف العيسى أن صديقتها الايطالية ستيفانيا ،وزوجها هواكين الإسباني يعتمدونه وقد أذاعت لها صديقتها" الايطالية سرا قائلة لها " نحن وبكلّ فخر نصوم صيامكم وها نحن نشعر بصحة أفضل وقد استفاد هواكين استفادة كبيرة من هذا الصيام لكونه يعاني من مرض القلب وقد وضعوا له بطارية لتقوية العضلة” .
وفي سياق متصل بما سبق ذكره آنفا نشر موقع "ميديكال إكسبرس" تقريرا يفيد بإن "الصيام المتقطع منتشر بشكل متزايد، حيث وجدت بعض الدراسات أنه يعزز جهاز المناعة ويساعد في منع تطور بعض الأمراض"، مشيرة الى " وجود العديد من تطبيقات الهواتف الذكية التي يمكن للأشخاص من خلالها تسجيل فترات الصيام المتقطع ومعرفة المزيد عن فوائد الصيام " .
لتتحفنا جامعة العلوم والتكنولوجيا الصينية بنشر نتائج دراسة علمية عام 2023 في مجلة(علم الأعصاب الطبيعي) تفيد بأن "الصيام يمكن أن يعزز على وجه التحديد السيطرة العصبية على الالتهاب ويؤثر على توزيع الخلايا التائية وبما يسهم في مكافحة الجراثيم ،وحماية الجسم من الأمراض".
الى ذلك نشر المركز الوطني الصيني للبحوث السريرية، بحثا للباحث الصحي تشيانغ تسنغ،أكد خلاله"أن نظام الصيام المتقطع، يغير محور الميكروبيوم في الدماغ البشري" .
لتضيف البروفيسورة كريستا فارادي، من جامعة إلينوي الامريكية، أواخر العام 2023 بأن نتائج الدراسة العلمية التي نشرت في دورية " شبكة غاما المفتوحة " والتي شاركت فيها لبحث فوائد الصيام المتقطع ودوره في تحسين نسبة السكر في الدم "قد أظهرت أن تناول الطعام المقيد زمنيًا يمكن أن يكون بديلًا عمليا للأشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني والذين يشعرون بالملل من حساب السعرات الحرارية لفقدان الوزن" .
أما بشأن ما يسمى حاليا بـ"حمية محاكاة الصيام" فقد كشفت دراسة علمية أجريت في (كلية ليونارد ديفيس ) لعلم الشيخوخة بأن" الصيام قد يقلل من مخاطر الشيخوخة ، وبما يجعل الأشخاص أصغر سنا من الناحية البيولوجية حيث قلل المشاركون وبشكل فعال من عمرهم البيولوجي بمعدل 2.5 سنة مع تجديد وظائف التمثيل الغذائي والمناعة" ، وفقا للدكتور فالتر لونغو ،الاستاذ في جامعة جنوب كاليفورنيا الأمريكية .
المكسيكية -الأميركية ماريا،وبعد زواجها من مغترب عماني،وبخلاف الحجاب الذي جاء بالتدريج فلقد صامت رمضان في أول إسلامها عام 2019 مؤكدة حجم تأثرها بالحقائق العلمية الواردة في القرآن الكريم ومنها "مرج البحرين" والحاجز الذي بينهما كذلك سورة الحديد ،مضيفة " قبل الإسلام وصيام رمضان كنت آكل طوال الوقت أما اليوم فأنا وبناتي ،الأولى بعمر 19 سنة ،والثانية بعمر 17 سنة نصوم سوية لنفطر على ثلاث تمرات وماء وحساء ،محاولين الالتزام بنظام أكل صحي"، وهذا هو عين ما يحدث خلال شهر رمضان الذي ينظم مجمل حياتنا ويحسن نظامنا الغذائي لمن يلتزم بآدابه،ويعي غايته السامية ،وأهدافه النبيلة ، وبأنه ليس شهر التكاسل والدعة والنوم ، ولا شهر التسالي والمسلسلات والترفيه السطحي والغرائزي المذموم كما يحاول بعضهم تسويقه ، ولا هو شهر الإقبال على تناول ألوان الطعام والشراب والحلويات بشراهة منقطعة النظير كما يفعل كثيرون ممن لم يعوا حقيقة مقاصد وحَكَم الصيام السامية ، لأن الصيام الحقيقي يعمل على تنظيم البروتينات بشكل يقي من البدانة ومرض السكر واختلال الدهون والكوليسترول إضافة إلى إصلاح وضبط اختلال المادة الوراثية وتقوية ودعم الجهاز المناعي علاوة على الوقاية من مرض الزهايمر وأمراض عصبية ونفسية أخرى ،زيادة على ضبط الساعة البيولوجية ،بحسب دراسة أجريت في كلية بايلور للطب بمدينة هيوستن الامريكية عام 2020.
وعلى منوالها الدراسة التي نشرتها دورية "ساينتفيك ريبورتيز" التي أجراها باحثون من قسم علوم الأغذية والتغذية بكلية علوم الأغذية والزراعة في جامعة الملك سعود ،والتي انتهت الى تأثير صيام رمضان على تحسين المؤشرات الأيضية والعمر الافتراضي للبشر .
بدورها أكدت المخرجة والكاتبة الانجليزية من أصول يهودية جميما غولدسميث ،مؤسسة شركة Instinct Productions للانتاج التلفزيوني ،وما تزال تعرف بجميما خان،بعد إسلامها وزواجها من لاعب الكريكيت الباكستاني عمران خان ، حتى بعد انفصالها عنه ، بأنها تحب شهر رمضان كثيرا وسبق لها وأن غردت على منصة تويتر عام 2023 قائلة " إنه شهر النوايا الطيبة لأنه ليس شهر صيام فحسب ،وإنما شهر الامتناع عن الثرثرة و الشتائم والتفاخر والكذب، إنه شهر التأمل والصدقة والرحمة والمغفرة".
ولم يبتعد نجم الستاند آب كوميدي ديف شابيل ، الذي اعتنق الإسلام في تسعينات القرن الماضي عن كل ما سبق فهذا الممثل الحاصل على جائزة "مارك توين" للكوميديا وخلال لقاء متلفز معه في برنامج "ضيفي القادم لا يحتاج تعريفا" قال " نعم أنا مسلم ولقد أديت فريضة الحج، وهناك في مكة المكرمة تعرفت على ماء زمزم ، هذه البئر وبمائها الذي لا ينضب ليروي ظمأ العطشى قد ظهرت للسيدة هاجر زوجة النبي إبراهيم وابنها إسماعيل عليهما السلام،بعد ضياعهما في الصحراء، واقترابهما من الموت بسبب العطش" أما عن أسباب إسلامه فتعود إلى مطعم لبيع البيتزا، يعمل فيه عدد من المسلمين يقع أمام منزله في واشنطن وكان شابيل كثير التردد على هذا المطعم ودائماً ما كان يسأل عماله المسلمين عن دينهم وتعاليمه ومن بينها صوم شهر رمضان، ليجد في إجاباتهم ما كان يبحث عنه طيلة حياته ".
الى ذلك نشر موقع "أبوتيكن أومشاو" الألماني المتخصص بالشؤون الصحية دراسة قام بها فريق من خبراء التغذية بإشراف الدكتورة فرانسواز فيلهلم دي توليدو، مؤخرا خلصت وبعد دراسة ملفات مئات الصائمين الى ،أن "الصيام يحل مشاكل صحية خطيرة كالتهابات المفاصل والسكري من النوع الثاني والكبد الدهني وارتفاع ضغط الدم والإرهاق الشديد".
وتضيف اختصاصية التغذية العلاجية الدكتورة رضا عبد العزيز،"أن صيام شهر كامل من الفجر الى الغروب هو أفضل بكثير من الصيام الطبي الذي لا يشترط الامتناع التام عن الطعام والشراب لفترة طويلة ليسمح بدخول مغذيات للجسم أثناء فترة الصيام الأمر الذي يثبط عملية البلعمة الذاتية، أما صيام رمضان فيفرض الامتناع التام عن تناول الطعام والشراب من الفجر الى الغروب وبما يرتبط ببصمة بروتينية مضادّة للسرطان، كما أنه يعمل على تنظيم البروتينات الرئيسة لعملية التمثيل الغذائي للجلوكوز والدهون والساعة البيولوجية، اضافة الى إصلاح الحمض النووي وإعادة تشكيل الهيكل الخلوي والجهاز المناعي والوظيفة المعرفية لدى الأشخاص الأصحاء ،وفقا لمجلة Journal of Proteomics الأوروبية المعنية بالدراسات البيوكيميائية والفيزيائية الحيوية.
لتضيف اختصاصية التغذية جنى حرب، بمقال لها نشر في مجلة سيدتي ،إن"صيام رمضان يعمل على تعزيز وظائف الدماغ، وتنظيف الجسم من السموم ،وتحسين صحة الجلد ،ومثلها صحة القلب والشرايين ،مع تحفيز عملية الأيض ،ودعم جهاز المناعة.
ونختم خشية الاطالة وكل ما ذكر مجرد غيض من فيض، بدراسة الدكتور لويس ر. ساراييفا، الذي ترأس فريقا بحثيا في مركز سدرة الطبي ، لبحث تأثير الصيام على الجسم وأجهزته المختلفة خلصت الى "اتساق التغيرات المناعية التي تؤثّر على العديد من الأعضاء أثناء الصيام ".أودعناكم أغاتي
943 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع