لياقة

زياد السالمي - اليمن

لياقة

في الليل دفءٌ
من حنايا الصمت
لم يَفْتَأْ يطيب
وهدءة الأنفاس
تبعث في الشجون الارتياح
لها احتمال الوعد
فيما خلف هذا الحال
كفٌّ تمسح الأوجاع
عن بالٍ يؤرقه الظلام
الليل يسدل ثوب حيرته
على هذا التألق بانشراحِ
والسطور أقل من
ومضٍ خفيفٍ في التأمل
مثل همسٍ من شفاهٍ
لا تكاد تبين عند الانجراح
هنا وليس ثمة ما
يلخص دهشةً في نصف سطرٍ
أو يدوزن نشوةً في نصف لحنٍ
غير ليلٍ ينتضيه
قد يفيق ضوع العطر
ميقاتاً خُرافيّاً
كظل الماء في غيمٍ على أمد السماء
ويستقرُّ على التَشَهِّي الابتسام.
...
وكأنَّ ما شاخ اندفاعك
وارتخاء الذهن
عن معنىً خفيٍّ في الصدى
إلا لتزهر بالظلال لعابرٍ أو متعبٍ
وتضيء أيضاً في المدى
كفنار حلمٍ للمحاول
وليكنْ
مهما أطال الليل ظلمته
بفعلٍ أو تفاعل
كن بليد البال
واجعل من نجومك جذوةً
قبساً قويماً للمشاعل
وليكن ما دمت أنت
لكل آتٍ قبلةً وهدىً
وقدوة من تفاءل
فاستعد ريعان عزمك موقفاّ أسمى
استعد أيضاً من الأفق الموارب
والمخاتل
أفقك الأجلى
تفلَّتْ من غلالات الضجيج
إلى الخيال المستمر
إلى اجتراح الغيب رؤيا
كانسياب الصبح في سِفر الندى
دعْ سائر الإرباك
واطرقْ جيداً أفق السكون
احذرْ نزاعك فيك
واثبُتْ في الحقيقة والمجاز
بلا ارتحالٍ بين ليلٍ واحتمال
هكذا.. أو ربما..
بين الضجيج وضجة الأشجان
قد يحلو على فنن التفاني الاعتدال
.. وربما قلقٌ وآخر في المزاج
يضيق من عفويَّةِ الأسباب حد الاختلالْ،
- لما إذا هذا التوجس؟
- بل لما تبدي اهتمامك بانفعال؟
- أترى يطيب؛
وهل يصيب على تباينها المجال؟!
هيا انسجمْ
ثم ابتسمْ،
كن هادئاً،
وكنِ الخيالْ
ثم انسجمْ أيضاً،
وكنْ ذا روعةٍ وبراعةٍ
كن لائقاً
وارسمْ على الأشياءِ لون الاكتمال
كن لائقاً،
يزهرْ خلالك ترجمانك واحداٌ
هيا ابتسمْ أيضاً وأذِّنْ دائماً
أو مرةً في الحب بين الناس
أذِّنْ فيك وانشدْ تارةٌ أخرى
ولكن لا يكون
على فؤادك غير نبضٍ واحدٍ
وعلى انتباهك غير أفقٍ واحدٍ
وعلى شفاهك غير حرفٍ واحدٍ:
حيا على خير الخصالْ.

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

658 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع