الأدب رسالة من رسائل الحياة

حسين جنكير

الأدب رسالة من رسائل الحياة

الأدب سوى كان شعرًا أم نثرًا أو أي لون من ألوان التابعة له لا يجب أن يخلو من القصد النبيل، كثيرًا ما ينظر الأدباء على أنهم من النخبة، ولكن سرعان ما يفتح باب المصالح حتى تراه يزدحم بالعديد منهم ولا يبقى إلا الأندر الأندر

وحديثي حول الساحة الثقافية العراقية في الوقت الحاضر ولا نتحدث عن السابق لكي لا نواجه أعذار المتصيدين بالماء العكر نتحدث عن اليوم فهذا العصر هو عصر السرعة والتكنولوجيا وفقدان الأخلاق والعراق يتعرض لفساد إداري يجعله فوق قاعدة هشه فالشعب هو الوتد فإذا سقط الشعب انهار الوطن

المثقفون العراقيون (الأدباء) بالتحديد لمن المخجل أن يكونوا أبواقًا للظالمين الذين لم يُبقوا شيئًا إلا وجيروه لأهدافهم المرعبة المخطط لها من خلف الحدود

الكلمة لها وقع وأثر ونتيجة حسنة لو كانت للحق، وسلبية لو كانت للباطل واليوم الشعب أحوج إلى الكلمة الحق كلمة الحرية والتمرد على الظلم والفساد المستشري في ربوع الوطن العزيز وإن اللهاث خلف فتات مؤقت يُخلِّف مستقبلًا طويلًا من العناء سيطالنا ويطال الأجيال بعدنا، فعندما يأتي الأديب بهيبته وسمعته ويمتدح ظالمًا فاسدًا قاتلًا خائنًا ويقنع الشعب بأنه نزيه وبطل فهذه خيانة كبرى وفاجعة مهولة فخداع الشعب وجره لمحرقة الجهل ذنب كبير وفعل شنيع ودلالة على إنحطاط الأديب ورخص قلمه وضعف شخصيته ومستواه المتدني الذي صار بمقدار ما كسب من مال الحرام الذي نهق من أجله فس هذا الصدد

ولم يقف هؤلاء الأدباء على مدح حكام العراق الفاسدين فحسب بل أصبحوا يروِّجون لقيادات غير عراقية ويدعون الناس لنصرتهم بل يشتمون شعبهم لعدم اتباعهم وهذا جرم فضيع ولا أريد الإطالة

وللأسف الشديد عرف الفاسدون كيف يمنحون هؤلاء اللا أدباء (نعم لا أدباء) مناصب ووظائف ورواتب ويقربونهم منهم وصار هذا الأمر المخزي وسيلة لضمان مستقبلهم وهو في الحقيقة دمار لهم ولنا كشعب

الأديب الحقيقي هو الذي يقف مع المُعدمين المُستضعفين والمحرومين ويكون صوتهم المدوي في وجه الظلم والفساد فالأدب وبالأخص الشعر هو من الأمور التي تحفِّز الإنسان إلى الثورة والمواجهة والرفض والتغيير وليس لدعوة الناس إلى الذل والخنوع


فعلى كل صاحب قلم أن يكون حُرًّا ويسعى لتحرير أكبر عدد ممكن من الناس فقد ساء العيش بسبب ضعف الناس وقناعتهم بالإستسلام والخضوع وعجزهم عن المحاولة لتغيير واقعهم المزري مهما كان صاحب القلم شاعرًا ناثرًا كاتبًا صحافيًّا المهم الجميع يقف موقف البطولة والنبل والإنسانية فكلما صدح قول الحق في أكثر من زاوية لانتبه الناس فالعقل ليس بحجارة

وإلى كل أديب وكاتب باع قلمه إعلم أن التاريخ دون ما قلت ولم تستطع إقناع نفسك بما فعلت وما أكلت من مال غيرك المُعطى إليك سيكون غصةً وسيراك الناس كما يرون الظالمين فأنت خدعتهم والخداع لو سرق السنين فلا يسامحك مظلوم فانتبه وتحرر وعد عما فعلتَ ولا تنزل الحضيض أكثر

وتحية حب واحترام لكل قلم شريف نزيه ظل ينشد للعراق ولشعبه المظلوم ولا شك هذا القلم سينتصر فالعراق ليس إلا العراق..

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

930 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع