هولوكوست الصلافة ومجازر الكيان الفاشي الخرافة بحق فرسان الصحافة

أحمد الحاج جود الخير

هولوكوست الصلافة ومجازر الكيان الفاشي الخرافة بحق فرسان الصحافة

سويعات قليلة تلك التي فصلت بين تكذيبه الوقح للتجويع القهري،وتقليله من حجم المجازر المروعة التي يرتكبها كلابه على مرآى ومسمع من العالم بأسره ، وبعد ساعة من استخفافه بالإبادة الجماعية الفاشية في القطاع المحاصر والتي ينقل تفاصيل فواجعها و مآسيها المراسلون والمصورون والمدونون الميدانيون ، وبما يعرف بصحافة المواطنة، وعلى مدار الساعة أولا بأول ، وإذا بالبولندي الأشكنازي ، سليل مملكة الخزر الحاقدة المارقة - وجل جزاري الكيان المسخ اللقيط ، هم من أحفاد هذه المملكة التي سادت ثم بادت غير مأسوف عليها- النتن جدا ياهو ، وبعد تلويحه برفع دعوى قضائية ضد صحيفة "نيويورك تايمز" - على خياسها - عقب تقرير لها بعنوان "شباب، مسنون ومرضى يموتون جوعاً في غزة: لا شيء هنا"، يعطي أوامره المباشرة لقتل خمسة صحفيين يتصدرهم أنس الشريف، ومحمد قريقع،وكلهم من مراسلي ومصوري قناة الجزيرة الفضائية، اضافة الى صحفي سادس من وسيلة إعلامية أخرى، دفعة واحدة داخل خيمتهم مقابل مجمع الشفاء الطبي على خلفية نقلهم الحقيقة التي يريد النتن طمسها كليا، وإخفاءها عن أعين البشرية تماما،وبما بات يحدث هزات ورجع صدى لدى شعوب وحكومات كانت والى ما قبل السابع من أكتوبر / 2023 من أشد المؤيدين لبروباغندا وأجندة الكيان اللقيط ، ومن أشد المعارضين لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ، ليتحرك العالم بأسره وعلى خلاف المعهود بتأثير الصور المروعة ، والمقاطع المؤثرة التي يبثها المدونون والصحفيون لتغير دول كبرى من مزاجها المؤيد للكيان ملوحة بالاعتراف بدولة فلسطينية تحت ضغط شارعها وأحزابها التي تتظاهر يوميا مطالبة بوقف الحرب ، وادخال المساعدات الانسانية من دون قيد أو شرط ، ومحاسبة مجرمي الحرب في حكومة الكيان اليمينية ، وفي مقدمتهم بريطانيا وفرنسا واستراليا وكندا والبرتغال ونيوزلندا واسبانيا وأيرلندا والنرويج ، لأن سياسة إخراس الألسن الصادعة بالحق ، وكسر الأقلام المنافحة عن المظلوم ، واطفاء الكاميرات الراصدة للظلم والطغيان ، وتحطيم العدسات التي توثق جرائم الباطل في كل زمان ومكان ،هي خلق الفجار وديدنهم أملا بتسويق دعاية إعلامية أحادية فحسب تخدم مشاريع الكيان الاستيطانية والاستعمارية القمئة ولتقلل من شأن دعاية الشعب المقهور ، بوجود شبكة تعرف حاليا بشبكة "أفيخاي أدرعي" الإعلامية وفقا لما كشف عنه النقاب الصحفي الإسرائيلي “يوڤال إبراهام” مؤكدا تبعية هذه الشبكة الى شعبة الاستخبارات العسكرية الصهيونية المسماة إختصارا بـ “أمان" وهدفها هو توفير الغطاء القانوني والإعلامي للانتهاكات الصهيونية وفي صدارتها استهداف الصحفيين وفقا لشبكة الصحافة الفلسطينية، ومن أبرز مهام هذه الشبكة المشبوهة هي تبرير جرائم الاحتلال ، وتسويق دعايته المضللة ، بدلا من كبح جماحها والرد عليها ،وقد جندت لصالحها عددا من الإعلاميين الفلسطينيين أنفسهم في الداخل والخارج لهذا الغرض الخبيث ،وبما يدفعني الى اقتراح اطلاق مصطلح الهولوكوست على المحرقة الصهيونية الفاشية بحق الفلسطينيين المحاصرين الجائعين ، فالهولوكوست وكما تورد الموسوعات السياسية هو مصطلح ديني اغريقي قديم يعني = الحرق الكامل للقرابين ، قبل أن يصبح مرادفا بمرور الوقت للابادات الجماعية الفاشية على أسس عرقية ودينية وقومية وعنصرية وهذا هو عين ما يحدث في قطاع غزة خاصة ، وفلسطين عامة ، لتتخطى أعداد الصحفيين بهذه المجزرة الجديدة المروعة ممن استشهدوا منذ السابع من أكتوبر/ 2023 وبواقع 238 شهيدا ، علاوة على اصابة واعتقال العشرات منهم ، قائمة قتلى الصحافة في الحرب العالمية الثانية ( = 69 صحفيا ) ، وحرب فيتنام ( = 63 صحفيا ) ، والحرب الكورية ( = 17 صحفيا ) بحسب منتدى الحرية الأمريكي، وأضيف ، بل وفاقوا عدد قتلى الصحفيين في الحرب الروسية - الاوكرانية أيضا ( = 13 صحفيا عام 2022 + 4 صحفيين عام 2023+ 4 صحفيين عام 2024 ) وفقا لتقرير الاتحاد الدولي للصحفيين.
صحيح والى حد ما مع بعض التحفظ ما قاله الروائي والاديب المصري نجيب محفوظ ،ذات يوم ،على سبيل التهكم من أنه “لا حقيقة ثابتة في الصحف، إلّا صفحة الوفيات”،الا أن للكيان الصهيوني رؤية مغايرة تماما عن ما قاله محفوظ ماضيا ومفادها " لا حقيقة مطلقة في الصحافة الإسرائيلية ولاسيما ما يتعلق منها بالوفيات" فما يقتله الصهاينة من المدنيين والأبرياء العزل في قطاع غزة والضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر 2023.
وسبق للتلمودي الممطور ، الصهيوني الديمقراطي الحنور "بايدن" أن كرر الرواية الصهيونية كالببغاء قائلا " ليست لدي أية فكرة بأن الفلسطينيين يقولون الحقيقة حول عدد القتلى ،لكنني متأكد من أن الأبرياء قتلوا وهذا هو ثمن الحرب !!".
ليس هذا فحسب فلطالما أعاد بايدن " ذيل الثعلب " ، ومن بعده ترامب "است الأسد " وكرروا أكاذيب الدعاية الصهيونية المضللة من دون حياء ولا خجل وفي مقدمتها أكذوبة قطع رؤوس الاطفال الرضع ،واغتصاب الاسيرات الاسرائيليات، وأكذوبة وجود أنفاق تستخدمها المقاومة تحت المستشفيات والمدارس والمساجد ونحوها من الاكاذيب المفضوحة التي روجت لها كبريات المحطات - الكوهينية والمردوخية - وفي صدارتها الديلي ميل ، وفوكس نيوز ،البي بي سي ، السي ان ان ، وول ستريت جورنال ، نتفليكس وغيرها وكلها ومن دون تحقق نقلا عن وسائل اعلام صهيونية لتبرير المجازر الوحشية التي يرتكبها الصهاينة بحق سكان القطاع تمهيدا لتهجيرهم الى صحراء سيناء وابتلاع غزة وضمها الى الكيان فيما يواصل بايدن الحديث عن " حل الدولتين " الوهمي الذي ولد ميتا وهو مجرد حبر على ورق اذ لم يبق من الدولة الثانية المزعومة للفلسطينيين لتسوية ما يطلق عليه بالصراع الاسرائيلي - الفلسطيني ، وتحقيق ما يسمى بالسلام الشامل في عامة الشرق الاوسط بناء على قرار مجلس الأمن رقم 242 الصادر بعد حرب 1967 والذي يمنح الفلسطينيين بعد انسحاب الكيان من الاراضي التي احتلتها في نكسة - أو بالأحرى نكبة وهزيمة حزيران - دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية في الضفة الغربية وقطاع غزة ليشكلا سوية ما يعادل 22% فقط من مساحة فلسطين التاريخية ، ليبقى الكيان مسيطرا بالكامل على 78 % منها وهذا كله قبل أن تتغول دويلة الاحتلال لتبتلع أكثر من ثلث الضفة الغربية بمستوطناتها التي تتكاثر بمتواليات هندسية وبالانشطار ، فيما تخطط حاليا لابتلاع غزة، فعن أية" دولتين " تتحدث يا بايدن لحاف القوم ؟!"وفاته وكل من يروج لهذه الأسطورة " حل الدولتين " بأن شعار دويلة الاحتلال الابدي ومنذ ظهورها الكالح على سطح الكوكب بفعل وعد بلفور المشؤوم ، هو " من النيل الى الفرات " وهذا الشعار الزائف لم ولن يجهض واقعا الا بـالشعار المضاد " فلسطين كاملة من البحر الى النهر" شاء من شاء وأبى من أبى ، ولا أقل من أن تطلب المستحيل بنظر المخذلين والمثبطين والمرجفين في - زمكان ما - لتحصل على الممكن ولو بعد حين وغير ذلك " لا حظت برجيلها ، ولا خذت سيد علي " على قول العراقيين في أمثالهم الشعبية !!
بالمقابل فإن الصحافة الصهيونية الصفراء لاتدخر وسعا ولا تألوا جهدا بالتقليل من احصاءات القتلى في صفوف جيش - الخداع - الصهيوني وأعدادهم لا تقل عن 10 أضعاف ما يتم تناقله وتداوله وإعلانه خشية إسقاط حكومة النتن جدا ياهو اليمينية المتطرفة ، وخوفا من قلب الطاولة على رؤوس الحاخامات ممن يحرضون على الحرب، ويسعرون نيرانها ، مباركين قتل الابرياء ، ومؤيدين سفك الدماء الزكية المعصومة صباح مساء ، لافرق في ذلك بين أعزل ومسلح ، بين مدني وعسكري ، بين صغير وكبير ، بين رجل وامرأة ، بين حر وأسير ، وإن كان عاري الصدر رافعا الراية البيضاء ، الا أنهم وفي مفارقة عجيبة يرفضون كليا الزج بهم أو بأبنائهم أو بطلابهم في أية حرب يدعون إليها ، ويصبون النار على زيتها لأنهم وبحسب مزاعمهم قد تفرغوا لدراسة التوراة والتلمود والزوهار .
هذا الكم الهائل من القتل والترويع والترهيب بحق الصحفيين وأسرهم دفع الأمين العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود" كريستوف ديلوار ، خلال حوار مع صحيفة "موندو" الإسبانية "في وقت سابق للتأكيد على أنه"لم يسبق أن قتل مثل هذا العدد من الصحفيين في فترة زمنية قصيرة كما حدث في غزة"بينما وصفت المنظمة قطاع غزة بأنه "مقبرة الصحفيين" ، فيما وقع 750 صحفيا يعملون في مختلف وسائل الاعلام الدولية عريضة طالبوا فيها بحماية الصحفيين ،والكف عن فرض القيود المشددة على الاتصالات ، وقصف المكاتب الاعلامية ، والكف عن استهداف الصحفيين وعوائلهم ، والسماح بدخول الصحافة الأجنبية لنقل الوقائع على الأرض كما هي ومن غير مونتاج أو رتوش - كوهينية ، ومردوخية ، و نتن ياهوية - ولاشك أن من الاساليب التي دأب عليها الكيان الصهيوني وعلى مدار 75 عاما بغية تسويق أجندته ، والترويج للبروباغندا التي يتبناها ، عادة ما تتمثل باختطاف الرواية الأولى،وتقديم ما يعرف بـ "الـحقائق البديلة"،وإغراق وسائل الإعلام بتصريحات - كاذبة - الا أنها متماهية ومتناسقة ومتسقة لتبدو على أنها الحقيقة المطلقة التي لاتحجب بغربال وكل ما عداها زيف وافتراء وفقا لمعهد الجزيرة الاعلامي ، أو وعلى قول المثل البغدادي الشعبي الشهير"الكذب المصفط ، أقوى من الصدق المخربط " أو وعلى قول وزير الدعاية النازي يوزف غوبلز " اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس " وبما أن صحافة المواطنة بكاميراتها ، وبهواتفها الحديثة النقالة باتت حاضرة بقوة في كل زمان ومكان تصور كل شاردة وواردة أولا بأول ، فضلا على ما يقوم به مراسلو ومصورو الفضائيات في الميدان ، بوجود مواقع ومنصات التواصل التي تساعد على بث الاحداث موثقة بالصور ومقاطع الفيديو لتحقيق مزيد من الاعجابات والحصول على ملايين المتابعات ، كلها قد خففت من حجم وتأثير وسائل التحكم الاعلامي الصهيوني القديمة ، وأجهضت جانبا كبيرا من تكتيكاته التقليدية المتبعة لتغييب الوعي الجمعي ،وغسيل العقول ، وتأسيسا على ذلك لم يجد الكيان المسخ بدا من اللجوء الى تكتيك استهداف المراسلين والمصورين والصحفيين الميدانيين داخل الضفة والقطاع بما فيهم فرسان صحافة المواطنة والنشطاء إما بالقتل، أو بالاعتقال التعسفي ، أو بالترهيب والتهديد ، أو بمصادرة الهواتف والكاميرات، أو تحطيمها ،فضلا على قطع الاتصالات ، وقصف المكاتب الاعلامية، وقتل عوائل الصحفيين ، وما عائلة الدحدوح التي أبيدت بالكامل منا ببعيد ، ما أسفر عن أكبر مجزرة بحق الصحفيين في التاريخ قياسا بالمدة الزمنية القصيرة،وبالرقعة الجغرافية الصغيرة والتي لا تتعدى مساحته 365 كيلو متر مربع ولاسيما وأن الكيان يروم احتلاله بالكامل حاليا ويحشد فرقه لهذا الغرض تمهيدا لتطبيق سياسة الترانسفير = التهجير القسري لأكثر من مليوني انسان يسكنون القطاع حاليا ، إما الى صحراء سيناء المصرية عبر معبر رفح ، أو الى الأردن ، أو الصومال ، أو اندونيسيا ، عبر مطار رامون الجوي ، وميناء أشدود البحري ، ليقيم ذئب العقارات ترامب مشروع الريفيرا السياحي على ساحل غزة قبالة البحر الابيض المتوسط ، فيما يحكم الكيان قبضته على مدينة غزة كاملة ودير البلح ووسط القطاع ويتمدد بجدرانه العازلة وخنادقه واسلاكه الشائكة وحدوده المصطنعة داخلها !!
فيا صحفيي العالم ويا كتابه في مشارق الأرض ومغاربها اتحدوا ضد هذا الكيان اللعين الغاصب ولا تبيعوا ضمائركم ولا أقلامكم ولا عدساتكم له قط ، لأن الله تعالى ، ومن ثم التاريخ سيلعنكم إن فعلتم ذلك والى أبد الآبدين ولات حين مندم . أودعناكم اغاتي

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1382 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع