
بسام شكري

أخبار الحمقى والمغفلين في العراق
منذ أن كنت في الدراسة المتوسطة قرات لوالدي كتاب أخبار الحمقى والمغفلين لابن الجوزي من ضمن الكتب التي كنت اقرأها له وكان لا يتمكن من القراءة بعد الحادثة المشؤومة التي تعرض لها سنة 1958 في بغداد ولأنه أستاذ اللغة العربية كان يجب عليه أن يقرا بشكل مستمر وكلما قرات كتاب من الزمن القديم دخلت في عالم الفانتازيا الذي كان سائدا في تلك الفترات، ومنذ ذلك الوقت لم أعيد قراءة كتاب ابن الجوزي الى أن تذكرته قبل يومين عندما كنت أفكر بوصف يليق بحكام العراق الحاليين, فوجدت تقاربا عجيبا بين ما ذكره ابن الجوزي في كتابه أخبار الحمقى والمغفلين وبين حال حكام العراق الحاليين.
بعد الغزو الأمريكي للعراق تم الغاء الدولة العراقية وتأسيس دولة جديدة بمفاهيم وأساليب وأسس طائفية عنصرية قسمت العراق طولا وعرضا، ومن ضمن المؤسسات التي تم تأسيسها على نظام المحاصصة الجديد هو الإعلام فتم تدريب كوادر تم ترشيحها من قبل الأحزاب الطائفية على أيدي عتاة الإعلاميين الحاقدين على العراق الذين كانوا قد هربوا من العراق في فترات زمنية متفرقة, والان وبعد اثنين وعشرين سنة من نظام المحاصصة الطائفية الذي دمر العراق شعرت بضرورة إعادة قراءة كتاب ابن الجوزي لاستدراك ما غفل عنه ابن الجوزي من حماقات جديدة نراها الآن في حكام العراق , الحمقى والمغفلين الذين يمثلون النظام السياسي الحالي لم يتمكنوا من تطوير انفسهم أو تطوير أساليبهم على الرغم من الأموال الهائلة التي بين أيديهم والتي ينهبون بها كيفما يريدون , فقد بقي جامع الأحذية في المراقد الدينية والذي يسمى في العراق "الكشوان" بنفس طريقة تفكيره وبقي بائع المسابح والخواتم في باب السيدة زينب المدعو نوري المالكي الذي يسميه العراقيين نوري الهالكي من كثرة ما قتل من العراقيين , بقي الهالكي بنفس طريقة تفكيره حتى لم يتمكن من تزوير تاريخ ميلاده ليتمكن من الاستمرار في حكم العراق وقد تجاوز سن التقاعد الرسمي في العراق منذ خمسة عشر عاما مضت.
تضمن كتاب ابن الجوزي اربعا وعشرين بابا أهمها : ذكر معنى الحماقة , بيان إن الحمق غريزة , ذكر أسماء الأحمق, صفات الأحمق, التحذير من صحبة الأحمق, ضرب العرب المثل بمن عرف بحمقه , وذكر فصولا عن المغفلين ابتدأ من الحكام والأمراء وأصحاب المهن الى عامة الناس , الحمقى الذين يحكمون العراق من المنطقة الخضراء جمعوا حولهم من الحاشية بين من هو احمق ومن هو مغفل لكي يتمكنوا من الاستمرار في الحكم, كل شيء في العراق يدل على الحمق والغباء والغفلة ولا مجال لذكر ملايين الأمثلة هنا في هذا المقال المختصر حيث لا وقت للقراء لقراءة المقالات الطويلة من جانب ومن جانب أخر فإننا بحاجة الى مجلدات ضخمة لكتابة أفعال الحمقى والمغفلين في العراق خلال 22 سنة الماضية والهدف من هذا المقال هو التذكير بان من يحكم العراق هم نماذج ذكرها ابن الجوزي قبل 825 سنة في كتابه أخبار الحمقى والمغفلين, والمقال تذكير للعراقيين الذين يتميزون بالذكاء والحذاقة بان الحمقى يبقون حمقى حتى لو استمروا بحكم العراق عشرين سنة أخرى, وان العراق ولاد للعباقرة والأذكياء لكن طيبة العراقيين هي ما سمح للحمقى الاستمرار في حكم العراق في الفترة السابقة.
أخبار الحمقى والمغفلين " حكام العراق الحاليين"
- في المنطقة " المنطقة الغبراء " هناك مكتب إعلامي تديره الميليشيات التي تحكم العراق وهو يبث الإشاعات والأكاذيب على العراقيين وابرز تلك الأساليب هو تخدير العراقيين بإشاعات عجيبة غبية مثلهم, فكلما زادت النقمة الشعبية على حكام المنطقة الغبراء يصدر مكتب الإشاعات في المنطقة الغبراء إشاعات تخديريه مثل ( الأمريكان سوف يقومون بإنزال جوي في بغداد لتخليص العراقيين من الطغمة الفااسدة التي تحكمه ), (في خبر لصحيفة واشنطن بوست إن عمليات فرض القانون من قبل الجيش الأمريكي على العراق بالقوة قريبا) , (أمريكا تستعد لتغيير النظام السياسي بعد الانتخابات ) , ( تسريبات لتحركات انقلاب عسكري في العراق) وقبل شهر تقريبا ظهر شخص في فيديو لا يقول من هو طبعا ويدخل عليك يوميا وبدون مقدمات بحلم من أحلام العصافير يرتدي نظارات ويلبس بدلة أنيقة وربطة عنق ويتكلم بلهجة شامية ولا نعرف من هو ولاي جهة تابع وما هو مصدر أخباره , إن تلك الإشاعات يتم نشرها يتم عن طريق الميليشيات لتخدير العراقيين وقد ينشرها حمقى ومغفلين من العراقيين العاديين مصدقين بها ومتعلقين بأذيال الآمال الكاذبة.
- وأساليب الحمقى والمغفلين الأخرى هي قيام أشباه إعلاميين عراقيين في داخل وخارج العراق بمهاجمة النظام السياسي ويقوم النظام السياسي نفسه بتوجيههم ودفع رواتب لهم، ومعظم هؤلاء الإعلاميين يتصفون بالفوضى والصراخ في أسلوب التقديم واستعمال كلمات خارجة عن الأدب، والمستمع لمقابلاتهم لا يفهم شيئا سوى الصراخ والشتائم, ويقوم حمقى المنطقة الغبراء بزرع جواسيسهم في الجاليات العراقية في خارج العراق ويختارون الشخص الجاهل الأحمق للتعرف على ما يدور بين العراقيين وتلعب سفاراتهم في الخارج دورا محوريا بإمكانات مادية وصلاحيات كبيرة لكن في جميع الأحوال الأحمق يبقى احمق ولا يعرف كيف يدير الأمور , والمعارض في داخل العراق حتى لو انتقد النظام السياسي إعلاميا يتم تصفيته جسديا وبذلك نمت معارضة قوية وحذرة في داخل العراق, والمعارضة في خارج العراق يتم دفع رشاوى لها لتسكت لكن الحمقى لا يعلمون إن تلك الأموال سوف تساعد المعارضة لتصبح اقوى.
- وعلى صعيد الوعود الكاذبة فكل رئيس وزراء جديد يتضمن أول خطاباته وعد بإعادة الكهرباء للعراق ويبدأ بجملة: وقعت عقد مع شركة سيمنس الألمانية لإعادة الكهرباء، بالمناسبة قبل شهرين وبالصدفة التقيت في مؤتمر اقتصادي في برلين مع أحد موظفي سيمنس المسؤولين عن العقود وسألته عن حقيقة تلك العقود فأخبرني ليس هناك أي عقد مع الحكومة العراقية منذ أكثر من ثلاثين سنة وهناك عقد صيانة واحد فقط تم توقيعه في بداية فترة محمد شياع السوداني ولم يتم تنفيذه لغاية الإن.
- إن حمقى المنطقة الغبراء بعد التغيرات الكبيرة في سوريا ولبنان والهجمات المتكررة على بلدهم الأصلي (إيران) اخذوا ينافقون كل دول العالم من اجل البقاء في السلطة في العراق، فهذا كبير الحمقى السوداني يرشح الرئيس ترامب لجائزة نوبل للسلام " فهل الرئيس ترامب بحاجة لأحمق فاشل ولص مثل السوداني ليرشحه لجائزة نوبل للسلام"؟ وذاك نوري الهالكي يوعد الأمريكان باستثمارات بالمليارات، فهل الأمريكان عاجزين عن فرض أرادتهم لاستثمارات في العراق ويخافون من ذلك العجوز الأحمق نوري الهالكي؟
- بعد موجة الأمطار والسيول التي اجتاحت العراق ودمرت كل الشوارع التي مرت بها فان حمقى المنطقة الغبراء لم يصدروا تصريحا واحدا حتى المهرجين الذين اشتركوا في مهزلة الانتخابات الأخيرة والذين أعطوا الناس الأف الوعود اختفوا في ظروف غامضة.
- من اجل التخلص من الموظفين العراقيين أصحاب الكفاءة فقد تم إحالة كل موظف بلغ الستين على التقاعد حتى بدون أن اخذوا رايه إذا يريد الاستمرار في العمل أم لا لكن معظم قادة الكتل السياسية قد تجاوزا سن التقاعد وأصبحوا ديناصورات وهذا يفسر كمية الحمق الذي يتمتعون به.
- صفقات الحمقى والمغفلين مستمرة فهذا نور زهير الذي قام بسرقة القرن يعيش حياة المليونيرات في دبي وهذا رافع الرفاعي الذي صدرت عليه أحكام قضائية قامت الميليشيات بإعادته مع حاشية وحماية يزيد عددها على الأف مسلح، وغيره وغيره العديد وهناك قائمة من المتهمين والمجرمين الهاربين بانتظار العودة للمساهمة في عمليات نهب العراق.
- مهزلة الانتخابات والمشاركة فيها أو مقاطعتها صارت فلم هندي قديم فعند تشكيل الحكومة يأخذ كل الحمقى حصصهم حتى المقاطعين منهم للانتخابات لا وبل حتى الخاسرين في الانتخابات، فهل العراقيين حمقى مثل سكان المنطقة الغبراء ليصدقوا إن هناك انتخابات في العراق وليس لعبة حمقى ومغفلين؟
- وأخيرا لعبة التسريبات الصوتية, إن سر تلك التسريبات يكمن في داخل مكاتب قادة الميليشيات حيث يقوم موظفيهم الحمقى بإرسال تسريبات صوتية لاجتماعات مدراءهم الى أشخاص يتفقون معهم في داخل أو خارج العراق لتسريب تلك التسجيلات ونشرها في الإعلام ويقومون بابتزاز مدراءهم ودفع ملايين الدولارات لإسكات الشخص الذي يملك تلك التسريبات حتى لا يقدم شكوى ضدهم أمام المحاكم في داخل أو خارج العراق, فمثلا يدفع نوري الهالكي عشر ملايين دولار يأخذ منها الموظف الذي يعمل لديه والذي سرب التسجيلات الصوتية في مكتبه ثمانية ملايين ويدفع مليونين للشخص الذي استخدمه كأداة للابتزاز, نفس هذه العمليات تقوم بها شركات وهمية لابتزاز الحمقى بأفلام أو أصوات تم دبلجتها أو تركيبها بالذكاء الاصطناعي, لغاية الآن حمقى المنطقة الغبراء لا يعلمون إن المحاكم في كل دول العالم لا تأخذ بالتسجيلات الصوتية كدليل جنائي , إلا في حال تمت التسجيلات من قبل رجال الشرطة لتوثيق الجريمة.
المشهد العراقي يعيدنا فعليا الى زمن ابن الجوزي حين كتب كتابه أخبار الحمقى والمغفلين والعراقيين الذين حكموا الأرض في زمن البابليين وفي زمن العباسيين ليسوا غافلين عما يحدث الآن في بلدهم وأمام أعينهم من مهازل الحمقى القابعين في المنطقة الغبراء، انصح العراقيين بقراءة كتاب أخبار الحمقى والمغفلين.
اللهم احفظ العراقيين من كل سوء عند العقاب في يوم الحوب الأكبر.
بسام شكري
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

1345 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع