علاء کامل شبيب
لاريب من أن رئيس الوزراء نوري المالکي قد فهم تماما معنى برودة الموقف الامريکي و عدم تحمسه"کسابق عهده"للترحيب به و منحه الاهتمام اللازم، لکنه مع ذلك لم يکن في وسعه إبداء مشاعر السخط ازاء ذلك لأنه لايزال يعلم بأن إعتماده على العکازة الامريکية مستمرا و ليس بإمکانه الاستغناء عنها، ولهذا فإنه قد تحمل الدوش الامريکي البارد على أمل عدوم حدوث الاسوأ.
البرود الامريکي و الغضب الاوربي الذي تحمله المالکي رغما عنه و الذي وجده أکبر و اقوى منه، لم يأت إلا بسبب إندفاعه الجنوني وراء النظام الايراني و سعيه الدائم لتلبية مطالبه و أوامره و الذي کلفه الکثير عراقيا و عربيا و دوليا، وجعله موقفه غير طبيعيا و تقليديا مثلما سبب أيضا احراجا ملموسا للعراق على مختلف الاصعدة، وخصوصا عندما قام بالتأثير سلبيا على سمعة العرا ق فيما يتعلق بطريقة تعامله مع أعضاء منظمة مجاهدي خلق المقيمين في العراق و الذين تعرضوا لهجمات عسکرية و صاروخية في منتهى القسوة أودت بحياة العشرات منهم و أصابت المئات الالاخرين، وان هذه القضية بالذات قد وقفت حائلا بين المالکي و الصفقات و الامور التي کان هو بصددها في زيارته الاخيرة للولايات المتحدة الامريکية.
الاحراج الدولي لموقف العراق و التأثير على سمعته الدولية، تطاول آخر من جانب نوري المالکي بحق العراق من جراء عدم إتباعه لسياسة وطنية مستقلة تأخذ مصالح العراق العليا بنظر الاعتبار، خصوصا بعد أن قام المالکي بإبعاد متعمد للعراق عن محيطه العربي و الاقليمي و حصره في زاوية و إطار ضيق يلبي أهداف و أجندة النظام الايراني لوحده، وان الاحداث السياسية الاخيرة المتتابعة إقليميا و دوليا، سارت کلها بإتجاه معاکس للطريق الذي يسير فيه المالکي، ولم يستمع الرجل لکل النصائح و الارشادات و التوجيهات القيمة و المخلصة وانما أصر و بصورة ملفتة للنظر على مواقفه و علاقته بالنظام الايراني، حتى أوصله الامر الى الموقف الحالي الذي باتت مختلف الاوساط السياسية المطلعة تراهن على قرب إنتهاء دوره و مغادرته للساحة السياسية.
طرح سؤال بشأن الموقف الافتراضي الممکن للنظام الايراني من المالکي و هل انه سيبادر الى إنقاذه و إخراجه من ورطته الحالية خصوصا وانه قد قام بفرضه عام 2009، لدورة ثانية کرئيس للوزراء على الرغم من هزيمته أمام خصمه أياد علاوي؟ الاوضاع العراقية و الاقليمية
و الدولية التي کانت سائدة قبل أربعة أعوام تختلف تماما عن الاوضاع القائمة حاليا، کما أن وضع النظام الايراني نفسه ليس کما کان في عام 2009، واننا نعتقد بأن النظام الايراني ليس لن يقدم أي دعم و مساعدة للمالکي فقط وانما سيعمل أيضا على الاتجاه المعاکس و يبحث عن بديل أفضل له(هذا إذا لم يکن قد أعد البديل حقا)، ولاسيما وان الوقت يمضي سريعا جدا و ليس هناك من متسع لإنقاذ رجل سد على نفسه کل المنافذ و الطرق! عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
820 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع