علي لطيف الدراجي
رحل الطاغوت واعشوشبت الأرض بماء الذهب الذي انبجس من عيون الحرية ومسامات القيود والاغلال فكتبت الأنامل بدمائها تباً للماضي المظلم الذي أذاقنا مرارة العيش بملعقة الموت.
ولكن ثمة شبح يلوح بين الفينة والاخرى يحمل في جوانب انيابه شفرة العذاب التي لانزال نرى مشهدها الدامي امام أعيننا.
يمر على رقابنا ورقاب أطفالنا وأهلينا عازما قطع وريد حياتنا التي لاتزال تحتضر على سرير خوفها.
هل سنبقى ننادي متى الخلاص وقد نفضنا غبار الرعب وهذه المرة ننادي من ولماذا.
نريد حقوقنا ، ليس استجداء ، انه حق ومشروع وبصوت عالي نطلبه ، نحن لسنا عبيد ولا حتى اسارى وسيف الشمر الذي مر على نحر إمامنا الحسين(ع) قد قتلنا منذ ذلك اليوم العصيب وماذا لو مر الآن على خاصرة عقولنا.
وماذا لو بتر ساق أقلامنا ، لايهم.
نحن نخدم في بيوت اذن لها ان ترفع ونرتشف في كل حين من سلسلبيل عظماءنا سيدا الصبر إمامينا الكاظمين(ع) نرتشف العطاء والجلال والسؤدد فعلمنا ان حجم الصبر الذي عشناه ونحن نقرأ تاريخ الاباة اكبر من هامات الدهور وابعد من مسافات السجون التي سجدت لأمامنا الكاظم(ع).
نحن نرى آثار الظلم لاتزال شاخصة وخصوصاً في طريق خدمة الإمامين الكاظمين(ع) الذين يرومون فقط ان ينالوا حقهم لا اكثر في ان يكونوا على خط واحد مع أقرانهم في دوائر الدولة ويحولوا على الملاكات الدائمة ويتمتعوا بكافة الحقوق والامتيازات.
حق طبيعي ان نعيش ونشعر بأحقية خدمتنا ووجودنا ولكن ليس من الطبيعي ان نواجه بالرفض والعناد وليس من المنطق ان يغض الاخرون الطرف ويغلقون آذانهم كي لايسمعوا صوتنا وهو ليس كأي صوت انه صوت الخادم الذي يعمل في أقدس واطهر مكان والكل يعرف قيمة الوجود الروحي والقلبي في العتبات المقدسة.
يامن ترفض الحقيقة او تستخف بمن يطرق بابك الناس صنفان اما نظير لك في الخلق او اخ لك في الدين وقناديل العشق الإنساني التي سطرها امير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب(ع) في رسالته العظيمة قد فهمها الغرب وامين عام الأمم المتحدة كوفي عنان اعتبرها وثيقة دولية لانه أحس بقيمة الحكم وأهمية الرعية وكيف يتحدث الحاكم مع المحكومين وتعامل بدقة مع عبقرية النداء العلوي.
فالمتحدث هو الحكيم ابن ابي طالب والمصغي هو مالك الاشتر ونحن الان لانستجدي الرحمة من صاحب القلم والكرسي كي يمن علينا بموافقته ولكن ابصارنا تحاور الزمن ونمني النفس بان يعود قلبك النقي ياسيدي ياابا الحسن وتمرر يدك الحنونه على جباهنا وتمسح عرق خدام أبنائك.
لقد رحل زمن العظماء وذبحت أوداج الحقيقة ولم يعد هناك اشتر اخر يصغي لك.
641 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع