زواج الستر في عهود العهر

 

                                                      

أوصل الظلم والاصرار على حصوله من قبل الحكام، واساليب التعامل معه من قبل المحكومين على اساس الاستخدام المفرط للقوة، في ربيع توهموا او اوهموا انه عربي. أقول أوصل هذا الظلم بعض العوائل السورية الى مرابع اعمامهم في الشمال الافريقي، اقاموا فيه لاجئين او ساعين الى العمل والعيش مثل عباد الله الآخرين، توزعوا على تلك البلدان التي يحاول الاسلام السلفي السيطرة على مقاليد الامور فيها، بينها ليبيا التي لم تنجوا من تبعاته حتى وقتنا الراهن، رغم محاولات تكررت مرارا لبعض عقلائها السياسيين.

واللاجئون عادة ما يحملون معهم هموم العوز الى الاستقرار، والحاجة الى المال دعما وتثبيتا للاستقرار. حاجة بدأت تباشير استغلالها ابشع استغلال، اذا بات يجوب البيوت التي تأوي تلك العوائل السورية المنكوبة على طول ليبيا وعرضها، رجال اغلبهم جاوز الوسط من العمر، يعرضون بشكل مباشر او عن طريق وسطاء، دفعتهم التجارة الجديدة الى تأسيس مكاتب لهذا الغرض، يؤكدون في عروضهم الرغبة في الزواج من العائلة السورية التي تعيش أوهن ايام حياتها، العرض يتركز على البنات المراهقات، يزداد المهر بتناقص العمر عن السادسة عشرة للبنت المطلوبة، والحجة التي يؤسس عليها الراغب بالزواج، هي الستر الذي امر به رب العالمين لعباده المسلمين.

يدعون بطلباتهم الاستغلالية تنفيذ شرع الله، والاسهام باستقرار العائلة في ديار الاعمام، والاهم ستر البنت المبكر قبل الانحراف في سني المراهقة.
لقد وضع هؤلاء المنحرفون أنفسهم، وعلى قلتهم في مقام الافتاء، فحللوا لانفسهم ما تحرمه الطبيعة الانسانية، وأسندوه باحاديث وسير السلف الصالح، بالتزويج المبكر، متجاوزين البيئة وحكم الزمن وضرورات الدين وموقف الانسانية ورأي العالم بهم جزء من الاسلام. فتحولوا من وحوش تفتش عن ضحاياها بين هموم المنكوبين الى مصلحين آدميين همهم ستر الطفلة السورية، والحيلولة دون انحرافها على وفق نظرية التوقعات التي يعيشونها داخل نفوسهم المريضة.
انها باب من الظلم فتحه هؤلاء المتأسلمون، دخلوه، واشغلوا غيرهم من المسلمين في دخوله، سيبقون مشغولين بارهاصاته، يدورون في محيطه الى امد طويل، والعالم الآخر من حولهم يجري سريعا، لا يمكنه التوقف عندما يكونون بمواجهته في مواقف الصراع الابدي، عندها سيدوسهم بدواليب سيارته المسرعة بقوة تعيد لهم الوعي من غفوة الرذيلة الجنسية الساقطة، فلا يجدون مخرجا سوى القول مثل كل مرة يجدون فيها حرجا"انا لله وانا اليه راجعون". والله سبحانه منهم براء.

 7/10/2012

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

489 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع