في أجواء فرقعة إعلامية بائسة ، وفي زمن الثورات العربية وحيث يراق الدم العربي في سوريا على يد سفاح مجرم أشر و نظام عدواني حقير يبدع في إستئصال شعبه وقتل أطفاله و نسائه ،
قام نقيب الصحفيين العراقيين الرفيق المناضل مؤيد اللامي ( قدس سره ) بزيارة القاهرة و بتوشيح السيد محمد حسنين هيكل الصحفي المصري المعروف و رئيس تحرير الأهرام السابق ووزير الإعلام السابق أيضا و أحد كبار صناع الطواغيت و الديكتاتوريين في الشرق التعيس و مفلسف هزيمة حزيران/ يونيو 1967 الكارثية والتي إعتبرها نكسة عابرة وليست هزيمة مخجلة و مدوية و كاسحة مازال العالم العربي لم يتعاف من آثارها و يئن من نتائجها حتى اليوم ! ، بوسام الصحافة العراقية تثمينا لدوره في الصحافة العربية كما قال ! و هنا أسأل الرفيق اللامي: هل قرأ سيادته و تمعن في كتابات هيكل حول الشأن العراقي تحديدا ؟ وهل له إطلاع حقيقي على الآراء و النظريات الهيكلية التي دافعت كثيرا عن نظام صدام حسين وبررت حروبه و غزواته والذي إعتبره منذ البداية بمثابة ( قيادة عربية شابة من نوع جديد )!! وهذه عباراته و ليست عباراتي ؟ وهل أتيحت للسيد نقيب الصحافة العراقية وهو اليوم يحظى بمدح و تمجيد جمهرة من المنافقين الإعلاميين المزيفين في العراق من الباحثين عن الأعطيات و قطع الأراضي فرصة الإطلاع على كل ما نشره هيكل من روايات خيالية و احاديث وهمية و تصورات مثيرة للسخرية حول الوضع العراقي ؟ هل قرأ كتاب ( سنوات الغليان ) ومافيه من أكاذيب و أوهام و فبركة تحير الأذهان ؟ وهل علم اللامي بالدور التسويقي الكبير الذي لعبه هيكل لصالح الأنظمة الإرهابية في العراق و سوريا و ليبيا وعن رواياته الخيالية وغير المدعومة بالشهود والتي تتناول الأموات من القادة وليس الأحياء و عن أحداث خطيرة حدثت في العالم العربي كمثل قوله بأن الرئيس الراحل أنور السادات هو الذي سمم الرئيس جمال عبد الناصر بفنجان قهوة عمله له بنفسه في جناحه بفندق هيلتون القاهرة في مؤتمر قمة 1970 والذي توفي بعده عبد الناصر مباشرة ؟ رغم أن هيكل ماغيره كان هو من وقف مع السادات ضد جماعة عبد الناصر الذين هم جماعته و الذين أسماهم مراكز القوى في مايو 1971 وهم علي صبري و سامي شرف و شعراوي جمعة و الفريق محمد فوزي و ضياء الدين داود وغيرهم من أهل الولاء الناصري؟ فهل سمع نقيب الصحافة العراقية بهؤلاء ؟ إنني أشك طبعا في ذلك و أجزم بأن سيادته لايعرفهم فضلا عن أن يسمع بأسمائهم ؟ ثم أليس هيكل ماغيره هو من وقف مع السدات لأنه كان الورقة الأربح وكتب بنفسه التوجيه الستراتيجي لحرب أكتوبر 1973 قبل الخلاف الشهير معه و الذي أدى لإبعاده عن معقله في الأهرام في فبراير 1974 مما حمله فيما بعد على الإساءة للسادات بعد مصرعه ووصفه له في كتاب ( خريف الغضب ) بالعبد الأسود!!! ؟ لا أدري الكيفية والدلالة التي تفضل بها نقيب الصحافة العراقية لتوشيح السيد هيكل بذلك الوسام العراقي الذي لايحتاجه هيكل أصلا و الذي هو في النهاية ليس سوى دليل على جهل نقيب صحافة العراق وعدم متابعته و تحريه بما كان يكتب هيكل و ( يخربط ) من لغو الكلام وهو لغو سأعود لتوضيحه لاحقا في مقالات قادمة للسيد النقيب حفظه الله ذخرا للمنافقين وماسحي الجوخ في صحافة أهل اللطم و التطبير العراقية المعاصرة ( قدس سرها )... فعلا من لا يعرف أعطى لمن لا يستحق ؟ لو كان السيد النقيب مؤيد اللامي قد قرأ مؤلفات هيكل كاملة حول حرب الخليج و ما يتفلسف به حاليا حول النظام السوري لما أقدم على التوشيح و لكن من الواضح إن النقيب يلجا للإستعراض الإعلامي و الفرقعة الإعلامية و توزيع الأوسمة و أنواط الشجاعة وصرف الأعطيات صنعا للشهرة و التميز في ظل موجات متدفقة من النفاق الإعلامي الرخيص و تنطع عدد من الأغبياء ليمثلوا الصحافة العراقية بعد أن أضحت الصحافة في العراق مهنة من لا مهنة له !.. توشيح السيد هيكل الذي شفط من قناة الجزيرة ملايين الدولارات ثمنا لأحاديث ( خرط ) سبق أن سطرها في كتبه السابقة يمثل إهانة للصحافة العراقية و لا يضيف شيئا لأمجاد السيد النقيب الذي يبدو أنه قد قرر أن يكون السيف.. و الراية.. و الفكر.. و العقيدة... فهل من المعقول أن تكرم الصحافة العراقية كاتبا عرف بتسطير مختلف روايات الكذب و التلفيق عن العراق و شعبه و كان عونا للديكتاتور الذي كان ؟، و أقول للسيد الرفيق و الصديق مؤيد اللامي أيده الله و سدد خطاه بأنك إن كنت لا تدري فتلك مصيبة.. و إن كنت تدري فالمصيبة أعظم... و سلامتك من الآه....؟
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
377 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع