من هو مؤسس وكالة رويترز للأنباء؟؟؟
بول رويتر بدأ نقل الأخبار بخدمة الحمام الزاجل
ولد بول رويتر في 21 يوليو/ تموز 1816 في كاسيل في ألمانيا،عمل في صغره كاتباً في مصرف عمه في جوتنجن بألمانيا .
وفي البنك، تعرف بول إلى كارل فريدريتش جوس، وهو رياضي وفيزيائي شهير ورائد في تطبيق النظرية الرياضية على الكهرباء والمغناطيسية . عمل جوس في جامعة جوتنجن استاذاً ومديراً للمرصد، وكان يجري بعض التجارب على التلغراف الكهربائي . وأصبح بول رويتر في ذلك الوقت شديد الاهتمام بتقنية البرقيات، وبدأ يفكر في كيفية استخدام هذه التكنولوجيا الجديدة لتحسين الاتصالات حول العالم
في أكتوبر/ تشرين الأول عام ،1845 انتقل رويتر إلى إنجلترا، ثم عاد إلى ألمانيا مرة أخرى وأصبح في عام 1847 شريكاً في محل لبيع الكتب في برلين أطلق عليه اسم “رويتر أند ستارجارد”، وانضم بعد ذلك إلى شركة نشر صغيرة . قام رويتر بنشر العديد من الكتيبات السياسية التي بائت بغضب السلطات الألمانية . فاضطر للسفر إلى باريس تحت ضغط القادة في ألمانيا في عام 1848
وفي باريس، بدأ رويتر ترجمة الصحف والمقالات التجارية إلى الألمانية ثم إرسال مقتطفات قصيرة إلى ألمانيا . ولكن سرعان ما فشلت هذه الوكالة الإخبارية الصغيرة بعد مرور عدة أشهر وذلك بسبب القوانين الصارمة التي كانت تفرضها الحكومة الفرنسية آنذاك . فعمل بول رويتر مترجماً لدى وكالة الأنباء “هافاس”
وبحلول عام ،1850 عاد رويتر إلى ألمانيا حيث أسس وكالة أنباء أخرى . وفي ابريل من نفس العام، أبرم رويتر اتفاقية مع هنريك جيلر للبدء في خدمة الحمام الزاجل لنقل الاخبار وأسعار الأسهم بين أشن (حيث توجد وكالة الأنباء وتنتهي خطوط التلغراف الألمانية) وبلجيكا . وعلى الرغم من أن هذه الخدمة أطلق عليها في هذا الوقت اسم “بريد الحمام”، إلا أن رويتر قد استخدم الإرسال التلغرافي المركزي والحمام الزاجل . واستمرت الخدمة لعام كامل حتى تم سد الفجوة في الإرسال بين البلدين..
وفي يونيو/ حزيران من عام 1851 انتقل رويتر إلى لندن مع اسرته، وحصل على الجنسة البريطانية . وفي أكتوبر من نفس العام، أنشأ رويتر مكتباً للتلغراف بالقرب من بورصة لندن . ومن هذا الموقع بدأ رويتر نقل أسعار سوق الأسهم بين لندن وباريس باستخدام كبل التلغراف الجديد كاليه-دوفر تحت القنال الإنجليزي . ومع إدراكه بالحاجة لخدمة إخبارية، قضى رويتر السنوات السبع التالية في العمل الشاق لبناء الوكالة وذلك للترويج لخدماته إلى الصحف . وكان عمله في بداية الأمر مقتصراً على البرقيات التجارية، ولكن في عام ،1858 استطاع إقناع “لندن تايمز” والعديد من الصحف الإنجليزية الأخرى بالاشتراك في الخدمة التي يقدمها ونشر الأخبار التي يرسلها . وما لبثت وكالة الأنباء التي أسسها وأطلق عليها اسم “رويترز” أن أصبحت مصدراً رئيسياً لا غنى عنه في الصحافة البريطانية..
تمكن رويتر سريعاً من بناء سمعة قوية لخدمته من خلال نقل العديد من الأخبار الحصرية التي انفرد بها . ففي عام ،1859 نقل رويتر نص خطاب نابليون الثالث قبل الحرب النمساوية الفرنسية في إيطاليا . بالإضافة إلى ذلك، قامت الوكالة بتوسيع خدماتها لتشمل جميع الصحافة البريطانية . وأدى النجاح الذي حققه رويتر إلى جذب انتباه أعلى مستويات في الحكومة، حيث تم تقديم رويتر إلى بلاط الملكة فيكتوريا على يد رئيس الوزراء آنذاك، اللورد بالمرستون في عام 1861
وفي ابريل من عام ،1865 أصبحت رويترز أول وكالة أنباء تنقل خبر اغتيال الرئيس الأمريكي إبراهام لينكولن في الولايات المتحدة إلى الجماهير الاوروبية . وفي العام ذاته، تمكن رويتر من افتتاح مكتب للوكالة خارج أوروبا في مدينة الإسكندرية المصرية . ومع الانتشار الكبير الذي حققته الوكالة، قام رويتر بمد كابلات التلغراف على امتداد بحر الشمال حتى وصلت إلى ألمانيا وفرنسا . ثم بدأت الوكالة بعد ذلك بتقديم خدماتها في الولايات المتحدة . وفي عام 1872 وصلت الوكالة إلى الشرق الأقصى، ثم امتدت خدماتها في عام 1874 حتى وصلت الى أمريكا الجنوبية
وبعد نمو صناعة نقل الاخبار، وجد رويتر نفسه في صراع مع منافسين اثنين، هما وكالة “هافاس” الفرنسية و”ولف” الألمانية . ومع ذلك، تمكن رويتر من التوصل إلى اتفاق مع الوكالتين بخصوص قواعد تبادل الأخبار العالمية من خلال تقسيم الأقاليم فيما بينهم، وهو الأمر الذي سمح لوكالة رويترز ووكالة هافاس ووكالة ولف بالسيطرة الحصرية على بلدانهم، بالإضافة إلى اجزاء أخرى من أوروبا وأمريكا الجنوبية تم تحديدها لكل وكالة . واحتكرت الوكالات الثلاث صناعة الأخبار لسنوات عديدة بعد ذلك
حول رويتر الوكالة الإخبارية إلى شركة مساهمة وعمل مديراً إدارياً فيها حتى عام 1878 حين بلغ سن التقاعد وقام ابنه هربرت بشغل مكانه
وبعد بلوغه سن التقاعد وضع رويتر مذكرة وزعت على جميع المراسلين والصحافيين أرسى فيها قواعد نقل الأخبار التي تتبعها وكالات الأنباء العالمية حتى يومنا هذا
توفي رويتر في 25 فبراير/ شباط 1899 في مدينة نيس الفرنسية . واستمر نجاح شركته بعد وفاته وتمكنت من تحقيق انتشار أوسع في جميع انحاء العالم واكتساب مكانة كبيرة بين وكالات الأنباء المختلفة . وقد احتفلت وكالة أنباء رويترز في 25 فبراير 1999 بالذكرى المئوية لوفاة مؤسس الوكالة من خلال إطلاق جائزة جامعية في ألمانيا
687 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع