حكاية الكبابچي ونوري باشا السعيد
يذهب المرحوم نوري باشا صباح كل يوم الى مكتبه ليكون أول الموجودين في مبنى الوزراء .. يسلك الطريق ذاته كل يوم ،من دون تغيير ،حيث كانت العاصمة بغداد محدودة الطرق الرئيسيه .. على الطريق محل صغير لبيع الكباب ،صاحب المحل يقف ينتظر الباشا كونه يعرف توقيتات مروره ،عند مرور الباشا ،يصرخ الكبابچي ويصيح بأعلى صوته ( شاتما،لاعناً ،بكلمات نابيه ) والمرحوم نوري السعيد لم يعر لذلك أي إهتمام .
تكررت الحاله هذه دوما ،مما أضطر الباشا للتحري عن هذا الشخص الذي إعتاد تكرار الكلام ،وأعتقد أن لديه مشكلة مظلومية يراد حلها ؟
وصل الخبر الى الباشا أن هذا العامل رجل بسيط ليست له خلفية سياسية ولاتوجد لديه أية مشكله...
أمر نوري السعيد بحضور الكبابچي الذي يشتمه لغرض حل مشكلته .
قال الباشا له :
ليش توگف بدربي وتسبني ؟؟؟؟
أجاب الكبابچي ...
باشا أستلم يوميا (٢٥٠) فلس أجرة عملي وأنا صاحب عائلة كبيرة والمبلغ لايكفيني، وينفس الوقت لم أستطيع أجمع منها لغرض أن أتزوج ،وأخبروني بعض الأصدقاء أن السجين السياسي تصرف له الحكومة يوميا (٤٠٠) فلس مع الأكل مجانا...
قلت :
أبادر أن أشتم رئيس الوزراء عسى أن يسجنني وأكون سجينا سياسيا لاستلم أكثر مما اخذه ،وأجمع مبلغا من المال كي أتزوج !!!!
قال له الباشا ضاحكا ضحكته المعتادة :
خذ هذه الخمس دنانير من مالي الخاص هدية لك وعد الى عملك..
مر الباشا في اليوم الثاني من الطريق ذاته وفتح باب نافذة السياره وقال له :
( لو طگ روحك ماأسجنك ) مع ضحكة لطيفة
تعليق مجلة الگاردينيا
القصة كما رويت لنا ،لكن فيها عبر ودروس هي :
التسامح ،المحبة ،رعاية المجتمع وهموم الناس ،الكرم ،القانون ،والكثير من الدروس التي يعرفها قراء المجله ...تمتعوا بالقصه عسى أن تنال رضاكم ،ومن الله التوفيق
مع تحيات رئاسة التحرير
1281 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع