الساعاتي قادر ملا طيب /سيرة وذكريات
السليمانية/ الگاردينيا:يعتبر شارع مولولي في السليمانية الشريان الرئيسي في المحافظة وذلك لكثرة المحلات والمطاعم وما يحتاجه الفرد من أمور شخصية أو عائلية ،وقررت ذات يوم أن أعيد ذكريات أيام الزمن الجميل وأن أتجول في الشارع ،ومصادفة تذكرت العم قادر الساعاتي ودكانه الصغير لبيع وتصليح الساعات القديمة ومنها القليل الحديثة ،فوجدته وسط المكان الذي قررت أحاوره ،نعم هذا هو :
العم قادر ملا طيب !!!
المحل قديم لايتجاوز حجمه سوى متر ونصف وقبل الحوار معه لابد أن يعود بنا الزمن الى تاريخ الساعات أيام زمان …
موجز عن تاريخ آلات قياس الوقت
استُخدِمَت العديد من الآلات لقياس وتتبع الوقت عبر آلاف السنين. فقد اعتمد الإنسان على النظام الستيني لقياس الوقت منذ نحو ألفي سنة قبل الميلاد، وقد قسّم المصريون القدماء اليوم إلى فترتين كل منهما 12 ساعة، واستخدموا المسلات الكبيرة لتتبع حركة الشمس. كما طوروا الساعات المائية، والتي يرجح أنها استخدمت للمرة الأولى في فناء آمون-رع، ومنها انتشرت إلى خارج مصر، حيث استخدمها الإغريق، وأطلقوا عليها اسم clepsydrae.ويعتقد أن الصينيين في عهد أسرة شانغ قد استخدموا أيضًا الساعات المائية في نفس الفترة، نقلاً عن بلاد الرافدين. تتضمن آلات قياس الوقت القديمة أيضًا، الساعة الشمعية التي استخدمت في الصين واليابان وإنجلترا والعراق،والمزولة التي انتشرت على نطاق واسع في الهند والتبت وأجزاء من أوروبا، والساعة الرمليةوفكرتها مشابهة لفكرة الساعة المائية.
اعتمدت أقدم الساعات على الظل الناتج عن سقوط أشعة الشمس على الأجسام، والذي كان الاعتماد عليه غير مُجدي في الجو الغائم أو في الليل، كما كان يتطلب إعادة المعايرة مع تغير الفصول(وذلك عندما يصبح مؤشر الساعة الشمسية غير متطابق مع محور الأرض). أما أقدم ساعة معروفة تستخدم تقنية ميزان الساعةالمدفوع بقوة المياه، والذي ينقل طاقة الدوران إلى حركة متقطعة تناوبية[1]، فتعود نشأتها إلى القرن الثالث قبل الميلاد في اليونان القديمة، وفي القرن العاشر الميلادي، اخترع المهندسون الصينيون ساعات تستخدم تقنية ميزان الساعة المدفوع بتساقط الزئبق بديلاً عن الماء، وفي القرن التالي، صنع المهندسون المسلمون ساعات مائية تدور بالمسننات.
أما الساعات الميكانيكية التي استخدمت تقنية ميزان الساعة ذي القضيب، فقد اخترعت في أوروبا في بداية القرن الرابع عشر الميلادي، والتي ظلت أكثر آلات قياس الوقت شيوعًا حتى اختراع الساعات الزنبركية وساعات الجيب في القرن السادس عشر الميلادي، ثم اختراع الساعات البندولية في القرن السابع عشر الميلادي. وفي القرن العشرين، اخترعت المتذبذبات البلورية
ثم الساعات الذرية. وبالرغم من أن الأولى استخدمت أولاً في المعامل، إلا أنه نظرًا لدقة المتذبذبات البلورية وسهولة تصنيعها، فقد استخدمت في ساعات اليد. وتعتبر الساعات الذرية الأكثر دقة على الإطلاق أكثر من أي آلة قياس وقت أخرى، لذا فهي تستخدم لمعايرة الساعات الأخرى، كما يعتمد عليها في التوقيت الذري العالمي والتوقيت العالمي المنسق.
-----------------
بعد ذلك قررت أن أعيد ساعات الزمن الى الماضي البعيد الذي كان فيه الفرح مميز وفيه الحزن وحيد لأحاور مع العم قادر ونعيد ذكريات أيام الزمن الجميل :
التقته الكاردينيا وكان هذا الحوار:
*منذ متى وانتم في هذه المهنة؟؟
انا مولع بتصليح الساعات منذ نعومة اظفاري حيث والدي المرحوم ملا طيب كان من اشهر مصلحي الساعات في قضاء جمجمال ، كنت اتواجد معه في محله وبمرور الزمن تعلمت المهنة.
منذ عام 1975 افتتحت محلي في السليمانية واصبحت اعمل لنفسي الى اليوم.
* كيف نقارن بين عمل الأمس واليوم؟؟
الفرق كبير ، في الماضي كان العمل أكثر بسبب عدم وجود التكنلوجيا اليوم فالجميع كانت تعتمد على الساعات اليدوية لا هواتف نقالة ولا غيرها.
*هل تتذكرون ماركات الساعات في الماضي؟؟
نعم كانت اغلب الساعات متينة وسويسرية الصنع مثل:سور، اولما، جوفيال ،نيفادا ، لوجين ..الخ عدى الساعات اليابانية.
* من اين كنتم تشترون ادوات الساعات؟؟
كنا نشتريها من بغداد عمارة رأس القرية في شارع الرشيد.
* أرى القليل من مصلحي الساعات في المدينة؟؟
صحيح السبب الرئيس قلة الشغل و ارتفاع الأيجارات.
*وماذا عن والدكم المرحوم؟؟
المرحوم كان مختص بتصليح الساعات الألمانية والساعات الكبيرة
*هل صادفتم امور جديرة بالذكر؟؟
نعم صلحت ساعات ثمينة مقابل مبالغ محترمة حتى اصحابها كانوا مندهشين وألاخر لدي ساعات صلحتها منذ سنين واصحابها لم يعودوا لكنني سأحتفظ بها الى اخر يوم في حياتي.
*هل تعاملتم مع شركة الأجهزة الدقيقية كوكيل؟؟
مع الأسف كانت تلك الأيام أيام الخير بالنسبة لمهنتنا حيث كانت ارباحنا محترمة جراء التعامل مع الشركة المذكورة بسبب جودة الساعات حيث ماركات عالمية وارباحنا..
*هل لكم كلمة اخيرة؟؟
• شكرا لزيارتم وأود القول:للأسف هذه المهنة ككثير من المهن الأخرى في طريقها الى الزوال وهكذا هي الدنيا لاشىء يدوم للأخير..
ونحن نشكرك يا عم قادر الساعاتي مع تمنياتنا لكم بادوام الصحة.
3912 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع