أيهما يغلب كيد النساء أم كيد الرجال؟!
يقال أن المرأة إذا أحبت استخدمت قلبها وإذا كسر قلبها تريد الانتقام على الفور تستخدم عقلها (ذكائها) بما يسمى كيد النساء.
أيهما يغلب كيد النساء أم كيد الرجال؟!تروى قصة بها الكثير من العبر والمواعظ عن امرأة تحلت بالذكاء والفطنة، تشاء الأقدار أن تتزوج برجل أيضا له الحظ الأوفر من الذكاء والفطنة مثلها، ومن أول يوم بزواجهما كانا يتباريان في أيهما أذكى وأفطن من الثاني، تارة يفوز الزوج وتارة تفوز الزوجة، ودامت حياتهما على هذا المنوال لفترة طويلة.
وكان للزوج صديق مقرب إليه للغاية، كان بائعا للقماش وبكل يوم بعدما ينهي عمله الزوج يذهب ليتسامر مع صديقه بمكان عمله ويتبادلان أطراف الحديث سويا، ومما اشتهر به ذلك البائع حبه الشديد لزوجته، لقد كان يحبها بصورة غير طبيعية، كان دائم ذكرها لصديقه مما جعله بكل يوم يعود لزوجته ويخبرها كم يتمنى أن تكون مثل زوجة صديقه بائع القماش.
اغتاظت الزوجة كثيرا من حال زوجها معها، لذلك عقدت معه اتفاق أنها قادرة على زرع الشك داخل قلب صديقه تجاه زوجته التي لا يرى مثلها، وعندما استهزأ الزوج بحديثها، صار اتفاقها بأنها ستجعله يطلقها لا ليشك به فقط؛ اتفقا كلاهما وأنها ستفعل ما قالته، وهو أيضا لديه الحق في أن يجعل صديقه ثابتا على موقفه تجاه زوجته، وأيهما يتفوق على الآخر يشهد بذكائه الثاني، وأنه في حال تغلبت عليه لا يذكر سيرة زوجة صديقه أمامها مطلقا.
على الفور ذهب الزوج لصديقه، وتعمد في ذلك اليوم التحدث في الآية القرآنية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)، وكأنه يلمح إليه ألا يقع في شرك زوجته وما تنوي فعله معه؛ كان البائع رجلا متسامحا ذا دين وخلق رفيع، لذلك لم يشك الزوج لحظة في ضعف صديقه أمام كيد زوجته.
ذهبت الزوجة متخفية حتى لا يتعرف عليها صديق زوجها لمكان عمله، وكأنها امرأة عادية لا تريد سوى شراء قطعة من القماش؛ طلبت منه شراء أجمل وأغلى قطعة قماش عنده إذ أنها تريد شرائها لعشيقة ابنها المتزوجة!
اغتم حال الرجل فبطبيعته متدين ولا يقبل ما يغضب الله، لذلك باعها قطعة القماش على امتعاض شديد، وسألها: “وكيف يحق لابنكِ أن يفعل الفاحشة وأيضا مع امرأة متزوجة؟!”.
المرأة: “إنه يحبها ويعشقها، ويفعل ما يفعله معها برضاها وليس رغما عنها؛ إنها تشكو من طول غياب زوجها وانهماكه بالعمل لساعات طويلة، كما أنها مازالت يافعة وتحتاج من يدللها ويحتويها”.
باعها قطعة القماش ولا يطيق وجودها عنده، انصرفت الزوجة منطلقة على الفور لزوجة صديق زوجها، ولكنها على طبيعتها، ادعت أنها تريد لقائها والمسامرة سويا، وبالفعل جعلت زوج صديق زوجها منهمكة في إعداد الطعام والشراب لأجلها، فقامت بوضع قطعة القماش بنفس المكان الذي يضع به زوجها ملابسه عند العودة من عمله حتى يتسنى له رؤيتها بوضوح تام.
كان الزوج يشاهد زوجته وأفعالها من بعيد لبعيد، وينتظر خسارتها لثقته التامة بصديق عمره وبمدى تريثه؛ وعندما عادت المنزل سألها عن خطتها أخبرته أن عليه الانتظار حتى الصباح.
وبالفعل فور عودة بائع القماش من عمله، وجد قطعة القماش نفسها التي ابتاعها في الصباح للمرأة التي كرهها على الرغم من عدم معرفته لها، وجه أصابع الاتهام لزوجته وكلمة منه على كلمة منها، كانت النتيجة الطلاق والتفريق بينهما.
وفي الصباح الباكر ذهب الزوج لصديقه البائع على غير عادته، فوجده مهموم القلب حزينا، وعندما سأله عن سبب حزنه أخبره بما حدث بينه وبين زوجته؛ عاد على الفور لزوجته ليشعرها بالذنب تجاه ما فعلت بصديقه وزوجته؛ أخبرته ألا يقلق حيال ذلك، ولكن عليه أولا أن يعترف بمدى ذكائها، وبالفعل وافق الزوج على شرط زوجته.
ارتدت الزوجة ملابسها، وتخفت كالمرة السابقة وذهبت للبائع تريد شراء قطعة قماش أخرى، سألته إذا كان متذكرها أم لا؟؛ لم يرد البائع الحديث معها ولا البيع، ولكنها أخبرته أنها أثناء عودتها للمنزل خشيت أن تفوتها الصلاة لذلك طرقت على باب في طريقها، فخرجت من داخله امرأة طيبة القلب صالحة، وهناك بمنزلها نسيت قطعة القماش واستحت بالطبع أن تستعيدها، لذلك تركتها ولم تطالب بها لكرم أخلاق مالكة المنزل وحسن تصرفها معها، والآن تريد شراء قطعة غيرها.
على الفور عاد الزوج وطلب السماح من زوجته، وعادت حياتهما لطبيعتها، واكتشفا بطبيعة الحال خطة زوجة صديقه، فطلب منه ألا يتبارى معها مجددا لذكائها الفائق وكيدها.
1021 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع