جاءت من محافظة الشرقية إلى القاهرة لتحترف الغناء ولتصبح منيرة المهدية أول ممثلة ومطربة مصرية تثور على «الحرملك» وتغني على المسرح بدلًا من الشاميات واليهوديات.
ومن مسرح الشيخ سلامة حجازي انطلقت منيرة تشدو بصوتها العذب الذي جذب إليها الجميع، وبنجاحها الفريد افتتحت مقهى للغناء أسمته «نزهة النفوس» وكونت فرقة أسمتها «الممثلة المصرية» وتربعت على عرش الأغنية المصرية في العشرينيات بلا منازع، وقدمت للعديد من كبار ملحني عصرها مثل: سيد درويش والنجريدي وسلامة حجازي وغيرهم أشهر أغنياتها «أسمر ملك روحي»، «تعالي بالعجل»، «وبعد العشا يحلي الهزار والفرفشة».
ومع نهاية عام 1929 وقعت أزمة مالية عالمية، سببت ركودًا في المجال الفني ولم تتغير الأحوال إلا في منتصف الثلاثينيات، ولكن بمقاييس مختلفة لم تكن تفقهها «السلطانة» وأدركتها أم كلثوم، تلك الفتاة الريفية التي جاءت بتغيير جذري للأغنية المصرية.
تقدُم منيرة المهدية في العُمر وتدخينها «الشيشة» أثرا بالسلب على طبيعة صوتها وعلى أدائها الأدوار الموسيقية، لذلك قررت الاعتزال والابتعاد عن الأضواء بإرادتها الحرة بعد أن قدمت للسينما فيلمًا وحيدًا هو «الغندورة» عام 1935.
ولكنها عادت مجددًا عام 1948 ونظمت حفلة غنائية، غير أنها لم تلق النجاح ذاته، فابتعدت تلك المرة بشكل نهائي حتى رحلت في 11 مارس عام 1965.
669 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع