"حب في الداخلة" فيلم مغربي يحصد الجائزة الكبرى في ساحل العاج

من الفيلم المغربي الفائز "حب في الداخلة" (ملف الفيلم)

ملخص
فيلم مغربي جديد يحصل على جائزة "سيزانغ الذهبية" في المهرجان الأفريقي للسينما والوسائط السمعية البصرية في ساحل العاج ويعالج موضوعات نفسية واجتماعية ويعيد الاعتبار إلى الفضاءات الطبيعية بالصحراء المغربية

الأندبيندت/عبد الرحيم الخصار:فاز الفيلم المغربي "حب في الداخلة" بالجائزة الكبرى للمهرجان الأفريقي للسينما والوسائط السمعية البصرية في ساحل العاج "فاكاص". Le Festival Africain du Cinéma et de l'Audiovisuel des Savanes (FACAS). ويعد أول عمل سينمائي طويل يتم تصويره بالكامل في مدينة الداخلة التي تقع في الصحراء المغربية، على بعد 1700 كيلومتر من العاصمة الرباط.

ويحتفي فيلم "حب في الداخلة" لمخرجه خالد الإبراهيمي بجماليات المكان، إذ تلتقط الكاميرا مشاهد متنوعة تعكس خصوصية الطبيعة الصحراوية، فضلاً عما يتميز به أهل الصحراء من سمات اجتماعية وإنسانية.

يحكي الفيلم قصة شابتين سافرتا إلى الصحراء بحثاً عن التوازن الروحي، وهرباً من ضغوط نفسية واجتماعية وصحية. ماجدة تعيش حالة تعافٍ من مرض السرطان، وتبحث عن ظروف مساعدة على الخروج من هاته المحنة الصحية، وستجد في المزارات والزوايا الصوفية ملاذاً لها، وحسناء تحاول الخروج من تجربة اجتماعية سيئة، إذ عاش محاولة احتيال ونصب من طرف زوجها الذي سعى إلى الاستيلاء على ممتلكاتها. وستشغل نفسها برياضة الركوب على الأمواج.

حاول فيلم الإبراهيمي أن يجمع بين التحولات النفسية التي تعتمل باستمرار في داخل الإنسان، وبين ما يتيحه الفضاء المحيط به من اقتراحات جمالية. كأنما يريد "حب في الداخلة" أن ينبهنا إلى أن الضيق الإنساني تقابله شساعة في المكان ينبغي استثمارها باعتبارها علاجاً لأزماتنا العابرة. كتب السيناريو عبدالإله الحمدوشي وشارك في التمثيل نخبة من الممثلين والممثلات من بينهم: فاطمة الزهراء بلدي، وغيثة برادة، ويوسف بنحيون، وطه بنعيم، ويوسف بلدي، ومحمد بوشايت، والحبيب لوديكي، وغالي كريميش. وتم إنتاج الفيلم بدعم من المركز السينمائي المغربي.

اللافت أن الفيلم المغربي حصد جائزة "سيزانغ الذهبية" في غمرة منافسة بين عدد كبير من الأفلام القارية، فقد تبارى على جوائز المهرجان 54 فيلماً من أفريقياً، بينما قدم ستة أفلام خارج المسابقة.

احتفاء بالثقافة الأفريقية

يعد مهرجان فاكاص الذي ترعاه وزارة الثقافة والفرانكفونية بساحل العاج، من المهرجانات الحديثة بالقارة السمراء. فالدورة التي اختتمت أخيراً هي دورته الثانية. وترى إدارة المهرجان أن السينما الأفريقية أكثر من مجرد تعبير فني، فهي رافعة قوية للحوار وتعزيز الهوية والتقريب بين الشعوب. وقد حملت الدورة الجديدة شعاراً دالاً هو "السينما وسيلة للتماسك الاجتماعي". بالتالي يتجاوز المهرجان إطاره التقليدي، ليشكل جزءاً من دينامية تجمع الثقافة المحلية وترسيخها.

ويهدف المهرجان إلى تعزيز الحضور الثقافي الأفريقي عبر الشاشة الكبيرة وما يرافقها من وسائط سمعية وبصرية، ويولي الأهمية للأعمال التي تتخذ من الخصوصية الأفريقية والقضايا الداخلية موضوعاً لها. وفضلاً عن الاهتمام بالأفلام الطويلة والقصيرة المنتجة داخل القارة السمراء، يدعم المهرجان الأفلام الوثائقية التي تعمل على إبراز التنوع الثقافي والاجتماعي والثراء السياحي بأفريقيا. وقد صرحت مديرة المهرجان سيلوي سيتا بأن هذه التظاهرة تعمل على معالجة النقص الحالي في الوعي بمهنة السمعي البصري، التي تعد مصدراً حقيقياً للنقد الأجنبي، وقناة فعالة لتعزيز الثقافات الأفريقية. كما أن المهرجان، وفق مديرته، يعمل أيضاً على تشجيع المواهب الشابة التي تتبنى الفن السابع، وتؤمن بأنه أداة للتنمية الثقافية والاقتصادية.

سينما مغايرة

في تصريح خاص لـ"اندبندنت عربية" يرى المخرج والناقد المغربي عبدالإله الجوهري أن "حب في الداخلة" تجربة سينمائية جريئة على المستوى الإنتاجي والفني، وكذلك على مستوى التسويق للصحراء المغربية كفضاء للهرب نحو الهدوء والسعادة المشتهاة.

يقول الجوهري: "هذا الشريط، مغامرة ركبها المنتج زين العابدين شرف الدين، لأن الذهاب بعيداً نحو الجنوب يتطلب إمكانات معتبرة من حيث النقل، نقل المعدات وكل العاملين فنياً وتقنياً، وهذا مكلف مادياً لا يجرؤ المنتج المغربي عامة على تحمله مما يقتصر التصوير الفيلمي المغربي في الصحراء، غالباً، على مناطق قريبة نسبياً، ورزازات والراشيدية، بالتالي لا يمكنني كسينمائي وناقد متتبع إلا رفع القبعة لهذا الإنتاج المغامر".

"الإخوان" فيلم مغربي "ساخر" يثير الأسئلة
ومن حيث تيمات الفيلم يرى الجوهري أنه تفوق من حيث الطرح الفكري، إذ تمت معالجة قضايا تتعلق بالروح وعلاقتها بالجسد، والسعادة والشقاء، والعلاقات الإنسانية في تجلياتها المختلفة. أما فنياً فالمخرج خالد الإبراهيمي تفوق في ضبط إيقاع المعالجة وسبر أغوار الصحراء وحملنا نحو متاهات ومفازات الكثبان وهي تؤثر في التحول الذي تعرفه الشخصيتان الرئيستان من الحزن والبؤس نحو الفرح الغامر بحب الآخر والمكان.

يضيف الناقد المغربي: "لعل قوة الشريط الأساسية، انطلاقاً مما سبق، هو التوظيف الجيد لثنائية البحر والرمل، ومنح الأمكنة قوة الجمال والبهاء، على رغم أنها جميلة وبهية طبيعياً. فمدينة الداخلة، ومن خلال هذا الشريط، تؤكد أنها تملك من المقومات الطبيعية والتراثية ما يمكن أن يجعل منها قبلة حقيقية للتصوير السينمائي، وما يؤكد هذا الأمر استقطاب المشاريع الإنتاجية السينمائية العالمية واستثمارها لفضاءات مغربية تشكل هذه الحاضرة الصحراوية سرتها وسرها الغارق في نور وسحر الجمال".

وعن قيمة الفيلم وقيمة الجائزة الممنوحة له يقول الجوهري: "حصول الفيلم على جائزة رفيعة بمهرجان سينمائي أفريقي كبير يمنح الثلاثي (السيناريست عبدالإله الحمدوشي والمنتج زين العابدين شرف الدين والمخرج خالد الإبراهيمي) الواقف خلف نجاحه صدقية الفعل وتحقيق سينما تشبهنا، سينما جميلة بعيدة من سينما البؤس والأزقة الخلفية الغارقة في مشكلات اجتماعية فجة".

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

881 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع