من ألرشيف..سوق في العاصمة بغداد
بغداد ـ احمد محمد:يرى عدد من المواطنين أن عيد الاضحى عاد، ولكن بأمر فيه "تجديد"، ولكن الجديد مليء بالاحزان والاوضاع الانسانية المتردية، مشيرين الى أن التصعيدات الامنية وسيطرة مسلحي داعش على بعض المدن، وارتكابه مجازر في سبايكر والصقلاوية بحق الجنود من الجيش العراقي، فضلا عن نزوح عدد كبير من العوائل من المناطق الساخنة، وارتفاع اسعار الملابس في الاسواق، ستقف عائقا امامنا من الشعور بأجواء الفرح والسعادة.
ويعتبر مراقب امني ذلك "امرا طبيعيا"، خصوصا في ظل التصعيدات المستمرة، موضحا أن محدودية الاماكن الترفيهية تسهل اعتداء الارهابيين عليها.
علي سعد، مواطن من بغداد، قال لـ"العالم" امس إن "وضعنا في ايام عيد الاضحى سيكون مقلقا، خصوصا في ممارسة طقوسه الخاصة التي اعتادت جميع الاسر العراقية عليها"، عازيا ذلك الى "الاضطرابات الامنية والسياسية في البلد".
وبين أن عائلته "لم تتهيأ وتحضر مستلزمات العيد الاساسية التي اعتدنا عليها طوال الاعوام الماضية، مثل الاقبال على شراء الملابس من الاسواق، وتحضير الكليجة التي اشتهر بها العراقيون، خصوصا في مناسبات الاعياد".
ورأى أن "تردي الاوضاع الامنية في البلد والعمليات الارهابية، التي تستهدف المقدسات والاماكن العامة، ستمنعنا من الشعور به".
لكنه تساءل "ما ذنب الاطفال، الذين يعتبرون العيد وسيلة للترفيه والتنزه؟"، مشيرا الى أن "خشيتنا من استهداف اماكن الترفيه من قبل الارهابيين، تجبرنا على منعهم من التوجه الى تلك الاماكن".
اما ابراهيم سالم، فقد اتفق مع علي سعد بشأن وجود خطورة في الوضع الامني، تعيق ممارسة طقوس العيد، حيث قال إنه كان يخرج مع عائلته في الاعياد الى المتنزهات والاماكن المقدسة، لكنه "يفضل في هذا العيد أن يبقى في بيته مع عائلته، بسبب تكرار استهداف المقدسات والاماكن العامة، خصوصا في العاصمة بغداد".
ولفت الى أن "الوضع العام في بعض المحافظات والمدن التي يسيطر عليها داعش، لاسيما الموصل، يجعلنا نعيش في قلق مستمر وخشية من استهداف مناطقنا خلال ايام العيد".
حسين صباح، طالب جامعي، رأى في حديث مع "العالم" أن على "المواطن العراقي أن يتذكر ما وقع في مجزرة سبايكر التي راح فيها قرابة الـ 1700 شهيد من طلبة القاعدة الجوية على يد مجرمي داعش".
وقال إن "مرتكبي هذه المجرزة ما زالوا يسرحون ويمرحون، ولم يتم كشفهم من قبل الحكومة، لأخذ ثأر الشهداء منهم".
ودعا جميع العراقيين الى "التضامن مع عوائل سبايكر والصقلاوية، الذين يعيشون وضعا مأساويا، بسبب قتل ابنائهم من جانب، وعدم الكشف عن هوية قاتليهم من جانب اخر".
وتابع أن "عمليات المحاصرة المستمرة التي يتعرض لها الجنود في مقراتهم العسكرية، لا تساعد على مزاولة العادات في العيد بشكل طبيعي".
ولفت الى أن "وجود الاسر النازحة من المناطق الساخنة الى مناطقنا في بغداد، يجعلنا في موقف مخجل، فيما لو مارسنا حياتنا في العيد بشكل طبيعي".
اما بشأن ارتفاع اسعار الملابس في الاسواق، خصوصا قبل عيد الاضحى المبارك، فقال المواطن ابو رسل إن "اصحاب محال بيع الملابس رفعوا الاسعار قبل اسبوعين"، متخذين من اغلاق الطرق الحدودية وزيادة تكاليف النقل حجة في ذلك.
وبين ابو رسل في حديث مع "العالم"، وهو تاجر لبيع الملابس في سوق الشورجة، أن "المواطنين المتبضعين بدأوا بشراء ملابس العيد قبل حوالي شهر، لانهم باتوا يعلمون ارتفاعها خلال الايام القليلة، التي قبل العيد".
واكد أن "اقبال المواطنين في هذا العام كان ضعيفا جدا، بسبب عدم توفر الاجواء الملائمة، التي تساعد على ممارسة طقوس العيد، خصوصا في ظل التصعيدات الامنية التي تشهدها مختلف المدن".
الدكتور احمد الشريفي، مراقب امني، قال في إتصال هاتفي مع "العالم" امس إن "خشية المواطنين من ممارسة طقوس الاعياد هي مخاوف مبررة، بسبب التصعيدات الكبيرة الحاصلة في الملف الامني".
ورأى الشريفي أن "المشاكل الامنية التي يشهدها البلد تؤثر بشكل او بأخر على الوسائل الترفيهية للمواطنين في جميع المناسبات وخصوصا الاعياد".
864 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع