معتقلون سابقون في أبو غريب يطلبون محاكمة مدنيين استجوبوهم

         

لندن - العباسية نيوز و وكالات:طالب أربعة عراقيين من ضحايا تعذيب جيش الاحتلال الامريكي لهم في سجن ابو غريب بمحاكمة الشركة الأميركية الخاصة التي كلفت عمليات الاستجواب في هذا السجن ورافقتها عمليات تعذيب.

وبعد صدور أحكام بالسجن على أحد عشر جندياً اميركياً بين 2004 و2006، طلب أربعة من ضحايا فضيحة التعذيب في السجن في محكمة الكسندريا في فيرجينيا (شرق الولايات المتحدة) ببدء قضية ضد مجموعة "كاسي انترناشيونال".

وهم يطالبون بتعويض للمعاملة السيئة التي تعرضوا لها في 2003 في هذا السجن الذين كانت تديره الولايات المتحدة مؤكدين أن الجنود كانوا فعلياً تحت أوامر هؤلاء المحققين الخاصين.

وقال محاميهم باهر عزمي أمام المحكمة: "لدينا شهادات عدة تكشف أن موظفي المجموعة كانوا يديرون جنود الليل"، وأضاف المدير القانوني لمركز الحقوق الدستورية أن "لا جدال في انه لم تكن هناك قيادة (عسكرية) عندما وقعت هذه الاعمال الدنيئة ولم يكن الجيش يسمح بأي منها".

وقال محامي المجموعة جون اوكونور ان "الولايات المتحدة غيرت رأيها للتو في قضايا سوء المعاملة. الامور تتغير باستمرار وما حدث حينذاك حدث في ذهنية مختلفة تماما".

وأضاف أن "الجيش كان يمارس اشرافا كاملا (...) وتقنيات الاستجواب هذه مسموح بها وكانت هناك خطة موضوعة لكل جلسة استجواب"، مشيراً إلى أنه لا يعرف ما إذا كان موظفو المجموعة تعاملوا حتى مع المدعين.

وتعرض المعتقلون الأربعة في أبو غريب إلى صدمات كهربائية وأعمال عنف جنسية وحرمان من النوم والأوكسيجين والمياه وأجبروا على التعري حسب مركز الحقوق الدستورية.

وقد ادعوا على الشركة الامريكية بموجب قانون يسمح للأجانب ضحايا انتهاكات للقانون الدولي بالإدلاء بافادتهم الى القضاء الأميركي.

أبو غريب: شاهد على القمع والتعذيب والطغاة

سجن أبو غريب أو سجن بغداد المركزي كما سمي بعد الاحتلال، وقد سمي بذلك الاسم لأنه يقع في منطقة أبو غريب والتي تبعد 32 كلم غرب بغداد عاصمة العراق.

     

تم بناء السجن من قبل متعهد بريطاني في خمسينات القرن العشرين على مساحة 1.15 كلم مربع مع 24 برج أمني. وفي 2002 بدأت حكومة الرئيس الراحل صدام حسين بتوسعة السجن ليشمل 6 أقسام أخرى، أما بعد الاحتلال الأميركي فكان حلقة سيّئة في سلسلة جرائم الاحتلال أكملتها حكومة نوري المالكي بانتهاكات لا تتوقف في هذا السجن.

وبقراءة تاريخية للمراحل التي مرّ بها السجن، نكتشف أن هذا الاسم أرتبط في أذهان العراقيّين بالعديد من المواقف المؤلمة، والأحداث الدموية التي يبدو أننا لن نشهد نهايتها على المدى القريب.

سجن ســـــيء الصيت

اشتهر هذا السجن بعد احتلال العراق لاستخدامه من قبل قوات الاحتلال الأميركي في العراق، وإساءة معاملة السجناء داخله وذلك اثر عرض صور تبين المعاملة المريعة والمسيئة والمخلة بالأخلاق من قبل قوات الاحتلال للسجناء داخل السجن.

وأكدت وثائق رسمية -حسب وكالة فرانس برس آنذاك- أن شركة أميركية أمنية خاصة كان لها دور في سوء المعاملة الذي مارسه جنود أميركيون ضد معتقلين في سجن أبي غريب في العراق في 2003، وقد دفعت أكثر من 5,28 ملايين دولار ل72 ضحية مقابلة التخلي عن ملاحقتها قضائياً.

ومع ذلك أخلى القضاء الأميركي سبيل الكثير من الجنود المساهمين في العملية، بدعوى أن العملية كانت سلوك سيء لجنود، وليس عملاً ممنهجاً كما دلت على ذلك الوثائق المسربة زمن تولي دونالد رامسفيلد وزارة الدفاع الأميركية.

وتحت إدارة وزارة العدل أيضاً عرف المعتقلون التعذيب المروع، وفي العام الماضي الأخيرين نقلت كاميرات من داخل السجن اعتداء عناصر من قوات ( سوات ) المرتبطة برئيس الحكومة السابق نوري المالكي على عدد من المعتقلين الأبرياء.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

381 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع