دبي،(CNN)-- تعالت الأصوات داخل الأوساط السياسية والحزبية الإسرائيلية الداعية إلى توجيه ضربة عسكرية إلى المنشآت النووية الإيرانية، معتبرةً أن التقرير الأخير الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حول تعمد نظام ظهران "تضليل" تحقيقات الوكالة بأنشطة نووية "مشبوهة"، يضفي "مزيداً من الشرعية" على قرار إسرائيلي بضرب إيران.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن الوزير السابق، تساحي هنغبي، قوله إن "أحداث الأسبوع الماضي، تشرعن أكثر فأكثر هجوماً إسرائيلياً على المنشآت النووية الإيرانية"، وأضاف أن "مؤتمر دول عدم الانحياز في طهران، وتفوّهات زعمائها، إضافة إلى التقرير الأخير الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تضفي المزيد من الشرعية على قرار إسرائيلي كهذا، إذا اتخذ."
وذكر هنغبي، القيادي بحزب "كاديما"، والمقرب من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أنه "في غياب تهديد ملموس لإيران، متمثلاً بتصميم أمريكي، فلن يكون أمام إسرائيل أي خيار آخر"، واصفاً التقييمات الأمريكية بعدم قدرة إسرائيل على تدمير البرنامج النووي الإيراني، وإنما عرقلته، بأنها "محقة."
وأشار الوزير السابق والنائب في الكنيست الإسرائيلية، في تصريحاته خلال ندوة في "كريات موتسكين"، قرب "حيفا" السبت، إلى أن الهجوم الذي شنته الطائرات الإسرائيلية على أحد المفاعلات النووية في العراق، عام 1981، أدى في حينه، إلى عرقلة البرنامج النووي العراقي لعشرات السنين.
في المقابل، قال رئيس حزب "هناك مستقبل"، يئير لبيد، في ندوة مماثلة، بحسب ما أوردت الإذاعة الإسرائيلية: "إننا مازلنا بعيدين عن لحظة الحسم بين مهاجمة إيران، والتسليم بوجود قنبلة نووية إيرانية"، ورأى لبيد أن "القيام بعملية عسكرية، قبل أن نكون مضطرين لذلك، هو عمل غير مسؤول."
وكان راديو إسرائيل قد نقل عن مسؤول رفيع، لم يكشف عن هويته، قوله في وقت سابق الجمعة، إن التقرير الجديد الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حول النشاط النووي الإيراني، "يشكل دليلاً على أن إيران تسعى لامتلاك أسلحة نووية."
وذكر التقرير الصادر عن الوكالة الدولية الخميس، أن إيران قامت بمضاعفة إنتاجها من اليورانيوم عالي التخصيب، كما قامت بإعادة تشكيل أحد المواقع العسكرية، الذي يُعتقد أنه كان يُستخدم لهذا الغرض، في محاولة على ما يبدو لتضليل تحقيق للأمم المتحدة بشأن البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية.(المزيد)
جاء الكشف عن هذا التقرير بعد ساعات على انعقاد قمة حركة عدم الانحياز، بالعاصمة الإيرانية طهران الخميس، والتي شهدت مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الذي وجه انتقادات حادة إلى الجمهورية الإسلامية، محذراً من اندلاع "دوامة عنف" بسبب البرنامج النووي الإيراني.
في المقابل، سعى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي، أمام الجلسة الافتتاحية للقمة، إلى الدفاع عن حق بلاده في الاستخدام السلمي للطاقة الذرية، مؤكداً رفضه استخدام الأسلحة النووية في الصراعات العسكرية، واصفاً إياها بأنها "خطيئة كبرى."
ومن شأن هذا التقرير أن يزيد المخاوف بشأن قيام إسرائيل، التي تخشى امتلاك إيران لقدرات تسليحية نووية، بتوجيه ضربات عسكرية محتملة إلى المنشآت النووية الإيرانية، مما قد يؤدي إلى اندلاع حرب جديدة واسعة في المنطقة.
943 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع