دلهي (الهند): رغم انخفاض نسب مشاركة الناخبين في الانتخابات العامة، بالإضافة لانخفاض شعبية رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي خلال السنوات الخمس الأخيرة، إلا أنه حقق الفوز لفترة ثالثة على رأس الحكومة الهندية، التي سوف تتشكل من ائتلاف أحزاب.
وأعلن مودي، الثلاثاء، على منصة إكس، عن فوزه بالانتخابات، وقال بشأن ائتلافه :"وضع الشعب ثقته بالتحالف الوطني الديموقراطي للمرة الثالثة على التوالي، إنها واقعة استثنائية في تاريخ الهند".
المسلمون "متسللون"
ولم تكن النتائج الأولية لفرز الأصوات، صباح الثلاثاء، تنبئ بخير لائتلاف مودي، الذي اتسمت حملته الانتخابية بخطابات عدائية للأقليات في البلاد، لاسيما المسلمين، حين قال في خطابات عدة خلال حملته الانتخابية وفور بدء الاقتراع أن المسلمين "متسللين" في الهند، كذلك انتهجت شخصيات مفصلية في حزبه وحكومته نفس اللغة تجاه الأقليات.
ثرواتكم للمسلمين
ولم يقف مودي عند هذا الحد في الهجوم على أكثر من 200 مليون مسلم في البلاد، بل حذر من التصويت لأحزب تدعو للعلمانية والمساواة قائلا "سيأخذون ثرواتكم ليوزعوها على المسلمين"، كما حذر النساء الهندوسيات من أن ذهبهم سيتم مصادرته وإعطائه للمسلمات إن انتخبوا حزب لا يدعو للقومية الهندوسية مثل حزبه بهاراتيا جاناتا.
القومية الهندوسية
ويعتقد الكثير من المحللين أن مودي اعتمد أن يتخذ القومية الهندوسية وسيلة لتغير نمط الانتخاب الذي كان سائدا على برنامج انتخابي لا علاقة له بالأديان والطوائف في دولة علمانية دستوريا، لكن ذلك انعكس على قاعدة كبيرة من الهندوس الذين لا يؤمنون بتلك النزعة الدينية.
الصفوة العلمانية
وأظهرت استطلاعات رأي قبل وخلال عملية الاقتراع التي تقام على مدى ستة أسابيع، بأن انخفاض شعبية مودي لم تكن فقط بين المسلمين في البلاد، لكن أيضا بين الصفوة المتعلمة والعلمانية، بغض النظر أن الديانة التي ينحدروا منها، والذين كان مودي وأنصاره يصفوهم باليساريين غير المنتمين للقيم والتقاليد الهندوسية.
تراجع حرية التعبير
ووفقاً لتقرير "مونت كارلو" الدولية، فقد ظهر بأن فئة الشباب التي ساهمت في نجاح مودي في أول فترة له عام 2014، لم تعد تأمن به وبوعوده التي لم يوفي بها، ففي عصره بلغت نسبة البطالة بين الشباب وحاملي الشهادات بين سن 20 و24 عاما 50%، كما قلت مساحة حرية التعبير بين الشباب، الشريحة الأكبر التي تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن رأيهم.
وذكر مركز أبحاث فريدوم هاوس Freedom House الأميركي هذا العام بأن "حزب بهاراتيا جاناتا استخدم المؤسسات الحكومية بشكل متزايد لاستهداف المعارضين السياسيين".
فقد تم اعتقال رئيس وزراء العاصمة نيودلهي أرفند كيجريوال، وهو قيادي بارز في تحالف تم تشكيله لمنافسة مودي في أخر آذار (مارس) قبل أيام من بدء الاقتراع، للتحقيق معه بتهمة فساد، واستمر حبسه مدة طويلة، أضاعت عليه فرصة القيام بحملة انتخابية.
وقال كيجريوال قبل تسليم نفسه "عندما تصبح السلطة ديكتاتورية، يصبح السجن مسؤولية"، متعهدا مواصلة "الكفاح" من خلف القضبان.
1220 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع