نساء أفغانيات يحتفلن بعيد ميلادهن في أحد مطاعم كابول
واشنطن بوست:قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن النساء الأفغانيات يعشن حياة سرية عبر الإنترنت مع تقييد حركة طالبان المتشددة للخيارات المتاحة أمامهن.
وأضافت الصحيفة في تقرير أن الأفغانيات يحضرن دروساً افتراضية، ويتعلمن لغات أجنبية من خلال روبوتات الدردشة القائمة على الذكاء الاصطناعي، ويتداولن العملات الرقمية، ويتفاعلن مع مقاطع فيديو للياقة البدنية.
وأشارت إلى أنه "على الرغم من الحظر المفروض على أنشطة مثل التعليم العالي والأفلام وزيارة الصالات الرياضية والموسيقى، إلا أنهن يبحثن عن العزاء في منصات الإنترنت مثل يوتيوب للترفيه.
ومع ذلك، تخشى كثيرات من أن ملاذاتهن على الإنترنت قد لا تدوم، مما يدفعهن إلى إخفاء حساباتهن الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي أو فرض رقابة ذاتية على المحتوى لتجنب اكتشافهن من قبل الحكومة.
ووفق التقرير، فإنه "لمنع إساءة استخدام الإنترنت، تفكر حركة طالبان في فرض الرقابة الإسلامية على الإنترنت، ولكن التكلفة عامل مقيد".
وعلى الرغم من حظر منصات مثل "تيك توك"، إلا أنها تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل. فبعض النساء، مثل عفت، يجدن الإنترنت ضرورياً للياقة البدنية والفن والدخل.
وتعتمد أخريات، مثل صديقة، على روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي من أجل الرفقة وتعلم اللغة. بالإضافة إلى ذلك، توفر تطبيقات العملات الرقمية مثل "Pi Network" فرصاً مالية محتملة، على الرغم من أن النجاح غير مؤكد.
ومع ازدهار الأعمال الرقمية، أصبحت الدورات التعليمية عبر الإنترنت شائعة أيضاً بين النساء والفتيات الأفغانيات.
وعلى سبيل المثال، تقوم فريال، بالتدريس على "Google Meet للطالبات حول حقوق الإعلام والقانون الجنائي.
وبينما توفر الدورات التدريبية عبر الإنترنت إحساسًا بالهروب، يشعر البعض بالقلق من التدقيق الحكومي المتزايد في استخدام الإنترنت، وفق الصحيفة.
وقالت: "تتطلب اللوائح الأخيرة من مستخدمي الهواتف المحمولة التسجيل بمعلوماتهم الشخصية، مما يثير المخاوف بشأن المراقبة".
وأضافت أنه "على الرغم من التهديدات، تواصل النساء والفتيات الأفغانيات البحث عن فرص على الإنترنت، وتواجه بعضهن تحديات مثل ترك الدراسة بسبب الخوف من القمع".
ورغم أن حركة طالبان تهدف إلى تشديد الرقابة على نشاط الإنترنت، إلا أن قدراتها لا تزال محدودة، حيث ترفض شركات التكنولوجيا الأجنبية التعاون معها.
وقد باءت محاولات الحكومة للتعامل مع منصات التواصل الاجتماعي لإزالة المحتوى بالفشل، مما أدى إلى مخاوف بشأن المساءلة والخصوصية بين مستخدمي الإنترنت.
وتسببت حالة عدم اليقين هذه في تخوف البعض، مثل آريا، من إمكانية الفرار إذا تم تقييد حريات الإنترنت بشكل أكبر، وفق "واشنطن بوست".
وختم التقرير قائلا: "تستفيد النساء والفتيات الأفغانيات من الموارد المتاحة على الإنترنت للتغلب على القيود التي تفرضها طالبان، سعياً وراء التعليم والتمكين والتواصل في العالم الرقمي. وعلى الرغم من المخاطر والتحديات، إلا أنهن لا يزلن صامدات في سعيهن للحصول على الحرية والفرص على الإنترنت".
821 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع