المفاعل النووي الإسرائيلي الموجود في وادي سوريك
المصدر: صحيفة "هآرتس" العبرية:يمثل "خيار شمشون" أحد خيارات السرية لأي حرب شاملة، حيث يقوم على أساس استخدام الجيش الإسرائيلي السلاح النووي ضد الجماعات أو الأنظمة التي تشكل تهديدًا عسكريًا على وجودها.
ويأتي ذلك، بالتزامن مع استمرار الحرب في غزة، والتقديرات التي تشير إلى إمكانية اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل من جهة وإيران وحلفائها من جهة، خاصة مع زيادة التوترات على الجبهة الجنوبية مع ، وهو الأمر الذي تسعى الولايات المتحدة للحيلولة دون وقوعه بالوقت الحالي.
وخيار شمشون اسم عمليات تحليلية قام بها بعض المحللين العسكريين لنظرية الردع الإسرائيلية الافتراضية المرتبطة بعمليات انتقام واسعة النطاق بواسطة الأسلحة النووية، على اعتبار أنه آخر الحلول ضد الجهات التي تشكل تهديداً عسكرياً خطيراً على الوجود الإسرائيلي.
ويستخدم هذا المصطلح المحللون العسكريون للإشارة إلى الحالات التي هددت فيها جهات غير إسرائيلية وغير نووية بالانتقام باستخدام الأسلحة التقليدية، حيث اقتبس المصطلح من الديانة اليهودية نسبة "لشمشون" الذي يعتبر أسطورة خارقة جدًا في التاريخ اليهودي.
وبحسب التقديرات، فإن مثل هذا الخيار يمكن أن تفعله إسرائيل في حال اندلاع حرب لها طابع ديني بشكل أساسي، وأن الحرب في غزة مثلت إنذاراً مهماً للأجهزة الإسرائيلية من أجل الاستعداد لتفعيله؛ لكنه يحتاج إلى موافقة من الولايات المتحدة الأمريكية، وحلفاء تل أبيب؛ لما له من تأثيرات خطيرة على العالم.
وبالرغم من امتلاك إسرائيل أسلحة نووية، وإنشائها مفاعل ديمونا في صحراء النقب جنوبًا منذ سنوات؛ إلا أنها لم تعترف رسميًا بذلك، علاوة على أنها ترفض الانضمام لمعاهدة انتشار الأسلحة النووية الدولية، وتبذل جهودًا لمنع أي دولة في الشرق الأوسط من الحصول على سلاح نووي.
ولدى إسرائيل العديد من الخيارات العسكرية للتعامل مع ما تصفه بالتهديدات الوجودية لها، بينها خيار "البرد الثقيل"، الذي استخدمته في محاولة اغتيال القائد العام للجناح المسلح لحركة حماس محمد الضيف بمنطقة المواصي بمدينة خان يونس جنوباً مطلع الأسبوع الجاري، وأدى إلى مقتل وإصابة المئات.
اقتراب إيران من المشهد
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، حسن أيوب، أن "إسرائيل لا يمكن لها أن تستخدم هذا الخيار إلا في حالة واحدة؛ وهو الأمر الذي لم يتحقق حتى هذه اللحظة"، لافتاً إلى أن هذه الحالة تتمثل في اقتراب إيران بنسبة كبيرة من الحصول على سلاح نووي بما يمثل تهديدا وجوديا لإسرائيل.
وقال أيوب، لـ"إرم نيوز"، إن "حصول إيران على سلاح نووي أمر لن تقبل به إسرائيل وحلفاؤها الغربيون وتحديداً الولايات المتحدة، ويعني بالدرجة الأولى ليس الدخول في حرب شاملة أو حرب عالمية ثالثة"، مشيراً إلى أن الضربة الأولى للجيش الإسرائيلي ستكون وفق خيار شمشون.
وأوضح أن "استخدام الأسلحة النووية سواء بمنطقة الشرق الأوسط أو في أي منطقة بالعالم بحاجة لتنسيق عالي المستوى بين القوى العظمى بما فيها روسيا، التي لن تقبل استخدامه من قبل أي دولة إلا في حالات خاصة جدًا"، مشدداً على أن جميع الأطراف تدرك خطورة تفعيل الأسلحة النووي بالحروب.
وأشار إلى أن "الحرب الشاملة متعددة الجبهات والتي يمكن أن تخوضها إسرائيل في أي لحظة، ستكون معتمدة بشكل رئيس على دعم الحلفاء والولايات المتحدة بالأسلحة الثقيلة والنوعية، إلى جانب المعلومات الاستخباراتية، وهو الأمر الذي يؤجل أي قرار للإسرائيليين بشأن خيار شمشون".
سلاح ردع
ويرى الخبير في الشأن العسكري، أحمد عبد الرحمن، "أن الحرب بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة، دفعت الأخيرة للتفكير جديًا باستخدام مثل هذا الخيار في أي حرب واسعة النطاق مع وحلفائها"، مبينا: "من المستبعد أن تقدم إسرائيل على مثل هذا الخيار الخطير".
وقال عبد الرحمن، لـ"إرم نيوز"، "إن السلاح النووي يمثل سلاحًا للردع وليس للاستخدام من قبل جميع القوى العظمى؛ إلا أن استخدامه يمكن أن يؤدي إلى نتائج غير محسوبة، وسيكون له تأثير على المنطقة والعالم، وهو ما لا ترغب به إسرائيل وحلفاؤها، خاصة أنه من الأطراف المتضررة.
وأضاف: "بتقديري هذا السلام لن يستخدم إلا في حالة الحرب العالمية واسعة النطاق، أما الحرب الشاملة بين إسرائيل من جهة وإيران وحلفائها من جهة أخرى، فستكون بأسلحة ثقيلة ونوعية يمول بها الجيش الإسرائيلي من قبل الولايات المتحدة بالدرجة الأولى وحلفائها الغربيين بالدرجة الثانية".
وتابع: "التهديدات التي أُطلقت من مسؤولين إسرائيليين بداية الحرب بشأن استخدام السلاح النووي ضد غزة لم تكن عبثية؛ إلا أنها تأتي في إطار تعديل موازين الرعب عقب هجمات السابع من أكتوبر، خاصة وأن تلك الهجمات اعتبرت بمثابة انتكاسة كبيرة لإسرائيل وجيشها".
ووفق الخبير العسكري، فإن "إسرائيل التي تمتلك 200 رأس نووي وعددا من المفاعل النووية، تتبع سياسة السرية العالية بهذا الشأن في إطار دب الرعب لدى أعدائها بالمنطقة"، مؤكداً أن مساعي الولايات المتحدة لمنع تمدد الحرب في غزة لجبهات أخرى سيكتب لها النجاح خلال الفترة المقبلة.
947 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع