أرم نيوز:كشفت دراسة حديثة، أن الكراسي "الديناميكية" المبتكرة المصممة لتعزيز الحركة أثناء العمل الذي يتطلب الجلوس لفترات طويلة تقلل من آلام الظهر .
وقارنت الدراسة التي أجراها الباحثون في جامعة واترلو الكندية بين كراسي المكتب التقليدية، وأخرى "ديناميكية"، وفق موقع "ميديكال إكسبريس".
واسكتشف الباحثون كيف يمكن للجلوس الديناميكي، الذي يتميز بالحركة المستمرة، أن يخفف من آلام أسفل الظهر دون المساس بالوضعية أو الإنتاجية.
وسلطوا الضوء على النتائج المهمة التي تتحدى التصورات التقليدية لبيئات المكاتب المستقرة.
وتضمنت الدراسة قيام المشاركين بمهام الكمبيوتر العادية والحركات الموجهة بالأنشطة، مثل الألعاب التي تتطلب مشاركة الورك والحوض، في كرسيين مختلفين.
واستخدمت إحدى المجموعات كراسي مكتب تقليدية مزودة بمساند للظهر ومساند للأذرع، بينما استخدمت المجموعة الأخرى كراسٍ ديناميكية تتميز بتصميمات بدون ظهر ومقاعد دوارة.
وأكدت جيسا ديفيدسون، الحاصلة على دكتوراه في الميكانيكا الحيوية، أن "أفضل وضعية هي الوضعية المتغيرة".
وأضافت ديفيدسون: "كما تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن المشاركين لم يشعروا بأي زيادة في آلام أسفل الظهر عند استخدام الكراسي الديناميكية أثناء العمل على الكمبيوتر أو جلسات الألعاب، وهي نتيجة إيجابية كبيرة".
وقد استخدمت الدراسة تقنيات قياس متقدمة، بما في ذلك التقاط الحركة ومقاييس التسارع ثلاثية المحاور، لتتبع حركات المشاركين واستجاباتهم للألم.
كما وفرت آليات التغذية الراجعة في الوقت الفعلي، والمدمجة من خلال الأجهزة المحمولة المتزامنة مع الكراسي، نظرة ثاقبة حول القدرات الديناميكية للكراسي وتأثيرها على راحة المستخدم وصحة العمود الفقري.
وعلى عكس المخاوف بشأن انخفاض الإنتاجية المرتبطة بالجلوس الديناميكي، لم تجد الدراسة أي انخفاض في كفاءة العمل بين المشاركين الذين يستخدمون الكراسي الديناميكية مقارنة بتلك التقليدية.
ويشير هذا إلى أن دمج الحركة في ترتيبات الجلوس قد لا يؤدي إلى تحسين الصحة البدنية فحسب، بل قد يحافظ أيضًا على الإنتاجية في مكان العمل أو يحتمل أن يعززها.
وعلقت ديفيدسون قائلة: "مع وجود ما يقرب من 619 مليون شخص حول العالم يعانون من آلام أسفل الظهر، هناك حاجة ملحة لإعادة التفكير في كيفية تعاملنا مع الحلول المريحة في البيئات المكتبية".
وأضافت: "توفر الكراسي الديناميكية بديلاً واعداً من خلال الجمع بين الاستقرار والتنقل، ومعالجة المخاوف المرتبطة بأشكال أخرى من المقاعد الديناميكية“.
وبينما ركزت الدراسة على الاستجابات قصيرة المدى للجلوس الديناميكي، أكدت ديفيدسون على أهمية البحث الطولي لوضع مبادئ توجيهية أوسع لتنفيذ هذه الكراسي بشكل فعال.
ويمكن أن تستكشف التحقيقات المستقبلية تصميمات الكراسي المتنوعة ومدى ملاءمتها للأفراد الذين يعانون من مستويات مختلفة من الألم، وتحديات الحركة.
وأردفت ديفيدسون: "بينما نواصل تحسين الحلول المريحة، من المهم تقييم مدى فائدة الجلوس الديناميكي للأفراد خارج نطاق السكان الأصحاء. قد يؤدي هذا إلى تدخلات مخصصة تخفف الألم المزمن، وتعزز الراحة في مكان العمل".
ووفق الموقع، فإنه نظرًا لأن أماكن العمل تعطي الأولوية بشكل متزايد لرفاهية الموظفين وإنتاجيتهم؛ فإن الأفكار المستمدة من دراسات مثل هذه تؤكد قدرة الكراسي الديناميكية على تحويل بيئات المكاتب التقليدية إلى مساحات أكثر راحة ووعياً بالصحة.
وختمت التقرير قائلا، إنه من خلال تشجيع الحركة وتخفيف المخاطر المرتبطة بالجلوس لفترات طويلة، قد تقدم هذه الابتكارات حلًّا عمليًّا للتحدي الصحي العالمي الذي يؤثر على الملايين.
1026 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع