إرم نيوز:سائق حافلة.. سياسي مخضرم.. له ذوق مسرحي.. يكلم العصافير.. يصف معارضيه بـ "الشياطين الفاشيين"، أما خصومه فيصفونه بالمستبد الشرس.. له تاريخ نضالي بالعمل النقابي فتح له أبواب السياسة حتى وصل إلى رئاسة الجمهورية.. لا يملك سوى شهادة ثانوية عامة.. يوصف شاربه الأسود بأنه "شارب أرض الآباء".. تعرض لمحاولات عزل واغتيال باءت بالفشل كلها .. من هو نيكولاس مادورو رئيس فنزويلا وصديق روسيا المقرب وعدو أمريكا اللدود؟.
ولد نيكولاس مادورو في الثالث والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني 1962 في العاصمة الفنزويلية كراكاس، ولم يكمل مساره التعليمي إذ سرعان ما توقف بمجرد حصوله على شهادة ثانوية.
كان مادورو يعمل سائق حافلة، ثم انتُخب عضوا في الجمعية الدستورية ثم عضوا في الجمعية الوطنية ثم رئيسا لها عام 2005، قبل أن يُعيَّن وزيرا للخارجية عام 2006 إلى وفاة شافيز عام 2013، وكان شافيز عينه نائبا للرئيس في أكتوبر تشرين الأول 2012.
بدأ مادورو يتصدر المشهد السياسي في فنزويلا منذ بدء الأزمة الصحية التي مرَّ بها شافيز الذي كان يعالج من مرض السرطان في كوبا، وكان شافيز قد كشف في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2012 أن السرطان عاوده وقال إن مادورو هو المخول دستوريا بتسيير أمور الرئاسة حتى الانتخابات الرئاسية القادمة في حال لم يستطع القيام بمهامه، بل إنه طلب من الشعب انتخاب مادورو رئيسا للبلاد.
أهم إنجازين قام بهما مادورو تمثلا في المساهمة بنشاطه السياسي في الإفراج عن شافيز من السجن عام 1992 بعد محاولته الانقلابية الفاشلة على الرئيس كارلوس بيريس ثم العمل منسقا سياسيا إقليميا لحملته الانتخابية عام 1998.
هذا التاريخ النقابي والنضالي فتح له أبواب السياسة، إذ انتخب عضوا في مجلس النواب عام 1998، وبعدها بعام بات عضوا في الجمعية الدستورية ثم عضوا في الجمعية الوطنية في السنتين 2000 و2005 ممثلا عن العاصمة، وانتخب رئيسا لها عام 2005 قبل أن يترك المنصب في أغسطس/آب 2006 ليعينه شافيز وزيرا للخارجية.
في منتصف أبريل/نيسان 2013 أعلن المجلس الوطني للانتخابات فوز نيكولاس مادورو بفارق ضئيل عن منافسه مرشح المعارضة إنريكي كابريليس، في الانتخابات الرئاسية ليخلف الرئيس الراحل هوغو شافيز، وفي الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 20 مايو/أيار 2018، فاز مادورو بفترة رئاسية جديدة، وفي 2024 عاد للفوز بفترة رئاسية ثالثة.
في عهد مادورو واجهت فنزويلا الدولة النفطية التي كانت لفترة طويلة من أغنى دول أمريكا اللاتينية أزمة اقتصادية غير مسبوقة، إذ انهار إنتاج النفط نتيجة سوء الإدارة والعقوبات متراجعا من أكثر من 3 ملايين برميل في اليوم إلى أقل من مليون فيما تراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 80 بالمئة خلال 10 سنوات، وسجلت البلاد تضخما جامحا أرغم السلطات على دولرة الاقتصاد جزئيا، وغادر 7 ملايين فنزويلي البلاد، إذ يعاني القسم الأكبر من المواطنين الفقر مع انهيار كامل للأنظمة الصحية والتربوية.
https://www.youtube.com/watch?v=cIlK7YA4S5M
419 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع