بيان السيستاني يعطي ضوءا أخضر لمشاركة الحشد في الرد الإيراني

العرب/بغداد– حذّر المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني السبت من صدامات ذات “نتائج كارثية” إثر مقتل قياديين في “المقاومة” ضد إسرائيل، ودعا إلى المزيد من الضغوط لوقف “حرب الإبادة” في قطاع غزة بعد قصف إحدى المدارس ومقتل وجرح العشرات.

ورغم أن بيان السيستاني يحذر من مواجهات إقليمية بنتائج كارثية، إلا أن لهجته التصعيدية والإشارات إلى اغتيالات في أكثر من دولة وتجاوز للسيادة، تتطابق مع التبرير الإيراني للرد مباشرة على إسرائيل ومن خلال الميليشيات التابعة لها في لبنان وسوريا واليمن، لكنه يتيح المجال لمشاركة الحشد الشعبي، الذي أنشئ بفتوى من السيستاني شخصيا.

وتحاول الحكومة العراقية النأي بنفسها عن ضربات متبادلة بين الحلف الإيراني وإسرائيل، خصوصا وأنها غير قادرة على الفصل بين علاقتها مع الولايات المتحدة واستهداف القوات الأميركية بالمنطقة من قبل الميليشيات الولائية التي تعتبر واشنطن طرفا في النزاع.

وتوفر “فتوى” السيستاني المبطنة لإيران الفرصة لإشراك الحشد الشعبي في المواجهة مع الولايات المتحدة وإسرائيل ضمن مقاربتها للزج بكل الوكلاء الإقليميين بفاعلية أكبر. كما تتيح بذات القدر فرصة للميليشيات ذات السمعة السيئة لأخذ حصّتها من الدعاية التي يوفرها الانخراط في أعمال “المقاومة” والمشاركة في الثأر لاختراق الأجواء الإيرانية ومقتل زعيم حماس إسماعيل هنية.

ولا تعتبر الهجمات الحالية لحزب الله والحوثيين والحشد الشعبي سوى تحركات ثانوية ضمن قواعد الاشتباك المعهودة، والجميع – بمن في ذلك إسرائيل والولايات المتحدة – ينتظرون شكل الرد الإيراني.

وهاجمت الميليشيات الموالية لإيران بمسيّرة الجمعة قاعدة للقوات الأميركية في سوريا، وقبلها أطلقت صواريخ على قاعدة عين الأسد في العراق التي تضم قوات أميركية، ضمن سياق الاستعداد للتصعيد.

وأدان السيستاني في بيان “مجزرة كبرى” في القطاع إثر غارة إسرائيلية أسفرت عن مقتل حوالي مئة شخص في مدرسة التابعين التي تؤوي نازحين، وفق الدفاع المدني في غزة.

وجعلت الضربة الإسرائيلية فجر السبت جميع الأطراف الإقليمية موحدة في إدانة الجرائم بحق الفلسطينيين مهما كان موقفهم من الرد الذي تلوّح به إيران وحلفاؤها.

وصدرت بيانات عن دول الخليج تدين الضربة بأشد العبارات وترفض استهداف المدنيين في الصراع العسكري.

وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في منشور على إكس إنه شعر بالفزع جراء الصور الملتقطة من داخل المدرسة.

ونددت الإمارات وقطر والسعودية بالهجوم. وقال سامي أبوزهري، القيادي في حماس، إن الغارة يجب أن تكون بمثابة نقطة تحول مع سعي الوسطاء لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار.

وحث نبيل أبوردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس واشنطن، حليفة إسرائيل، على “وقف دعمها الأعمى الذي يقتل بسببه الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ العزّل”.

وقال السيستاني في بيان صدر عن مكتبه “مرة أخرى ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة كبرى في قطاع غزة الأبية باستهداف من تؤويهم (مدرسة التابعين) من النازحين والمشرَّدين.. في جريمة مروعة تضاف إلى سلسلة جرائمه المتواصلة منذ ما يزيد على عشرة أشهر”.

وأضاف “وقد اشتملت في المدة الأخيرة على عمليات اغتيال غادرة استهدفت قيادات بارزة في مقاومة الاحتلال وأدّت إلى استشهاد عدد منهم، وقد خرق بها سيادة عدد من دول المنطقة”، محذرا من أنها “زادت بذلك مخاطر وقوع مصادمات كبرى فيها تتسبب لو حدثت، لا سمح الله، في نتائج كارثية على مختلف دول هذه المنطقة وشعوبها”.

ودعا السيستاني “العالم – مرة أخرى – للوقوف في وجه هذا التوحش الفظيع”، وبشكل أخص “الشعوب الإسلامية.. إلى التكاتف والتلاحم للضغط باتجاه وقف حرب الإبادة في غزة”.

وتُعد الغارة على المدرسة السبت الضربة الأكثر حصدا للأرواح منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق لحماس في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر.

وبعد عشرة أشهر على اندلاع الحرب، ما زال الجيش الإسرائيلي يواجه حركة حماس في مختلف أنحاء قطاع غزة.

وقد خلفت الحرب، وفق وزارة الصحة في غزة، نحو 40 ألف قتيل في القطاع الذي اضطر جميع سكانه تقريبا والبالغ عددهم 2.4 مليون نسمة للنزوح عدة مرات.

وأدت الحرب إلى تفاقم التوترات بين إيران وحلفائها من ناحية، ولاسيما حزب الله اللبناني وإسرائيل من ناحية أخرى.

وتزايدت المخاوف من اندلاع حرب إقليمية بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في 31 يوليو الماضي في طهران التي حمّلت إسرائيل مسؤوليته، واغتيال القائد العسكري لحزب الله اللبناني فؤاد شكر في اليوم السابق في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

457 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع