بي بي سي:قال خبير كبير في منظمة الصحة العالمية إن جدري القرود "ليس وباء كوفيد جديدا"، لأن السلطات المعنية تعرف جيدا كيف تسيطر على انتشاره.
وأكد هانز كلوغ، المدير الإقليمي لأوروبا بمنظمة الصحة العالمية، أننا "معا يمكن، بل ويجب، أن نتصدى لجدري القرود".
وجاء تصريح كلوغ للصحفيين، رغم المخاوف القائمة من سلالة جديدة تنتمي لفيروس جدري القرود، ورغم توخّي الحذر عالميا.
وقال كلوغ إن تحركاً قويا الآن -يتضمن توفير لقاحات للمناطق الأكثر احتياجا- يمكن أن يحول دون الدخول في حلقة جديدة من الذعر والإهمال.
وتأكد وجود سلالة جديدة من جدري القرود، اسمها العلمي "كليد آي بي"، في السويد الأسبوع الماضي، وهذا الوجود مرتبط بالتفشي المتنامي في أفريقيا.
وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، تسبّب جدري القرود في مقتل ما لا يقل عن 450 شخصا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، على صلة بالسلالة الجديدة للفيروس.
وثمة الكثير مما لا نزال بحاجة لنعرفه عن تلك السلالة الجديد، بحسب ما يقول خبراء، لكنها قد تكون ذات قدرة أكبر على الانتشار، ما يجعها أكثر خطورة.
ولم تُرصد حالات إصابة بهذه السلالة الجديدة في المملكة المتحدة، لكن خبراء يحذرون من إمكانية انتشارها ما لم يُتّخذ إجراء دولي.
وكانت سلالة أخرى من فيروس جدري القرود، هي "كليد2" وراء تفشي المرض في عام 2022، وكانت قد بدأت في أوروبا قبل أن تنتقل منها إلى أجزاء عديدة من العالم.
ويعرف الخبراء كيف يسيطرون على جدري القرود، أياً كانت سلالته، وذلك عبر اتخاذ إجراء صحي عام، جنباً إلى جنب مع توفير اللقاحات المضادة للفيروس، بحسب هانز كلوغ.
وتسبب الإصابة بالفيروس طفحاً جلديا وحُمى، ويمكن للعدوى أن تنتشر عبر التلامس الجلدي مع شخص مصاب، بما في ذلك ممارسة الجنس.
انتشار سريع
يؤكد هانز كلوغ أنه لن تكون هناك حاجة إلى "إغلاق صحي عام" في أوروبا، مشددا أننا لسنا بصدد كوفيد-19 آخر.
ونبّه كلوغ إلى أنه "قبل عامين، استطعنا السيطرة على جدري القرود في أوروبا، بفضل التواصل المباشر مع أكثر المجتمعات تضررا، حيث يمارس المثليون من الذكور الجنس مع بعضهم البعض".
وأضاف: "في عام 2022، أظهر جدري القرود قدرة على الانتشار السريع حول العالم".
وشدد كلوغ: "يمكننا، بل ويجب علينا، أن نتصدى معاً لجدري القرود – في مختلف الأقاليم والقارات".
وتساءل: "هل نضع نُظما للسيطرة على جدري القرود والقضاء عليه عالميا؟ أم ندخل في حلقة مفرغة أخرى من الذعر، ثم الإهمال؟".
وأشار كلوغ إلى أن نحو 100 إصابة جديدة بسلالة "كليد2" يتم الإبلاغ عنها في الإقليم الأوروبي كل شهر.
ويُنصح المسافرون إلى مناطق متأثرة بفيروس جدري القرود في أفريقيا، بالحصول على تطعيم.
ولا توصي منظمة الصحة العالمية باستخدام الكمامات، بحسب المتحدث باسم المنظمة طارق ياساريفيتش.
وقال ياساريفيتش: "لا نوصي بتطعيم جماعي، وإنما فقط في الأوساط الأكثر عرضة لخطر الإصابة".
وقال المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها إن لديه "خطة واضحة" لتوفير 10 ملايين جرعة من اللقاح للقارة.
وسيبدأ التطعيم باللقاح في جمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا بداية من الأسبوع المقبل.
وستنقل الشركة الدنماركية المصنّعة للقاح، بافاريان نورديك، تقنية تصنيعه إلى شركات أفريقية، بحيث يمكن تصنيع اللقاح محليا ومن ثمّ توفيره بكثرة وبأسعار أقلّ.
499 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع