جانب من الاختبارات النهائية لرحلة بولاريس داون
الحرة - واشنطن:من المقرر أن تنظم شركة سبيس أكس التي يملكها الملياردير الأميركي إيلون ماسك، الثلاثاء أول رحلة سير في الفضاء على الإطلاق، يشارك فيها مواطنون عاديون، وهي تعد واحدة من أكثر عمليات الشركة خطورة.
وإذا نجحت الرحلة، المعروفة باسم بولاريس داون، فسوف تمثل علامة فارقة مهمة لقطاع الفضاء التجاري، إذ تعتمد الوكالة الأميركية للفضاء (ناسا) بشكل متزايد على شركات مثل سبيس أكس وبلو أوريجين وإنتويتيف ماشينز لبناء الصواريخ والمركبات الفضائية بالإضافة إلى تطوير التقنيات اللازمة لمشاريعها الفضائية الرائدة.
ومول المهمة الملياردير في مجال التكنولوجيا جاريد إيزاكمان، الذي سيكون واحدا من أربعة على متن الرحلة بالإضافة إلى سكوت بوتيت، المقدم المتقاعد في القوات الجوية، بالإضافة إلى اثنين من موظفي سبيس أكس هما سارة جيليس، التي تشرف على برنامج تدريب رواد الفضاء في الشركة، وآنا مينون، التي تعمل مسؤولة اتصال رواد الفضاء من مركز التحكم.
وقال المشاركون في المهمة والمسؤولون التنفيذيون في سبيس أكس إن الرحلة ستساعد في تعزيز أهداف الشركة لاستكشاف الفضاء.
وأعاد ماسك الأحد تغريدة من حساب شركة سبيس أكس على منصة أكس تفيد بأن "بولاريس داون" أكملت تجربة كاملة لأنشطة يوم الإطلاق.
وقال ماسك، مالك منصة أكس أيضا، إنه "جار الاستعداد لأول رحلة تجارية تاريخية في الفضاء والانطلاق إلى أبعد نقطة عن الأرض لأي إنسان منذ أكثر من نصف قرن".
ومن المقرر إطلاق بولاريس داون الثلاثاء من مركز كينيدي للفضاء في فلوريدا، ثم تتم عملية السير في الفضاء بعد يومين. وقالت المتحدثة باسم المهمة إن تفاصيل توقيت السير سيتم إصدارها بعد الإطلاق.
كانت الأنشطة خارج المركبة والسير في الفضاء، منذ فترة طويلة من اختصاص رواد الفضاء الحكوميين الذين يعملون في مشاريع وكالات الفضاء الرسمية، بحسب صحيف "وول ستريت جورنال".
في عام 1965، أجرى رائد فضاء سوفييتي أول مهمة فضائية، ثم تبعه بعد بضعة أشهر الأميركي إد وايت في مهمة جيميني 4 التابعة لوكالة ناسا. ومنذ ذلك الحين، ارتدى رواد الفضاء التابعون لوكالة ناسا بدلات الوكالة لاستكشاف القمر وإصلاح تلسكوب هابل وصيانة محطة الفضاء الدولية.
لكن عمليات السير في الفضاء تشكل مخاطر كبيرة لمن يقومون بها، حيث تترك رواد الفضاء محاطين بجهاز يجب أن يحميهم من فراغ الفضاء، حيث تطير الحطام بسرعة حوالي 17000 ميل في الساعة ويمكن أن تكون درجات الحرارة شديدة، بحسب "وول ستريت جورنال".
في يونيو الماضي، قالت وكالة ناسا إنها أنهت عملية سير في الفضاء في محطة الفضاء الدولية في وقت مبكر بعد ظهور تسرب مياه في البدلة التي ارتدتها رائدة الفضاء التابعة للوكالة تريسي دايسون.
وقال إيزاكمان خلال إحاطة إعلامية حديثة حول المهمة: "إنك تتخلص من كل أمان مركبتك. بدلتك تصبح مركبتك الفضائية".
ومن المقرر أن تختبر "سبيس أكس" بدلات فضاء جديدة، طورتها الشركة، خلال الرحلة المرتقبة.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن تنفيذ مهمة بولاريس داون المحفوفة بالمخاطر من شأنه أن يمثل أول مهمة قوية لشركة سبيس أكس، التي تولت أدوارا قيادية في إطلاق الصواريخ ونقل الطاقم لوكالة ناسا وتشغيل شبكة اتصالات الأقمار الصناعية ستارلينك".
لا تحتوي المركبة الفضائية على غرفة هواء، لذلك سيرتدي جميع أفراد الطاقم بدلاتهم الفضائية ويخرجون الهواء من المركبة، ويزيلون الضغط عنها. وبمجرد اكتمال ذلك، سيفتح أفراد الطاقم فتحة في مركبة كرو دراغون.
وقالت المتحدثة باسم المهمة إن من المقرر أن يخرج إبزاكمان وجيليس من المركبة لمدة تتراوح من 15 إلى 20 دقيقة. سيجريان عروضا مختلفة لمعرفة كيفية أداء البدلات. لن يطفو أي منهما بحرية من المركبة، حيث ستكون أيديهما أو أقدامهما متصلة بها في جميع الأوقات.
ومنذ الإعلان عن المهمة في فبراير 2022، تضمن تدريب أفراد الطاقم الأربعة القفز بالمظلات وقضاء الوقت في غرفة فراغ في مركز جونسون الفضائي التابع لوكالة ناسا في هيوستن.
وأمضى الأربعة حوالي ألفي ساعة في جهاز محاكاة الطيران وتدربوا على التعود على الأعراض المرتبطة بنقص الأكسجين، أو عندما يعاني الجسم من انخفاض مستويات الأكسجين.
وقبل ثلاث سنوات، صنع إيزاكمان التاريخ أيضا عندما قاد أول مهمة خاصة لرواد الفضاء إلى المدار، والآن ينفق رجل الأعمال الذي تقدر قيمة ثروته بملياري دولار مزيدا من الأموال على رحلة غير حكومية أخرى، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".
ولم يكشف إيزاكمان عن المبلغ الذي دفعه لشركة سبيس أكس مقابل الرحلة. وقال إن مهمة بولاريس داون مصممة لمواصلة عمل ناسا الرائد في محاولة لمساعدة البشر على الوصول إلى القمر والمريخ.
750 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع