قلق لبناني من تصعيد أكبر
العرب/بيروت- قال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله تعليقا على الضربات التي استهدفت إسرائيل فجر الأحد، ردا على مقتل القيادي في الحزب فؤاد شكر، إن الجماعة تجنبت استهداف البنية التحتية الإسرائيلية، وهو ما يشير إلى أن الحزب تحسب لرد انتقامي إسرائيلي شبيه بما حدث في مدينة الحديدة اليمنية قبل أسابيع.
وشهد فجر الأحد تصعيدا هو الأعنف منذ أشهر بين إسرائيل وحزب الله حيث شن الطرفان عمليات عسكرية في وقت قريب، لكن نصرالله أكد في خطابه أسبقية الهجوم الإسرائيلي.
وشدد نصرالله على أنه “لم يكن لدى حزب الله خطط لضرب أهداف في تل أبيب بما في ذلك مطار بن جوريون ووزارة الدفاع الإسرائيلية”.
وقال “وضعنا ضوابط للرد منها ألا يكون الرد مدنيا، علما بأن لدينا الحق بضرب المدنيين، ولا بنى تحتية، بل أن يكون الهدف عسكريا”.
وردا على استهداف جماعة الحوثيين لتل أبيب، قصفت إسرائيل في يوليو الماضي ميناء الحديدة ومحطة الكهرباء في منطقة رأس كثيب.
واستهدف الطيران الإسرائيلي خزانات الوقود التابعة لشركة النفط في ميناء الحديدة، ما تسبّب في ضرر كلي أو جزئي في 17 خزاناً من خزانات المشتقات النفطية الموجودة في المكان. وقدر الحوثيون خسائر الاستهداف الإسرائيلي بعشرين مليون دولار وهو ما استبعده خبراء اعتبروا أن تقديرات الحوثيين المعلنة بعيدة عن الحقيقة والهدف منها التستر على الخسائر.
وقال دبلوماسيان لرويترز إن إسرائيل وحزب الله اللبناني تبادلا رسائل عبر وسطاء الأحد من أجل منع المزيد من التصعيد في أعقاب واحدة من أكبر عمليات تبادل إطلاق النار بين العدوين في عشرة أشهر.
وقال دبلوماسي إن الرسالة الرئيسية تمثلت في أن الجانبين يعتبران أن تبادل القصف المكثف الأحد “انتهى” وأن أيا من الجانبين لا يريد حربا شاملة. وتحدث الدبلوماسيان شريطة عدم نشر اسميهما.
وحرص نصرالله خلال خطابه الذي بثته قناة المنار على التأكيد على أن الضربات التي وجهها حزب الله لإسرائيل تسببت بأضرار، في محاولة للتقليل من أهمية الضربة الاستباقية الإسرائيلية، لكنه عاد ليقول لاحقا إنهم سيتأكدون من مدى الضرر وما إذا كان الأمر يستحق هجوما آخر.
وأضاف نصرالله أن حزب الله لم يخطط لهجوم أكبر، ونفى على وجه التحديد ما جاء في تصريح الجيش الإسرائيلي بأن الجماعة كانت تنوي إطلاق الآلاف من القذائف.
وقال “حديث العدو عن قصف صواريخ إستراتيجية ودقيقة كانت معدة لاستهداف تل أبيب هو كذب في كذب، ولكن في هذه العملية ولرؤية واضحة ودقيقة لم نُرد استخدام هذه الأسلحة”.
لكنه أقر بأن العملية تأخرت لعدة أسباب، من بينها ما سماه حشد الأصول العسكرية الإسرائيلية والأميركية في المنطقة.
وقال نصرالله “كنا نحتاج بعض الوقت لدراسة ما إذا كان المحور سيرد كله أو كل جبهة لوحدها، وتريثنا لإعطاء الفرصة للمفاوضات لأن هدفنا هو وقف العدوان على غزة”.
وأضاف “من الواضح أن المفاوضات طويلة، ونتنياهو بدأ بفرض شروط جديدة على المقاومة في غزة”.
لكن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قال في بيان صادر عن مكتبه “ما حدث (…) ليس نهاية القصة. حزب الله حاول (…) مهاجمة دولة إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيرة”.
وأضاف “لقد أصدرنا تعليماتنا للجيش الإسرائيلي بتنفيذ ضربة استباقية قوية لإزالة التهديد”.
ومضى قائلا “دمر الجيش الإسرائيلي آلاف الصواريخ قصيرة المدى، والتي كانت جميعها تهدف إلى إيذاء مواطنينا وقواتنا في الجليل”.
وتابع “بالإضافة إلى ذلك، اعترض الجيش الإسرائيلي جميع الطائرات المسيرة التي أطلقها حزب الله تجاه هدف إستراتيجي في وسط البلاد”، دون المزيد من التفاصيل حول طبيعة الهدف.
وأردف نتنياهو “نحن نضرب حزب الله بضربات مفاجئة. قبل 3 أسابيع قمنا بتصفية رئيس أركانه (فؤاد شكر)، واليوم أحبطنا خطته الهجومية”.
وتابع “ليعلم (الأمين العام لحزب الله حسن) نصرالله في بيروت و(المرشد الأعلى الإيراني علي) خامنئي في طهران أن هذه خطوة أخرى على طريق تغيير الوضع في الشمال، وإعادة السكان سالمين إلى منازلهم”.
وفجر الأحد شنت الطائرات الإسرائيلية عشرات الغارات التي استهدفت مناطق بجنوب لبنان فيما يعتبر أوسع هجوم منذ بدء المواجهات في 8 أكتوبر 2023، بينما أعلن حزب الله اللبناني عن إطلاق 320 صاروخا على مواقع عسكرية إسرائيلية، وعن شن “هجوم جوي بعدد كبير من المسيرات نحو العمق” الإسرائيلي ضمن المرحلة الأولى من الرد على اغتيال تل أبيب القيادي فيه فؤاد شكر في نهاية يوليو الماضي.
581 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع