صورة نشرتها الرئاسة الإيرانية تظهر اجتماع الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان (يسار) مع رجل الدين الشيعي عمار الحكيم (وسط) ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (يمين)، في بغداد في 11 أيلول/سبتمبر 2024.
ميدل ايست:في أول زيارة له إلى الخارج، أجرى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان محادثات سياسية هامة في بغداد مع الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد و رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.للحديث عن أهمية الزيارة وملفاتها والاتفاقيات التي جرى توقيعها، معنا مراسلنا في العاصمة العراقية باسل محمد.
بداية، ضعنا في صورة الاتفاقيات التي تم توقيعها خلال زيارة الرئيس الإيراني لبغداد؟
أخذ الجانب الاقتصادي حيزاً مهماً خلال زيارة الرئيس الإيراني ومحادثاته في بغداد مع المسؤوليين العراقيين. وتم توقيع 14 مذكرة تفاهم بين الجانبين أبرزها التفاهم بخصوص ما يسمى بـ "تعزيز التعاون التدريبي" خاصة في مجال الأمن. أما الملف الثاني يتعلق بـ "المجاميع السياحية"، إذ يزور العراق مئات الألوف من الإيرانيين سنوياً لزيارة المواقع الدينية ولزيارة مواقع شيعية مقدسة، لذلك اتفق الجانبان على تقديم المزيد من التسهيلات من قبل السلطات العراقية للزوار الإيرانيين بينها تسهيلات حدودية، وأيضاً بما يتعلق بعدد الزوار سنوياً.
وفي ملف آخر، تمت مناقشة التجارة المشتركة. إذ اتفق الجانبان على زيادة صادرات إيران إلى العراق بنحو 20 مليار دولار بحدود العام 2027. وتمت مناقشة ملف المياه التي تمثل نقطة خلاف نوعاً ما بين الجانبين، خاصة من جهة نهر الون على الحدود العراقية الإيرانية والذي ينبع من داخل إيران وتصل كميات قليلة من مياهه إلى العراق. حيث اتفق الطرفان على ضخ كميات أكبر من المياه من داخل إيران باتجاه الأراضي العراقية وخاصة في منطقة خاناقين..
كما تمت مناقشة ما يتعلق بمذكرة التفاهم الأخيرة المتعلقة بتبادل الخبرات بين طهران وبغداد في مجالات الزراعة والري وغيرها...
ملف أمن الحدود العراقية الإيرانية والاتفاقية الأمنية بين الدولتين كان حاضراً بقوة في محادثات الرئيس الإيراني في بغداد.. هل من معلومات حول هذا الملف؟
أشار رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى الاتفاقية الأمنية العراقية خلال مراسم استقبال الرئيس الإيراني. وذهبت مستشارية الأمن العراقي القومي إلى ذكر تفاصيل أكثر بخصوص هذه الاتفاقية، ومدى التزام الجانب العراقي بتنفيذها.
وأشارت المستشارية إلى أنه تم إغلاق نحو 80 موقعاً للفصائل الإيرانية الكردية المعارضة التي كانت تشن هجمات مسلحة ضد الحرس الثوري الإيراني على الحدود، وتم نزع سلاح هذه الفصائل وتسليمها إلى قوات البشمركة الكردية التابعة لإقليم كردستان شمال العراق والتابع سياسياً للعراق. كما سيطرت قوات الحرس الحدودي على هذه المواقع جميعها، وذكرت المستشارية فتح ستة مخيمات استقرت فيها الفصائل الكردية المعارضة: أربعة منها في أربيل واثنين في السليمانية في إقليم كردستان العراق.
ماهي أبرز الملفات الإقليمية التي شكلت أهمية في محادثات الرئيس الإيراني والمسؤولين العراقيين؟
صدر تقرير قبل ساعات للإطار التنسيقي الشيعي ركز على عدة نقاط أساسية بما يخص المحور الإقليمي، الأولى تتعلق بحرب غزة إذ كان هناك حرص عراقي إيراني على تعزيز التعاون بينهما في التعامل مع هذه الحرب والتأكيد على دعم الفلسطينيين وحركة حماس.
وأشار التقرير إلى ما ما يتعلق بأجواء التهدئة وعدم التصعيد في المنطقة، حيث يلعب العراق دوراً أساسياً في هذا الملف لدفع إيران باتجاه عدم التصعيد.
أما النقطة الثالثة المهمة وغير المعلنة فتتعلق بالعلاقات الإيرانية الأردنية، إذ تشهد هذه العلاقات توتراً بين الطرفين على خلفية اتهمات أردنية، نًقلت عبر العراق، إلى إيران بأن هناك نشاط إيراني داخل الأراضي الأردنية لتجنيد أردنيين بهدف شن ضربات ضد إسرائيل.
643 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع