آثار آخر هجوم صاروخي إيراني تعرضت له أربيل في يناير الماضي.
الحرة:الخوف من أزمة اقتصادية والنزوح والدمار وانعدام الاستقرار، يشكل أبرز مخاوف الشارع في محافظة أربيل بإقليم كردستان العراق إثر التصعيد العسكري في الشرق الأوسط واتساع رقعة الحرب التي تخوضها إسرائيل ضد حماس وحزب الله اللبناني منذ أكثر من عام.
ويشهد الشارع الكردي شبه إجماع على رفض التصعيد والعنف بكافة أشكاله في حل المشاكل التي يعاني منها الشرق الأوسط، فمآسي الحروب التي شهدها العراق وإقليم كردستان خلال العقود الماضية، لا تكاد تغادر مخيلة الأكراد الذين بات التحذير من تداعيات الحرب والتصعيد في الشرق الأوسط شغلهم الشاغل.
وتشير الحقوقية أورنك برزنجي، عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، إلى أن إقليم كردستان لن يكون بمنأى من "الشظايا" فيما إذا اندلعت المواجهة العسكرية بشكل مباشر بين إيران وإسرائيل.
وتضيف برزنجي لـ"الحرة"، "يحرص الإقليم على الحفاظ على علاقات متوازنة مع الدول الإقليمية والعربية والغربية، ويحتضن العديد من ممثليات الدول الأوربية ومصالح الولايات المتحدة الأميركية والغربية، لكن المليشيات الموالية لإيران تتخذ دائما الحجج الواهية لاستهداف كردستان ومهاجمتها في كل تصعيد بين إيران وبين الولايات المتحدة."
وترى البرزنجي أن الحكومة العراقية إذا لم تتمكن من السيطرة على المليشيات والحد من هجماتها على إسرائيل، فسيقحم العراق في هذه الحرب المدمرة.
ويتفق المواطن جليل نوزاد مع البرزنجي في مخاوفها من أن يطال الحرب العراق وكردستان، ويعبر لـ"الحرة" عن مخاوفه "نحن مقبلون على فصل الشتاء فيما إذا طالتنا الحرب لا قدر الله، سنعيش كارثة حقيقية، إلى أين نهرب؟ فمحيطنا كله مدمر ونحن في العراق وكردستان لم تلتئم بعد جراحاتنا الماضية من الحروب وما زلنا نعيش أزمة اقتصادية ومالية."
وأشارت إحصائية صادرة عن مركز "ألما" للأبحاث والتعليم الإسرائيلي، في 26 سبتمبر الماضي، إلى أن ما تسمى "المقاومة الإسلامية في العراق أعلنت مسؤوليتها عن 167 هجومًا على أهداف إسرائيلية خلال الفترة الممتدة من نوفمبر 2023 لغاية 25 سبتمبر 2024. نفذت 75% من هذه الهجمات بطائرات مسيرة، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض 24% منها، ولم تسفر هذه الهجمات عن إصابات جسدية."
ويؤكد المواطن الكردي أبو يوسف لـ"الحرة"، "أربيل بشكل خاص والشارع الكردي بشكل عام يستنكر أي محاولات لتوريط العراق في هذه الحرب، يجب أن يحل الاستقرار في المنطقة بدلا من الحرب وأن يكون الحوار سيد الموقف لحل كافة المشاكل، الشارع الكردي يؤمن أن الحل دائما في السلم، لأن المتضرر الأول والأخير من العنف هم المدنيون."
لكن باخان بابان، وهي الأخرى مواطنة كردية من أربيل تشدد على ضرورة دعم المدنيين في هذه الحرب.
وتبين بابان لـ"الحرة"، "صحيح الشارع الكردي لا يدعم الحرب والعمليات العسكرية لكنه متمسك منذ بداية الأزمة بأن يكون جزءا من دعم المدنيين في غزة ولبنان، وفي هذا الشأن هناك توافق بين الشارع الكردي والشارع العراقي وحتى المواقف الحكومية من أجل دعم المدنيين وإيقاف الحرب."
ووفق بيانات القيادة المركزية الأميركية، شنت المليشيات المنضوية فيما يسمى "المقاومة الإسلامية" في العراق بالتزامن مع التصعيد في الحرب بين إسرائيل وحماس، حتى ديسمبر من العام الماضي، أكثر من 100 هجمة على قواعد تتواجد فيها قوات أميركية في العراق وسوريا، استهدفت أكثر من نصفها الأراضي العراقية وكانت لأربيل حصة الأسد من هذه الهجمات.
وتعتبر المواطنة تارة محمد أن عدم قبول الآخر هو أساس ما يشهده الشرق من أحداث وأعمال عنف ومشاكل لا حدود لها.
وتوضح محمد لـ"الحرة"، "بعد عقود من الصراع والعنف الذي لا جدوى منه حان الوقت أن تتقبل فيه شعوب الشرق الأوسط الشعب اليهودي كجزء منها، فالشرق موطن اليهود كبقية الشعوب الأخرى، ولأجل إحلال السلام والتعايش في المنطقة وإنهاء الحروب والويلات، على الدول التي تعيش في هذه المنطقة احترام خصوصية بعضها."
وتشير محمد إلى أن غالبية الشارع الكردي يعتبر الخلافات بين اليهود والفلسطينيين شأنا داخليا، يجب على حكومات الدول التي تتدخل في هذا الشأن أن تنظر أولا إلى حالها وأمنها واقتصادها وتحل أزماتها، فشعوبها أولى بهذا الاهتمام.
وعلى الرغم من أن آخر هجوم صاروخي إيراني تعرضت له أربيل كان في يناير الماضي، لكن المليشيات الموالية لإيران والحرس الثوري الإيراني لم تتوقف خلال الأشهر الماضية من العام الحالي من توجيه تهديدات بقصف أربيل واستهداف المصالح الأميركية كنوع من الرد على العمليات الإسرائيلية.
ويقول القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، أحد الأحزاب الرئيسية في الإقليم، غياث السورجي لـ"الحرة"، إن "أي تصعيد للحرب الحالية سيكون له تأثير سلبي على العراق، ونحن في إقليم كردستان جزء من العراق وستؤثر انعكاسات الحرب علينا بشكل مباشر، لذلك على حكومة الإقليم والسياسيين الكرد والحكومة العراقية أن يكونوا عامل خير بين جميع الدول وجزء من الحل لتهدئة الأوضاع في المنطقة، لأن التصعيد لا يصب في مصلحة العراق."
وخلال لقائه عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي، سيث مولتن، والسفيرة الأميركية لدى العراق ألينا رومانسكي، الخميس الماضي، أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، على ضرورة أن تتدخل الدول الكبرى والمؤسسات والمنظمات الأممية لإنهاء الحرب التي تهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم.
وعقب اللقاءات التي أجراها السوداني مع سفراء عدد من الدول، الخميس، أوضح المتحدث باسم الحكومة، باسم العوادي، ضمن تدوينة على منصة (X) أن لقاءات رئيس الوزراء "تأتي كحلقة متواصلة ضمن حراكه المستمر لإيقاف حرب غزة ولبنان ومنع توسعها والحفاظ على استقرار العراق والمنطقة."
865 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع