رووداو ديجيتال:توافد عشرات الشبان العراقيين من عدد من المحافظات إلى مقر "لواء أبو الفضل العباس"، في منطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد، للتطوع للقتال في سوريا، لحماية مقام السيدة زينب بريف دمشق.
جاء ذلك استجابة لدعوة قيادة قوات اللواء، التي يرأسها رجل الدين الشيعي أوس الخفاجي، حيث أطلقها الأربعاء الماضي، بإعادة تشكيل اللواء وفتح باب التطوع مع تجدد المعارك في سوريا.
ومن المقرر أن تتوجه أولى دفعات المقاتلين المتطوعين حديثاً إلى سوريا بعد 10 أيام، وهي المدة التي حددتها قيادة قوات "أبو الفضل العباس" لتسجيل المتطوعين، كما أكد الخفاجي لشبكة رووداو الإعلامية، اليوم الجمعة (6 كانون الأول 2024).
وحدد اللواء شروطاً للتطوع، منها أن يبلغ المقاتل من العمر 22 عاماً، ويمتلك موافقة والديه، فضلاً عن خبرة عسكرية، بحسب الخفاجي.
وحول ما إذا كانت دعوته للتطوع لا تنسجم مع الموقف الحكومي، أو قد تتسبب بانعكاسات على مستوى العراق، أشار الخفاجي إلى أن "العراق منذ سقوط النظام السابق عام 2003 لم يتفق على رأي واحد".
ولفت إلى أن "الموقف كان متفقاً فقط في حالة داعش، وقد تكون حالة استثنائية وملفتة في تاريخ العراق الحديث بأن تجتمع كل توجهات الشعب العراقي على قتال داعش".
وأردف أنه "الآن نحن بأمر الحكومة، ولم نؤسس جناحاً عسكرياً داخل العراق، ولم نستخدم السلاح داخل العراق، كما لم ننقل السلاح من العراق إلى خارجه، ولم نعبر الحدود بمخالفة قانونية، بالتالي لا توجد مخالفة بذلك".
واستدرك الخفاجي أن "كل ما في الأمر، نقوم بجمع متطوعين من أجل الذهاب إلى سوريا لمقام السيدة زينب، تحسباً لوصول الخطر إلى المقام، سندافع عنه، وفي حال لم يصل، نعود إلى العراق".
وتشكل "لواء أبو الفضل العباس" عام 2011، وكان من أوائل الفصائل المسلحة العراقية التي انخرطت في الصراع السوري للدفاع عن مقام السيدة زينب عام 2012.
عقب ذلك، شارك اللواء في المعارك ضد تنظيم داعش بالعراق، عندما احتل مساحة تقارب ثلثي البلاد على خلفية الأحداث في سوريا. وفي عام 2017، أعلن اللواء حل نفسه، وتفرقت عناصره بين من انخرط في هيئة الحشد الشعبي وحشد الدفاع التابع لوزارة الدفاع، فضلاً عن آخرين عادوا لحياتهم.
من جانبه، يقول حسين أركان (26 عاماً)، أحد المتطوعين، لشبكة رووداو الإعلامية: "مجيئي للتطوع هو بدافع أن أكون مجاهداً للدفاع عن مقام السيدة زينب".
وأضاف أركان، الذي يمتلك محل قصابة في شارع فلسطين ببغداد، أن "غيرتنا للدفاع عن مقدساتنا، والتي تمثل السيدة زينب جزءاً منها، دفعتنا للتطوع".
ومع سيطرة فصائل المعارضة السورية، التي تشترك معها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، منذ الأربعاء الماضي، على مدن حلب وحماة، فيما أعلنت اليوم الجمعة بدء تقدمها للسيطرة على مدينة حمص؛ أعادت قيادة قوات "لواء أبو الفضل العباس" تشكيل نفسها.
وإلى ذلك، سيعمل لواء "أبو الفضل العباس" تحت مظلة خاصة بعيداً عن هيئة الحشد الشعبي، التي تؤكد عدم انخراطها في الأزمة السورية، وفقاً للخفاجي، الأمين العام للواء، الذي أكد أن "العمل سيتفق مع قرارات الحكومة العراقية".
406 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع