اتفاق بريطاني عراقي يضع مصير آلاف المهاجرين على المحك

التوقيع على مذكرة تفاهمبين العراق و بريطانيا

رووداو ديجيتال:بعد ألمانيا، أصبحت بريطانيا ثاني دولة توقع اتفاقية مع العراق تهدف إلى إعادة جميع طالبي اللجوء الذين لا يحملون حق الإقامة ودخلوا المملكة المتحدة بطرق غير قانونية. تأتي هذه الخطوة بعد وفاة أكثر من 70 مهاجراً أثناء محاولتهم الوصول إلى بريطانيا خلال عام 2024.

بدأت الحكومة العراقية بإبرام اتفاقيات مع الدول التي تستضيف أعداداً كبيرة من طالبي اللجوء العراقيين. ومع تزايد هجرة الشباب من إقليم كوردستان إلى بريطانيا خلال السنوات السبع الأخيرة، يشكل هذا الاتفاق تهديداً بعودة آلاف المهاجرين الكورد أيضاً.

أكثر من ألفي مهاجر و70 وفاة خلال 9 أشهر

أفادت وسائل الإعلام البريطانية بأن "آلاف العراقيين مهددون بالترحيل عقب الاتفاق المبرم بين بغداد ولندن"، فيما أكد رئيسا الوزراء البريطاني والعراقي أن "الاتفاقية تهدف إلى تفكيك شبكات تهريب البشر".

شهدت بريطانيا في السنوات الأخيرة جدلاً كبيراً حول سياسات إعادة طالبي اللجوء.

بحسب الإحصاءات الرسمية البريطانية، تجاوز عدد العراقيين الذين دخلوا المملكة المتحدة في عام 2024 ألفي شخص، معظمهم من الكورد، في حين تم ترحيل أقل من 30 شخصاً منهم.

ووفقاً لإحصاءات وكالة الجريمة البريطانية، توفي أكثر من 70 مهاجراً أثناء محاولتهم عبور بحر المانش في قوارب صغيرة خلال العام ذاته.

القبض على شبكة للتهريب في إقليم كردستان

أعلنت الوكالة الوطنية البريطانية لمكافحة الجريمة (NCA) يوم (14 كانون الثاني 2025)، أن المجموعة التي تم اعتقالها لها صلات بشبكة تهريب يديرها آمانج حسن زاده.

آمانج حسن زاده، المقيم في مدينة بريستون البريطانية، حُكم عليه في 8 تشرين الثاني الماضي بالسجن 17 عاماً من قِبل محكمة بريطانية بعد إدانته بتهمة تهريب المهاجرين إلى المملكة المتحدة.

وكان حسن زاده يروج لنفسه عبر مواقع التواصل الاجتماعي باعتباره "أفضل مهرب"، فيما نشر مهاجرون مقاطع فيديو من داخل القوارب يشيدون بخدماته.

كما أشارت الوكالة البريطانية إلى اعتقال ثلاثة متهمين من محافظة السليمانية خلال حملات تمت بين 8 و12 كانون الثاني الجاري.

بحسب الوكالة، يبلغ أحد المعتقلين 38 عاماً، وهو متهم بالتنسيق مع شبكة نقلت أشخاصاً بالقوارب من اليونان إلى إيطاليا.

أما الآخر، فيبلغ من العمر 40 عاماً، ومتهم بتلقي أموال من المهاجرين الذين قام حسن زاده بتهريبهم إلى دول أوروبا، والثالث في الثلاثينيات من عمره، متهم بتجنيد أشخاص لشبكة حسن زاده.

المتهمون اعتقلوا بعمليات أمنية مشتركة بين 8 و12 كانون الثاني الجاري، شارك فيها ضباط من الوكالة الوطنية البريطانية لمكافحة الجريمة وأجهزة الأمن في إقليم كوردستان، وهي "المرة الأولى التي يتم فيها التعاون مع الأجهزة الأمنية في أربيل والسليمانية لاستهداف المهربين" وفق الوكالة.

وأكدت أن المتهمين الثلاثة سيظلون "قيد الاحتجاز ويخضعون للتحقيق من قبل السلطات في إقليم كوردستان بتهمة الاتجار بالبشر".

وقال روب جونز المدير العام للعمليات في الوكالة الوطنية البريطانية لمكافحة الجريمة: "في السابق، كان [المهربون] يعتقدون أننا لا نستطيع الوصول إليهم، لكن من خلال تنسيقنا مع مسؤولي إقليم كوردستان العراق، أثبتنا أن هذا لم يعد صحيحاً، وأن المهربين سيخضعون للمساءلة".

في السياق، قال مارتن كلارك، أحد الضباط البريطانيين المشاركين في العملية: "كان لدينا تنسيق ممتاز مع أجهزة أمن أربيل والسليمانية وأود أن أشكرهم".


كما علّقت وزيرة الداخلية البريطانية، إيفيت كوبر، على اعتقال المتهمين في إقليم كوردستان بقولها:"قبل سبعة أسابيع، وكجزء من خطة الحكومة للتغيير، وقعت اتفاقية بريطانيا المهمة مع العراق بشأن تنسيق تنفيذ القانون وأمن الحدود، وعقدت اجتماعاً مع حكومة إقليم كوردستان".

ورأت وزيرة الداخلية البريطانية أن "العصابات الإجرامية التي تعمل في العراق وإقليم كوردستان العراق لا تحترم الحدود والسلطة القضائية؛ ولهذا السبب من المهم أن تستمر بريطانيا في العمل عن كثب مع الحكومة العراقية وحكومة إقليم كوردستان".

يأتي العمل المشترك بين الأجهزة الأمنية البريطانية وإقليم كوردستان بعدما وقعت فيه وزارة الداخلية البريطانية في (28 تشرين الثاني 2025)، اتفاقية مشتركة مع العراق وإقليم كوردستان بشأن مكافحة الهجرة غير الشرعية والعصابات الإجرامية التي تعمل في المنطقة وأوروبا.

عدد اللاجئين من العراق وإقليم كوردستان

احتل العراق المرتبة الثالثة بين الدول التي يتوافد منها أكبر عدد من طالبي اللجوء إلى بريطانيا، ومعظمهم من الكورد القادمين من مدن إقليم كوردستان.

وفقاً لإحصاءات الحكومة البريطانية، وصل من إيران 18,975 شخصاً إلى بريطانيا بين عامي 2018 و2024، منهم 817 شخصاً صنفوا كضحايا للهجرة غير الشرعية وشبكات التهريب.

تأتي ألبانيا في المرتبة الثانية بـ 13,706 طالب لجوء خلال نفس الفترة، صنف 2,274 منهم كضحايا.

أما العراق، فيحتل المرتبة الثالثة بإجمالي 13,582 طالب لجوء خلال السنوات الست الماضية، وتصنف الحكومة البريطانية جميعهم كمهاجرين غير شرعيين.

تلي العراق أفغانستان في المرتبة الرابعة، ثم سوريا في المرتبة الخامسة بإجمالي 6,846 مهاجراً غير شرعي خلال نفس الفترة.

فيما يخص عام 2024، تشير الإحصاءات الرسمية البريطانية إلى أن العراق حافظ على المرتبة الثالثة، حيث وصل 437 مهاجراً غير شرعي عبر قوارب صغيرة حتى نهاية حزيران، ما يشكل 13% من إجمالي المهاجرين الذين وصلوا إلى المملكة المتحدة في النصف الأول من العام نفسه، بينما احتلت أفغانستان وإيران المرتبتين الأولى والثانية على التوالي.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1242 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع