رويترز:يتردد في الأوساط السياسية العراقية، حديث عن احتمال تحالف انتخابي بين التيار الصدري ، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني ، من المتوقع أن يثير غضب ق، التي تجد نفسها أمام معادلة صعبة في حال تحقق هذا السيناريو.
ويتطلب هذا السيناريو عودة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى العملية السياسية وخوض الانتخابات المقبلة، ما قد يمهد لتحالف بدأت ملامحه بالظهور تدريجياً.
ورغم أن الصدر لم يحسم موقفه النهائي بعد، إلا أن تحركاته الأخيرة، ولا سيما دعوته لتحديث سجلات الناخبين، تعكس استعداداً محتملاً للعودة إلى المشهد السياسي.
مؤشرات التيار
يلاحظ مختصون أن المؤشرات القادمة من التيار الصدري تعكس خطاباً أقل تصادمية تجاه حكومة السوداني، ما يشير إلى مساحة من التهدئة المتبادلة، وهذا التحول، وإن لم يصل إلى مستوى التنسيق المباشر، إلا أنه فُسِّر على أنه جزء من استراتيجية تتيح خيارات أوسع في المرحلة المقبلة.
وبدوره، قال الباحث في الشأن السياسي عادل الجبوري، إن "أقرب الأحزاب إلى التيار الصدري في المرحلة الحالية هو تيار الفراتين، الذي يتزعمه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، خاصة بعد انهيار التحالفات السابقة التي جمعت الصدريين مع الحزب الديمقراطي الكردستاني وتحالف تقدم".
وأضاف الجبوري، لـ"إرم نيوز"، أن "الساحة السياسية العراقية مليئة بالمفاجآت، ومع ازدياد التكهنات، تؤكد الوقائع أن الصدر، في حال عودته إلى العملية السياسية، سيتحالف مع تيارات قريبة منه، ما يجعل تحالفه مع السوداني خياراً مطروحاً بقوة".
ويزداد الجدل حول مستقبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مع استمرار الخلافات داخل الإطار التنسيقي، خاصة بعد تصاعد الاتهامات بين بعض مكوناته، إذ ترى بعض الأطراف أنه سيبقى جزءًا من الإطار، فيما يعتقد آخرون أن توجهه نحو الاستقلالية قد يمنحه مساحة أكبر للمناورة السياسية.
ويمثل تاريخ العلاقة بين التيار الصدري وقوى الإطار التنسيقي، مأزقاً واضحاً، باعتبار أن الصدر سبق أن رفض ترشيح السوداني في 2022، واعتبره امتدادًا لنفوذ المالكي، وهو ما يثير تساؤلات عن مدى إمكانية تجاوز هذه العقبات.
ويرى مراقبون أن مقتدى الصدر أمام فرصة سانحة للرد على الإطار التنسيقي، الذي منعه من تشكيل الحكومة بعد فوزه في انتخابات 2021، وهذه المرة، قد يلجأ الصدر إلى تحالف غير متوقع مع محمد شياع السوداني، الذي يُتوقع أن يحصد بين 30 إلى 40 مقعداً برلمانياً، وهو سيناريو تعززه ملامح تحالف سياسي آخذ بالتشكل، يضم وزراء ومحافظين ومسؤولين تنفيذيين يسعون إلى تعزيز نفوذهم في المشهد القادم.
سيناريو مستبعد
لكن الباحث في الشأن السياسي علي ناصر، قال إن "إمكانية تحالف الصدر والسوداني، مسار مستبعد في الوقت الحالي؛ بسبب الظروف السياسية التي يشهدها العراق داخلياً".
وأوضح ناصر، لـ"إرم نيوز"، أن "السوداني قد يكون أقرب إلى بعض التيارات والحركات الأخرى، لكنه لا يزال بعيداً عن التيار الصدري، الذي يسعى إلى خوض الانتخابات المقبلة بعيداً عن المحاصصة السياسية، خاصة وأن السوداني يطمح لولاية ثانية لرئاسة الحكومة، وهو ما يقلل من احتمالات أي تحالف بينه وبين الصدر أو حتى بين تيار الفراتين الذي يتزعمه".
وكان الصدر نسج تحالفات مفاجئة سابقاً، منها التعاون مع الحزب الشيوعي وقوى كردية وسنية، ما يجعله غير مرتبط بأي جهة بشكل دائم.
وجاءت دعوته الأخيرة لأتباعه لتحديث سجل الناخبين مؤشراً على أنه يترك باب المشاركة مفتوحاً، لكنه لم يحسم موقفه بعد.
ورغم التحولات السياسية الجارية، تبرز مؤشرات قوية على أن السوداني سيتجه إلى خوض الانتخابات المقبلة بقائمة مستقلة، تضم مكونات سياسية واجتماعية متنوعة.
ويعتمد السوداني في هذا التوجه على ما يعتبره إنجازات حققتها حكومته خلال الفترة الماضية، الأمر الذي قد يمنحه زخماً إضافياً في سباقه نحو ولاية ثانية.
827 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع