جامع الخلفاء في بغداد
إرم نيوز:عندما بني جامع الخلفاء في مدينة قبل أكثر من 1100 عام، كانت مئذنته الشامخة أشبه ببرج من الأبراج التي تصل السحاب في العصر الحالي.
كان ارتفاع المئذنة إلى 35 مترًا فرصة فريدة لرؤية بغداد من الأعلى في أوج ازدهارها في الحقبة العباسية التي لا تزال تلك المئذنة شاهدة عليها حتى اليوم.
فعلى الرغم من الأحداث والحروب المدمرة التي تعرض لهافي تاريخه القديم والحديث، وبينها الغزو المغولي الوحشي، والحروب المعاصرة بالأسلحة الفتاكة، والإهمال الذي تعرض له المسجد لعقود، لا يزال جامع الخلفاء صامدًا مع مئذنته في وجه الزمن.
بُني جامع الخلفاء في زمن الخليفة العباسي المكتفي بالله بين عامي (902 - 908 ميلادية)، وأراده حاكم بغداد حينها ليكون المسجد الجامع لصلاة الجمعة في شرقي قصره.
واستمد الجامع اسمه من موقعه، إذ أطلق عليه جامع القصر، قبل أن يتغير مع مرور السنوات إلى جامع الخليفة الذي كان يتردد عليه، ويتحول الاسم في العصر الحديث إلى جامع الخلفاء.
ويتألف جامع الخلفاء من قاعة الصلاة الرئيسة، وهي ثمانية الشكل، وتعلوها قبة عليها زخرفة بالخط الكوفي، يبلغ ارتفاعها نحو 7 أمتار، كما يضم الجامع 3 أروقة تؤدي إلى المصلى.
ومبنى الجامع الحالي حديث نسبيًا، حيث يعود للعام 1961، عندما كلفت مديرية الأوقاف العراقية، المهندس المعماري الراحل محمد مكية، بتصميم وبناء جديدين للجامع مكان المبنى المتساقط.
لكن المئذنة تحمل تاريخًا قديمًا يعود للعام 1279 ميلادية، عندما أعيد بناء الجامع ومئذنته لتظل صامدة منذ ذلك الوقت.
ويواجه الجامع العريق تحديًا منذ سنوات بسبب ميل مئذنته الشامخة، يُعتقد أنه بسبب مياه جوفية في الموقع، وسط مطالب من نخب ثقافية ومحبين للتاريخ والآثار بترميمها والحفاظ عليها لتظل شاهدة على بغداد العباسية.
والجامع مغلق منذ سنوات طويلة بانتظار ترميم المئذنة وصيانة المبنى الذي يحيط به سوق الغزل الشعبي، ليعود إلى مكانته القديمة عندما كان وجهةً دائمًا لكبار رجال الدولة في العهد العباسي.
946 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع